تحت رعاية غرفة الفنادق المصرية برئاسة وسيم محيى الدين، وجمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، وجامعة الإسكندرية .. نظمت مكتبة الإسكندرية مساء يوم الأربعاء الماضى، ندوة للعالم المصرى الكبير الدكتور/أحمد زويل …. بعنوان “رحلة إلى المستقبل” ، بحضور اللواء/عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، والدكتور/هانى هلال، وزير التعليم العالى والبحث العلمي و/فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي، والدكتور/حسن ندير، رئيس جامعة الإسكندرية، ونخبة من كبار المسئولين والشخصيات العامة.
ألقى وسيم محيى الدين، رئيس غرفة الفنادق المصرية بكلمة ترحيب أعرب فيها عن مدى سعادته لمشاركته فى هذه الندوة التى يشرفها د. أحمد زويل، وأكد محى الدين فى كلمته على أن النهوض بالمجتمع لن يأتى إلا من خلال رعاية البحث العلمي والعلماء فهو أحد أهم ركائز التنمية الشاملة لأى مجتمع متحضر ومؤشر لرقى وتطور المجتمع، ودعى المؤسسات والهيئات الأهلية والمهنية ورجال الأعمال كل فى مجالة بتبنى ورعاية التعليم الفنى والبحث العلمى لما لهما من أهمية فى تنمية المجتمع.
وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، في بداية الندوة: “إننا نرحب بالدكتور أحمد زويل في مكتبة الإسكندرية التي كانت قديماً ملاذاً للعلماء وتسعى عقب إعادة إحيائها لإستعادة دورها الرائد”، مضيفاً أن الدكتور زويل كان عضواً فى أول مجلس لأمناء المكتبة، حيث ساهم في اعتماد لوائحها ووضع خططها.
وأشار إلى أنه يعد مصدر فخر لكل المصريين، فهو الذى كسر حدود الزمن وتحكم فيه إلى درجة الفيمتو ثانية، وهي جزء من مليون مليار جزء من الثانية الواحدة
من جانبه، أعرب الدكتور زويل عن سعادته بالتحدث في مكتبة الأسكندرية العريقة، وإلى أن هذه الندوة تأتي مواكبة لمرور 40 عاماً على تركه الأسكندرية وسفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتحصيل العلم.
وأكد أن الأسكندرية كان لها بُعد محورى في حياته، لافتاً إلى أنه دائما ما يشير في المحافل الدولية إلى اعتزازه بمكان ولادته وتعليمه الأساسي في محافظة دمنهور، إضافة إلى اعتزازه بجامعة الإسكندرية التى تلقى تعليمه العالي بها.
وأضاف أنه تلقى أفضل تعليم حكومى مدرسى وجامعى، قائلاً: “كلية العلوم جامعة الأسكندرية كانت بمثابة الزواج السعيد بالنسبة لي علمياً”. وتحدث الدكتور زويل عن رحلته إلى أمريكا والتى صادفته خلالها العديد من العقبات المصرية البيروقراطية، مما يشير إلى أن الطريق إلى التميز ليس مفروشاً بالورود. كما ألمح إلى أنه صادف فى بدايات سفره إلى الولايات المتحدة عقبات ثقافية وعلمية، إلى جانب عدم إلمامه الجيد باللغة الإنجليزية، إلا أنه استطاع التغلب عليها.
وشدد سيادته على أهمية أن يكون التعليم المدرسى ملائماً للقدرات وأن يخاطب العقل ويواكب العصر بحيث لا يعتمد على الحشو المعلوماتى، مضيفاً أنه يجب اكتشاف المواهب ورعايتها، قائلا: “حل مشكلة التعليم لن يكون بإنشاء المدارس والجامعات الخاصة، وإنما من خلال رؤية شمولية تشمل الرفع من شأن المدرس وانتقاء المتميزين منهم”.
كما ألمح إلى أهمية دور الأسرة فى العملية التعليمية، إضافة إلى توفير المناخ المناسب للإبداع الفكرى وتوفير الحياة الكريمة التي بدونها يصبح الإبداع صعباً، مشيراً إلى أنه من ضمن أهم الموضوعات التي تشغل الرئيس الأمريكى باراك أوباما حالياً هو مستقبل أمريكا فى القرن الحادى والعشرين وكيفية حفاظها على مكانتها
من خلال التعليم والتجديد والابتكار.
وحول قضية العلم والإيمان، رأى سيادته أنه لا يوجد تعارض بين الدين والعلم، لافتاً إلى أنه من خلال متابعته لما يحدث في البلاد يرى أن مصر تعيش حالياً حالة من الجمود والتحجر وضبابية الرؤية حول حرية الإبداع، كما انتقد تضييع أوقات الشباب وطاقاته في النزاع حول الإيديولوجيات بدلاً من الحديث عن أحلام مصر بالوصول إلى المريخ أو تحقيق تقدم علمى وتكنولوجى للحاق بركب التقدم.
وفي سياق متصل، حذّر الدكتور أحمد زويل من فقدان الأمل الذي يراود الكثير من المصريين قائلا إنه كارثة لأنه بدون الأمل لا يمكن أن تتطور البلاد أو تتقدم، ضارباً المثل بالتدهور الذي شهدته مصر على مدار 300 سنة من الحكم العثمانى حتى جاء محمد على الذى قام بعمل نهضة ثقافية وسياسية وعلمية ودينية شاملة مستعينا فى ذلك برواد الفكر والثقافة والدين.
وأضاف أن لديه أمل كبير فى مستقبل مشرق لمصر، حيث إن الأموال والموارد تظهر وتختفى، إلا أن ما يبقى هو العامل البشرى الذي تتمتع به مصر لما لها من أبناء كثرين متميزين داخل البلاد وخارجها، لافتاً إلى أن البلاد يجب أن تصبح تاج الشرق مرة أخرى من خلال رفع شأن العلم والتكنولوجيا.