لا أحد يمكن أن ينكر تأثير وفاعلية التسويق وحملات الترويج للمنتج السياحي وأنه مهما بلغت التكلفة فإن استردادها وتحقيق أكبر عائد من ورائها مضمون ويتم في أقصر وقت. من هذا المنطلق تهتم الدول السياحية وتتنافس علي تنظيم هذه الحملات من خلال شركات الدعاية والعلاقات العامة المتخصصة في هذا المجال، وكما يتصاعد تنافس هذه الدول السياحية من أجل الحصول علي نصيب الأسد من الحركة السياحية العالمية فإن الشركات التي تحترف الدعاية والتسويق والترويج تتقاتل من أجل الفوز بسوق تخصصها مستندة إلي الابهار في اعداد واخراج الحملات سواء كانت مكتوبة أو مرئية.
واذا كان نجاح الدول سياحيا يقاس بحجم الوافدين إليها من الخارج وارتفاع عدد الليالي السياحية وحجم انفاق السياح فإنه لابد من الاعتراف بأن هذا لا يمكن أن يتحقق بدون توافر الوعي الداخلي بدور السياحة في النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. من هذا المنطلق كان طبيعيا أن يتطرق اجتماع اللجنة العليا الأخير الذي عقد لأول مرة برئاسة وزير السياحة زهير جرانة إلي انجازات ومستقبل حملة التوعية في ظل أهمية هذه الصناعة. لقد بدأ تنفيذ برنامج حملة التوعية منذ عدة شهور سعيا الي تنمية الوعي الجماهيري علي كل المستويات يمثل باعتباره عنصرا مهما في محاصرة واحتواء الأحداث والممارسات التي تؤثر سلبا علي حركة السياحة. ان المواطن الذي يدرك عن يقين بالفائدة التي يجنيها من وراء أي نشاط سياحي مباشر أو غير مباشرسيتحول تلقائيا الي حامي ومدافع عنه وسندا للدولة والحكومة في المواجهة مع اعداء تدفق الخير علي مصر.
بالطبع فإنه لا يمكن إلقاء الضوء بالصورة المطلوبة والفاعلة علي ما يمكن أن تحققه السياحة للمواطن العادي الذي يبحث عن لقمة عيش شريفة أو عمل كريم إلا بالعمل علي اقناعه ميدانيا لدفعه للمشاركة في تنميتها من خلال توافر المعلومات الصحيحة المستندة إلي الأرقام المحسوسة في حياته. من ناحية أخري وكما نعرف جميعا فإن ما يدرسه الطفل ويتعلمه في المدرسة بالمرحلة الأولي للتعليم يظل عالقا وماثلا في ذاكرته وفي عقله الباطن حتي الكبر من هنا فالاهتمام بإعداد برامج دراسية للتوعية بالسياحة في المدارس يعد أمرا حتميا وضروريا لانجاح حملة التوعية الداخلية حتي لو كانت ستؤتي ثمارها بعد عدة سنوات . حينما يتحول هؤلاء الأطفال إلي أعضاء فاعلين في المجتمع.
ولجذب الشباب إلي ساحة الوعي بصناعة السياحة ومساعدتهم علي تبيان أهمية مساهمتهم في اعطاء صورة طيبة عن طبيعة بلدهم المضيافة فإنه يجب أن يتضمن برنامج حملة التوعية مجموعة متنوعة من الحوافز التي تتلاءم مع أفكارهم ومتطلباتهم. هذه الحوافز يمكن أن تقدم من خلال مسابقات مدروسة تجشبع هواياتهم وتطلعاتهم ورغباتهم في كل جوانب الحياة. وحتي تتسع دائرة الوعي لتشمل كل فئات المجتمع فإنه مطلوب امتداد برامج الحملة إلي كل المهن التي يتصل نشاطها مباشرة بالسياح والسياحة وجميعهم من قطاع الخدمات مثل سائقي السيارات بكل أنواعها. وكذلك العاملين في الفنادق والمطارات ومحطات القطارات والمراسي والمزارات والمحلات والمراكز التجارية واعضاء النوادي والجمعيات الاهلية.
في نفس الوقت وباعتبار مصر قائدة العمل الفني في كل منطقة الشرق الأوسط فإن علي منظمي الحملة استغلال الامكانيات المتاحة في هذا المجال واستثمارها في نشر التوعية الشعبية. لتحقيق هذا الهدف وحتي تكون حملات التوعية أكثر تأثيرا فإنه لابد من اقامة الاحتفالات والمهرجانات والنشر في الصحف والعرض بالتليفزيون عن نجاح الفائزين في هذه المسابقات والحوافز التي حصلوا عليها ليشاهدهم اكبر عدد من المواطنين ويتعاملون مع فوزهم باعتباره سلوك يجقتدي . كل الآراء تتفق علي أن اتاحة الفرصة للمشاركة الشعبية هو أكبر ضمان لنجاح حملات التوعية الداخلية..