للأقصر رائحه عطره أستنشقها لحظه خروجى من باب الطائرة . و كما ذكرت فى مقالتى السابقه أننى أواظب على زياره الأقصر كل عام منذ عام ألف تسعمائة تسعه و أربعون و حرمت من زيارتها لمده سته سنوات هى سنوات الحرب من يونية عام سبعه و ستون حتى أوائل الف تسعمائة أربعه وسبعون ثم عدت لزيارتها بكثافه السنين التالية لذلك على الأقل خمسه مرات فى السنه .
. و منذ عام ألف تسعمائه ثلاثه و ثمانون إلتزمت بالإقامه فى أول فندق صديق للبيئة يقام بمصر و هو على جزيرة خضراء تعج بالحياه بجميع أنواعها من طيور و نباتات كما تتميز بالهدوء و نقاء الجو و تتميز أسرة العاملين بهذا الفندق بالوعى البيئى رفيع المستوى و قد أصبح هذا الفندق بيتى الثانى بالوطن و الملفت أن معظم المقيمين به من الأجانب من الجنسيات المختلفه يعودوا لة مرات و مرات و بلغ الحال ببعضهم أن من تقدم به العمر يتعاقد مع الفندق للأقامه الكاملة لمده أربعه شهور الشتاء و تظهر على وجوههم الرضا الكامل و السعاده و الإحترام للموقع و العاملين فية و بمراقبه عودتهم للفندق كل عام للإقامه به تتأكد كل هذه المشاعر فتجد الإنفعالات الحميمه تظهر على وجوههم و كلماتهم و صيحاتهم كلما إلتقوا بأحد العاملين بالفندق فيندفعوا و يعانقوه بإخلاص و هى ظاهرة تتزايد عاماً بعد عام .
. و هو ما يؤكد جوده هذا المنتج السياحى الراقى .. و يشرفنى أنه كان لى دور رئيسى فى تحويل هذة المدينه العريقه من تابع لمحافظه قنا الى مدينه مستقله ذات طابع خاص.
. و قد تابعت رؤساء مجالس المجلس الأعلى لمدينه الأقصر عن طريق إستطلاع رأي أهل و مواطنى الأقصر طوال السنين التى تلت إعلانها مدينه ذات طابع إدارى خاص و اليوم أسجل رأيهم فى هذا الشأن فهم يؤكدوا أن أكثر الرؤساء تأثيراً على المدينه العريقه ثلاثه و هم أول رئيس لمدنيه الأقصر و هو اللواء يحيى البهنساوى و هو رجل الجميع يذكروه بالخير و الحب و الإحترام فقد خطى الخطوات الأولى بعلم و حكمه يشهد به الجميع ثم رئيس المدينه وقت مذبحه الدير البحرى اللواء محمد يوسف و الذى أكدت تحركاته فور إستلامه للمنصب تصميمه على تطوير هذة المدينه و تيسير الخدمات الأساسية لأهلها و كان يضرب به المثل فى الخلق الرفيع و التواضع و للأسف لم يمهله القدر الفرصه لتحقيق كل تطلعاته حيث وقعت مذبحه المعبد الإرهابية تلى ذلك إصابته بهبوط فى القلب نقل على أثره للعناية المركزه حيث أنتقل الى رحمه الله .
أما الرئيس الثالث فهو الحالى اى الدكتور سمير فرج و الذى قاده قدره خطوه بخطوه لهذا المنصب الرفيع ليتولى رئاسه مدينه تراث عالمى ذات أهم ثقل تاريخى فى العالم فقد ظهر نبوغه و إهتماماته رفيعه المستوى منذ أكثر من خمسه عشره عاماً عندما أعاد بصبر و تصميم و إشراف مخلص قصر نوبار باشا بمصر الجديدة إلى حالته الأصلية من جمال و روعه معماريه خلابه و هو ما دفع التليفزيون المصرى تصوير أهم إنجازاته التاريخية داخل هذا القصر و أقصد حلقات أم كلثوم كوكب الشرق رحمها الله و هو ما كان له الثقل و الأثر الرائع على هذة الحلقات المحترمه .
ثم تولى رئاسه مناره الثقافه بمصر أى دار الأوبرا فكانت بصماته ساطعه و ملموسه لدى الجميع من مصريين و أجانب و بعد إنجازات ثقافيه رائعه لعده سنوات إنتقل لتولى مهمه رئاسه المجلس الأعلى لمدينه الأقصر و من المؤكد أنه كان أختيار صائب و حكيم بكل المقاييس فخلال مده قصيره أنجز المستحيل و أعاد لهذة المدينه المكانه التى تستحقها على خارطه المدن التاريخية بالعالم و هو ما شاهدته بعينى أثناء تجولى بها الشهر الماضى فقد تم أولاً الحفاظ على حقوق المواطنين من كل الأوجه و لم يتم إيذاء أحد أو قطع رزق أحد أو إهمال مطالب أحد و بإسلوب حضارى إنسانى يتابع علاج كل قصور داخل مناطق التجمعات السكانية و فى نفس الوقت تنفيذ مشروعات حضارية مواكبة لتراث و منظومه الأقصر فجمع أكشاك النشاطات المختلفه المقاربة لمجلس المدينه و التى كانت تشكل مظهر قبيح و منفر و شاذ و غير منسق داخل ممرات مشيده بالرخام و الجرانيت و الزجاج و مسقفه مما حقق إخراج جميل و مناخ مناسب يحمى الباعه و المواطنين و الزوار من حرارة الجو و يسمح لهم بالتجول وسط موقع تجارى حضارى مشرف . ثم حول سوق الأقصر المقارب للمحطه من نشاطات متداخله و متشابكه و مزدحمه قبيحه المظهر و مربكه مع إنتشار واضح للقاذورات الى سوق منظم منسق حضارى جميل نظيف و مشرف حقاً لمدينه الأقصر مع إقناع جميع التجار الحفاظ على نظافته و جماله مما حقق لأسرتى و لى متعه ما بعدها متعه أثناء التجول وسط هذا السوق و أمام مدخل هذا السوق يقع ميدان ملاصق لمعبد الأقصر و كأن يد سحرية حولته من قبح و زحام وتداخل عده نشاطات مع حجب كامل للمعبد التاريخى بأكشاك تجارية قبيحه و قذره إلى ميدان واسع و منسق و جميل يطل عليه المعبد حيث يمكن للماره و لأول مرة مشاهدته بوضوح كامل من كل الأجناب مما أثار إعجاب زوار الأقصر المستديمين و الجدد هذا غير الحدائق الصغيره الجميله المنتشره على الكورنيش و الإنجازات العملاقه العديدة يتوجها تحقيق المطلب الحضارى المصرى و العالمى و الخاص بإخلاء منطقه القرنه من المساكن القابعه أعلى تاريخ و آثار مصر طوال القرن الماضى و إعتماد تنفيذه عده مشاريع إستثمارية عملاقه و كل هذة الإنجازات تعود بالخير على مواطنى المدينه .
تحية من رجل يحب الأقصر بكل جوارحه الى الدكتور سمير فرج و الذى يحقق إنجازات مشرفه لنا جميعاً مع دعائى أن يوفقه الله عز و جل حيال تحقيق كل ما يصبوا إلية لمدينه الأقصر الحبيبه. بعد هذة المقدمات و التى رأيت أهمية سردها قبل تسجيل تفاصيل زيارتى الرائعه الشهر الماضى للأقصر و التى تخللتها رحله سياحه بيئية فجراً بمنطاد هواء ساخن من البر الغربى أعلى معظم الآثار إلى البر الشرقى أثناء شروق الشمس و هو ما سأكتب تفاصيله فى مقالتى القادمه بإذن الله تعالى .