في ختام عام 2006 وبداية عام 2007 كان لابد أن يكون هناك كشف حساب لمحصلة الجهود التي بجذلت سعيا إلي الأهداف المقررة لخطة تنمية صناعة السياحة الواعدة. كانت الآمال معقودة علي الوصول بالزيادة في أعداد السياح في العام الماضي إلي مليون سائح تحقيقا لما هو مخطط علي مدي السنوات الخمس القادمة . لكن وكما يقولون فليس كل ما يتمناه المرء يدركه حيث أدت الأحداث المعاكسة.. المحلية والدولية سواء كانت سياسية أو اقتصادية إلي تعطيل الانطلاقة السياحية.. ترتب علي ذلك ألا تتجاوز الزيادة في عدد السياح نسبة 5.5 % وهي تعادل حوالي 500 ألف سائح. ورغم ان هذه الزيادة تمثل نصف الأعداد التي كانت متوقعة إلا أنها وفي ظل الظروف والأحداث المؤسفة التي تعرضت لها بعض المناطق السياحية فإنها تعد بكل المقاييس انجازا كبيرا يتناقض ويتعارض تماما مع النظرة التشاؤمية التي سيطرت علي فكر وتوجهات البعض.
*****
وفي المؤتمر الصحفي الذي عجقد بهذه المناسبة كانت السعادة بادية علي زهير جرانة وزير السياحة وهو يجعلن هذه الأرقام التي تعكس نجاح جهود تنشيط السياحة في احتواء كل الأزمات التي تعرضت لها صناعة السياحة في مصر. واذا كانت الزيادة في عدد السياح لم تتجاوز ال 500 ألف سائح إلا أن هذا الرقم يعني 100 ألف فرصة عمل جديدة. من ناحية أخري فإن ما يجعلنا نقول ان هذه الزيادة ورغم أنها لم تحقق الهدف المرجو إلا أن نسبتها تزيد 1.5 % علي نسبة الزيادة التي حققتها حركة السياحة الدولية والتي كانت في حدود 4 % فقط وفقا لبيانات منظمة السياحة العالمية. ان أهم ما عبرت عنه الاحصائيات التي ذكرها وزير السياحة للصحفيين ما تضمنته من أن عدد السياح العرب قد زاد بصورة ملموسة بلغت نسبتها 12.8 % .
*****
لقد كشفت الاحصائيات التي أعلنها وزير السياحة أن 9 ملايين و82 ألف سائح قد زاروا مصر عام 2006 وأن 38 % منهم من القارة الأوروبية، بينما بلغت نسبة عدد السياح العرب 26 % يأتي في مقدمتهم السياح الليبيون (478 ألف سائح) يليهم السعوديون (388 ألف سائح). وعلي المستوي الأوربي احتل البريطانيون رأس القائمة بمليون و34 ألف سائح يليهم روسيا (998 ألف سائح) وبعدها ألمانيا (966 ألف سائح) وايطاليا (786 ألف سائح) بينما تأتي فرنسا في ذيل الدول الأوروبية (360 ألف سائح). وأشارت الأرقام المعلنة عن هبوط كبير في حركة السياحة القادمة من الدول الاسكندنافية نتيجة الأزمة التي أثارتها الرسوم المسيئة للاسلام والنبي محمد صلي الله عليه وسلم التي نجشرت في وسائل الاعلام بهذه الدول وما تبعها من ردود فعل شعبية غاضبة في العالم العربي.
وعلي غير المتوقع فقد حققت السياحة الوافدة من شمال أمريكا زيادة ملحوظة بلغت نسبتها 15 % قابلة للارتفاع في المواسم القادمة.
*****
من ناحية أخري يتوقع الخبراء اذا ما سارت الأمور طبيعية ودون أي أزمات في عام 2007 فإنه من المتوقع أن تستعيد حركة السياحة انطلاقتها من جديد وهو ما سوف يتمثل في العودة إلي نسب زيادة تزيد علي 10 % وصولا إلي معدل المليون سائح المجخطط له سنويا.. لاجدال أن الشعب هو المستفيد الأول من تحقيق هذا الهدف في شكل توافر في فرص العمل وارتفاع في مستوي المعيشة ودعم للاقتصاد الوطني. انطلاقا من هذا الواقع فإنه يتحمل مسئولية رعاية ومساندة صناعة السياحة ايمانا بأنها خير لنا جميعا ولقمة عيش كريمة وشريفة في كل بيت.
وللحديث بقية.