الذيـــــــــــن يســــــــــــــعدهم الفشـــــــــــــــــــــل ما الذى يجعل الآخرين ينجحون فيما نفشل فيه نحن؟ هى البيئة الحاضنة بلا شك هناك من تعود على النجاح ومن يعشق النجاح ومن يعمل فى منظومة عمل جماعى ذات هدف محدد لا تقبل الفشل وهنا عمل فردى يحاول كل طرف أن يدفع الآخر إلى الفشل لأنه لا يريد النجاح لغيره أو لأن النجاح ليس علي هواه النجاح هناك مسئولية الجميع ولا أحد يخرج عن الإطاروهنا لا يوجد إطار من الأصل والبعض ينظر بتحفز فإذا تحقق النجاح أجهز عليه أو قبله على مضض وإذا لم يتحقق سار فى جنازته وحقق مبتغاه لأن الفشل يسعدهم فى ختام كلمتى الأسبوع الماضى أشرت إلى المعرض السياحى لمصر ˜السفر للبحر المتوسطŒ والذى أكمل سنوات ومع ذلك يراد له أن يموت وينسحب من السوق إن لم يكن قد مات بالفعل ˜بالسكتة القلبيةŒ وهى سكتة قلبية فرضت على هذا المعرض ولم يدخل فيها بإرادته وهو شئ غريب فعلا أن نملك تجربة سنوات فى معرض سنوى ثم نلغيها مرة واحدة وكأنه لم يكن دون أن نتوقف لنسأل إذا كان مريضا لنعالجه فهل كان العلاج هو نزع لخراطيم الحياة عنه وتركه يموت دون أن نفكر فى علاج يفرضه الواجب المهنى، وتقتضيه سمعة مصر وتطلبه صناعة سياحة سوف يسجل فى تاريخها دون إرادة منها أنها فشلت فى الإحتفاظ بمعرض دام سبع سنوات
وأظن أنه مهما كانت ملاحظاتنا علي تجربة معرض السفر للبحر المتوسط، فقد كان يمكن البناء عليها وليس إنهاءها تماما وكان يمكن التوقف لنسأل إذا كانت هناك سلبيات فكيف السبيل إلي علاجها وإذا كانت هناك ثغرات فكيف يمكن أن نسدها؟ ولا أحد يقول أن المعرض بصورته التى كان يقدم بها هو كل النجاح الذى نتطلع إليه ولكن فى نفس الوقت ألم يكن ممكنا أن يتخلى البعض عن تصورهم المسبق من أنه لا فائدة ترجى من هذا المعرض، ويفكرون بشكل ايجابى كيف يمكن أن ينجح المعرض النجاح الذى نرجوه له ألم يكن ممكنا أن يسأل أحد نفسه لماذا تتواجد المعارض حولنا فى كل الدول المحيطة بنا ويراد قتل معارضنا؟ لماذا تتواجد المعارض السياحية فى المغرب والجزائر وتونس وفى سوريا ولبنان وتركيا وفى السعودية وفى الكويت وفى البحرين وفى دبى وغيرها وتفشل مصر فى أن يكون لها معرض؟
هل العيب فى هذه البلاد التى تصر على تحقيق النجاح واستمرار معارضها أم فى مصر التى لا تستطيع أن تصبر على معرض وتبذل جهدا جماعيا لإنجاحه؟ نعم هل العيب فى البلاد المحيطة بنا التى تساند معارضها حتى تقف وتستمر أم أن مصر ˜أشجعŒ من هذه البلدان جميعا، لأنها تشجعت ونزعت خراطيم الحياة عن معرضها التى تراه مريضا لا يستحق الحياة بدلا من أن تبذل له العلاج الذى يستحقه؟ هل فشلت ريد فى مصر فقط ؟
إن معرض مصر ˜السفر للبحر المتوسطŒ يمكن ويجب أن يستمر وإذا كانت الشركة المنظمة للمعرض ريد Reed” قد تخلت عنه فالحقيقة إنها اضطرت إلى ذلك بل إنها دفعت إلى ذلك دفعا بعد حرب متواصلة على المعرض شاركت فيها عدة أطراف وأحست الشركة أن البيئة الحاضنة لهذا المعرض لا تريد له الإستمرار فكان عليها الفرار حتى لا ينسب إليها الفشل إذا توقف لأن النية كانت واضحة أمامها وقد تحقق ما أراده البعض وهربت ريد Reed” التى حققت النجاح فى كل مكان إلا مصر ولا يمكن أن يكون العيب في ريد إنما هو مرة أخرى فى البيئة الحاضنة فى مصر التى لم تتعود بعد على النفس الطويل والإسهام فى النجاح حتى يتحقق النجاح والتى تريد النجاح دون أن تسهم فى تكاليفه فإذا تحقق النجاح فإنها إن لم تقتله، تتقدم الصفوف كأنه نجاحها وإذا لم يتحقق فإنها لا تكلف خاطرها لتعترف بأنها السبب ولا تكلف خاطرها بأن تتوقف لتقدم العلاج وإنما تتقدم الصفوف، للإجهاز على الضحية والضحية هنا للأسف ليست معرضنا وإنما هو فشل ينسب إلى مصر وإلى صناعة السياحة والمعارض فى مصر المعرض يمكن أن يستمر
ونقول إذا كانت ريد Reed” قد دفعت إلى التخلى عنه ففى إمكان مصر أن تستمر فى تنظيم هذا المعرض وفى امكانها أيضا أن ينظم إما فى موعده المعتاد هذا العام حتى يغير الموعد إلى يناير من كل عام وإما أن يعلن عن استمرار المعرض وتغيير موعده إلى يناير فمصر يجب أن يكون لها معرضها السياحى وهناك تصورات كثيرة للشكل الذى يمكن أن تنظم به وبشرط أن يتخلى البعض عن أفكارهم المسبقة وأن يتناقشوا بإيجابية وبهدف تحقيق النجاح وليس توقع الفشل