هل حان الوقت أن تأخذ مدينة الاقصر ما تستحق من رعاية واهتمام يتفق ومكانتها وأهميتها في تاريخ مصر القديم بما تملكه من ثروة أثرية لا مثيل لها في العالم. لقد ظلت هذه المدينة الفريدة من نوعها نسيا منسيا لسنوات طويلة ولم تشهد مرافقها وشوارعها ومتطلبات الحفاظ علي آثارها سوي عمليات ترقيع أدت الي زيادة معاناتها من التشوه.
وقد تعرضت معابدها الفرعونية ومواقعها الاثرية في البر الغربي للعدوان والنهب علي أوسع نطاق سواء علي مستوي الافراد او الدول.
***
في ضوء الصحوة التي يقودها سمير فرج رئيس المجلس الاعل لمدينة الاقصر اكبر مركز لآثار الحضارة الفرعونية القديمة تم تطهير محيط معبديها الشهيرين.. الاقصر والكرنك من العشوائيات التي كانت تعطي للزوار القادمين من كل انحاء الدنيا صورة سيئة وغير حضارية عن مدي اهمالنا لكنوزنا الاثرية والتاريخية.
في نفس الوقت شهدت المدينة ومنذ حوالي ثلاث سنوات اهتماما هائلا من جانب جهاز الحفاظ علي تراثنا الحضاري من خلال تنفيذ مشروع إزالة التشوهات التي كانت تتجسد في المباني الممتدة بطول الطريق المؤدي الي مقابر وادي الملوك في البر الغربي . ان دهان البيوت باللون الطوبي مع إزالة العشوائيات وهو ما أعاد إليها الحياة والجاذبية والتناسق بما يتفق مع الصورة الحضارية الواجبة، وتعد عملية انقاذ آثار الاقصر من المياه الجوفية من اهم واخطر الخطوات التي تمت لدرء هذا الخطر ووقف تهديداته خاصة لسلامة معبد الكرنك. وقد كان من حسن حظي انني قمت بتفقد مسيرة هذين المشروعين بدعوة من وزير الثقافة الفنان فاروق حسني منذ حوالي ثلاث سنوات.
***
وفي اطار التحرك نحو الاهتمام بجوهرة الحضارة المصرية القديمة استحوذت الاقصر علي كل الاهتمام في الاجتماع الوزاري الذي عقده رئيس الوزراء د.احمد نظيف الاحد الماضي لبحث الخطة الشاملة لتنميتها حتي سنة .2030 في هذا الاجتماع عرض الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الاعلي للمدينة قائمة بالمشروعات التي تم تنفيذها خلال السنوات الاخيرة مشيرا الي انها تكلفت 720 مليون جنيه، شملت هذه المشروعات الحيوية معالجة مشكلة المياه الجوفية وتطوير البنية التحتية للصرف الزراعي واسوار المناطق السياحية وانشاء قرية بديلة لقرية الجرنة التي تقع وسط منطقة الآثار بالبر الغربي بالاضافة الي تطوير الاسواق والبازارات وانشاء مرسي عالمي حديث لاستيعاب حركة الفنادق القائمة.
***
لاجدال أن أي جهود تبذل لاعادة الوجه الجمالي لمدينة الاقصر سوف تساهم في الترويج لها سياحيا ودعم مكانتها في هذا المجال.
ويجمع كل الخبراء ان النهوض بالاقصر وكل مناطق الاثار في مدن وقري الصعيد هي من اهم الخطوات التي يجب ان تحظي بكل الرعاية لما لها من دور رئيسي في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه المنطقة.