Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

باب “رحلة” عندما يتحول غياب التنسيق الى كوارث؟

لا جدال أن جانبا كبيرا من المشاكل التي تواجهنا في الكثير من أمور حياتنا العامة إنما يرجع إلي غياب التنسيق والتعاون والرؤية الموحدة تجاه ما يحقق أو لا يحقق الصالح العام؟ الادهي من كل هذا هو لجوء بعض الأجهزة ذات الطابع الرسمي إلي التورط في قضايا لا تدخل ضمن مسئولياتها.. التطرق اليها .
***

في معظم الاحوال فإن الكثير من التحركات السلبية التي تلحق الضرر بهذا الصالح العام تأتي تطوعا مستندة إلي افكار شخصية وفردية غير مدروسة نتائجها وتداعياتها. من المؤكد أن الصدمة تكون هائلة إذا ما جاءت مثل هذه السلوكيات السلبية من جانب جهاز المفروض فيه انه حريص علي مراعاة المصلحة العليا للوطن بالاضافة إلي خطورة موقعه المستمد من تبعيته لمؤسسة مجلس الوزراء الذي يعتمد عليها في تزويده بالمعلومات والتحليلات والدراسات والاحصائيات التي يجري استخدامها في اتخاذ القرارات المناسبة التي تؤثر علي مسيرة العمل العام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. الجهاز الذي اعنيه هو مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.
***

قد لا تخضع بعض الأجهزة ذات الطابع الخاص للقيود ومراعاة انسجام أعمالها وأنشطتها مع ما يحقق المصلحة العامة.. وهو أمر يختلف تماما مع الأجهزة التابعة للدولة خاصة فيما يتعلق بالأمور التي ليس مطلوبا منها التعامل معها تجنبا لمشاكل غير محمودة. مثل هذا السلوك غير المسئول يؤدي الي التعارض والتناقض والصدام بين مهام وأنشطة الأجهزة الحكومية لتكون الضحية في النهاية هي المصلحة العامة وأموال الدولة التي يتم اهدارها نتيجة هذا الوضع.
***
أحد صور هذه الاخطاء .. استقصاء قام به مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء والذي تضمنت نتائجه ان إسرائيل والدنمارك هما اكثر دولتين تتمتعان بكراهية الشعب المصري. تم الاعلان عن نتائج هذا الاستقصاء من خلال وكالات الانباء أثناء وجود وفد مصري للترويج السياحي في منطقة اسكندنافيا التي تعد الدنمارك احدي دولها الثلاث. لقد فوجيء الوفد الذي رأسه أحمد الخادم رئيس هيئة تنشيط السياحة بنشر هذه المعلومات كمانشيتات للعديد من الصحف الدنماركية وهو ما أدي إلي تصاعد صعوبة معالجة آثار أزمة نشر صور في احدي الصحف الدنماركية المغمورة منذ عدة شهور تسيء الي الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.

مشكلة الاستقصاء لم تكن متعلقة بالدنمارك وانما بآثارها السلبية علي الدولتين الاسكندنافيتين الاخريتين وهما السويد والنرويج. الشيء الغريب فيما حدث هو عدم وجود أي مبرر أو تطور جديد يبرر الاقدام علي مبادرة مركز المعلومات في وقت كان يسعي فيه الجميع الي احتواء الازمة.
***
علي كل حال فقد استطاعت الزيارة التي قامت بها ملكة النرويج لمصر وتجولها في كل المناطق السياحية ونشر تصريحاتها حول روعة الامكانيات السياحية المصرية وتوافر الأمن والامان أن تقضي تماما علي ما ترتب علي التأثير السلبي لنشر هذا الاستقصاء غير المسئول. ومن المتوقع في ظل الجهود المبذولة للارتفاع بمعدلات حركة السياحة من كل الدول وكل المناطق ان تستعيد السياحة الاسكندنافية تدفقاتها الي مصر. ومساهمة في حملات الدعاية فإنه من الضروري مراعاة عدم اللجوء الي الاثارة فيما يتعلق بالآراء أو المواقف كما لا يجب ألا تتحول عمليات الرد علي مثل هذه الآراء إلي دعوة للصدام والمقاطعة بين الشعوب.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله