Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

زاهي حواس عاشق الإنجاز

تدهشني شخصية الدكتور “زاهي حوَّاس” الأمين العام لهيئة الآثار في أكثر من جانب، فالرجل لديه خصائص علمية وإنسانية واجتماعية عديدة، فبالرغم من الشهرة الدولية التي حققها نتيجة لإنجازاته العلمية واكتشافاته الأثرية وجهوده المتواصلة للحفاظ على كنوز مصر الأثرية وترميمها، واستعادة المسروق منها، وإقامة المعارض الدولية لعرضها، والحصول على مِنَح دولية لدعم العديد من الأعمال المتعلقة بالآثار؛ على الرغم من كل ذلك فإن الرجل عندما تقترب منه تنتابك مشاعر إنسانية حميمة تجاهه، حيث تواضعه الجم وروحه المرحة، كما تستطيع أن ترصد بسهولة “حمرة الخجل” التي تكسو وجهه إذا ما ذكر البعض أمامه عبارات الثناء التي يستحقها.
الأمر الآخر الذي توقفت عنده وأنا أتأمل شخصية د.”حواس” هو قوة صبره وصموده تجاه قلة ممن يحاولون النَّيل من إنجازاته أو التقليل منها، فهو لا يبالي بما يسمعه من تعليقات تبدو سخيفة ومغرضة، ويحاول أن يبرر في الإطار العلمي دون الخوض في معارك واهية قد تبعده عن هدفه في تحقيق الإنجازات التي يتمناها لبلده ويعمل من أجلها.
الأمر الثالث هو مدى ما يعشش في أعماقه من حب للآثار، هذا الحب الذي سكن شفاف قلبه خلال رحلته الطويلة والشاقة مع الآثار، والتي امتدت قرابة أربعين سنة منذ تخرجه من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1967 وحصوله على دبلوم الدراسات العليا في الآثار المصرية القديمة حيث بدأ حياته العملية عام 1968 عندما عُيِّن مفتشاً بهيئة الآثار.

والذين يعرفون د.”حواس” عن قرب يدركون مدى حبه للاكتشاف والمغامرة، وهو الأمر الذي مكَّنه من تحقيق عشرات الاكتشافات الأثرية في ظروف أقل ما يقال عنها إنها صعبة وخطيرة.
د.”زاهي حواس” ودون أية مجاملة أو مبالغة يُعتبر من أكثر الخبراء والمتخصصين شهرة وكفاءة ليس في مصر وحدها، ولكن على مستوى العالم، فقد حصل على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير العالمية وكان آخرها اختيار مجلة “تايم” الأمريكية له ضمن المائة شخصية الأكثر تأثيراً في العالم في شتى المجالات، كما تحظى المحاضرات التي يلقيها في الخارج بأسلوبه العلمي الشائق بإقبال وإعجاب الأثريين، بل تمتد دائرة الإعجاب إلى أكثر من هؤلاء فنجد أن صداقاته الممتدة قد شملت شخصيات عالمية بارزة.
من هنا نقول للدكتور “زاهي حواس” الأمين العام لهيئة الآثار.. امضِ أيها الرجل في طريقك وكلنا يعرف قدرتك، ومصر لا تنسى من أبنائها المخلصين، وتسجل أسماءهم بحروف من نور في شفاف قلبها.. سِرْ كما أنت دائماً إلى الأمام، ولا تستمع إلا لصوت العقل والحكمة، لصوت الصدق والإخلاص، فالأصوات الممجوجة يا صديقي سَرعان ما تتلاشى وتضيع وسط صوت القوة والإنجاز.

والله من وراء القصد

عاشق الاثار

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله