المعتمرون الذين لقوا حتفهم على الحدود السعودية الاردنية عند معبر” حانة عمار “نتيجة للبرد والمرض ،والجوع ، دمائهم فى رقبة كل من ساهم فى فتح خط العقبة.. عقبة وروج له على انه عصا موسى السحرية التى سوف تحل مشكلات رحلات العمرة بعد ان احتدمت وتعقدت الازمة بسبب قلة العبارات العاملة بين مصر والسعودية عقب خروج عبارات الشركة المنكوبة من الخط الملاحى الى اجلا غير مسمى بعد غرق العبارة 98 فى شهر فبراير الماضى ،والقرارات الانفعالية التى اتخدتها وزارة النقل ووزيرها لتهدئة الراى العام ،وامتصاص صدمة غرق الفقراء الذين لقوا حتفهم بالحر الاحمر وهم فى طريق عودتهم الى ارض الوطن،دون ذنب اقترفوه،سوى انهم خرجوا للبحث عن لقمة العيش ،ام المعتمرين الفقراء فقد ذهبوا الى الاراضى المقدسة للاستغفاروالدعاء،وهلكوا فى الصحراء اثناء عودتهم بالحدود الاردنية ..قضاء ولكنه لم يكن قدر على الاطلاق،بل مؤامرة وفضيحة بكل المقاييس ?
فى البداية وجدت غرفة شركات السياحة أن القصة تتلخص فى تسير الحافلات السياحية عبر الطريق البرى وصولا الى ميناء نويبع،ثم ركوب البحر عبر عبارتى الجسر العربى واللنش السريع وهم بالمناسبة جملة ما تمتلكه “الجسر” وتبلغ طاقتهم فى احسن الظروف الى 5800 معتمر فى اليوم وفقا لتصريح وكيل وزارة السياحة حسن جمال الدين!
تجار السياحة الدينية والنقل السياحى وسماسرة الحج والعمرة وجدوا فرصة سانحة للعب على وتر نقص العبارات،ومشكلة العمرة البحرية ،والازمة الحتمية القادمة للحكومة فى موسم العمرة ولاسبيل لحلها لان العبارات الجديدة التى اعلن عنها لم تصل بعد او لن تصل ابدا ،وهناك اكثر من 250الف مصرى يستعدون لرحلة العمرة فى شعبان ورمضان ويحدوهم الامل ان توفر الحكومة كما وعدت سبل نقلهم الى الاراضى الحجازية عبر البر والبحر ،والتجار على يقين ان يوم الحكومة بسنة ،وانها ستوافق حتما على اى فكرة لنقل المعتمرين بدلا من الدخول فى ازمة جديدة مع المصريين !
احاكت لجنة السياحة الدينية ولجنة النقل فى غرفة شركات السياحة مؤامرة بالغة الدقة للحصول على اقصى ارباح ممكنة من موسم العمرة الحالى واستغلوا توقف عبارات “ممدوح اسماعيل” الذى اغرق المصريين فى البحر الاحمر ، وقاموا هم بدفنهم فى الصحراء دون ذنب
ولم تفلح الضوابط التى اقرها” زهير جرانه” وزير السياحة لبرامج رحلات العمرة عبر خط العقبة عبر الحافلات والضوابط تؤكد انها يجب الا تقل عن موديل 96،ولم تفلح ايضا غرفة السياحة والوزارة ولجانها المختلفة التى اقامت غرف عمليات فى الاراضى المقدسة والاردن وميناء نويبع منذ اول رمضان وحتى اليوم فى تفويج المعتمرين كما وعدت حتى لايحدث التكدس والازدحام !
وتبخرت كافة الية التنسيق مع الجانب الاردنى لعدم انتظار المتعمرين على حدود السعودية والاردن (منفذ حالة عمار )لتسهيل الرحلة المرهقة (250كيلومترا)للوصول الى ميناء العقبة ،واختفت تماما فكرة نقل المعتمرين عبر خط طيران اردنى تم التعاقد معه بواسطة مهندسى عملية فتح خط العقبة عقبة من غرفة السياحة ،حتى لاتتكرر مشكلة التكدس والازدحام نتيجة لقلة عبارات الجسر العربى ،والتى لاتزيد عن عبارتين ولنش سريع لاتزيد حمولتهم فى اصعب الظروف عن 2500معتمر فى الرحلة الواحدة و5000معتمر فى اليوم بحساب ان هناك رحلتين يوميا!
اضف لذلك ان شركة الجسر العربى الناقلة للمعتمرين قررت هذا العام بالاتفاق مع السلطات الاردنية فى الميناء البحرى عدم استقبال حافلات تقل معتمرين من المنافذ البرية للسعودية دون حجز مسبقا ،وهو الامر الذى ادىء الى تكدس المعتمرين فى حالة عمار والانتظار بالايام لحين الوصول الى الميناء فى ظروف قاسية فى العراء بدون اى خدمات اواماكن للاقامة او دورات مياه !
واقر مصدر مطلع من لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة على الفضحية الكبرى للعمرة هذا الموسم ،ان تحالف لجنتى السياحة الدينية والنقل السياحى بالغرفة اضر بالمصريين اكثر مما افاد فى حل مشكلة نقص العبارات ، ولايقدم المصدر اجابات ولكنه يسأل بدوره عن كيفية سقوط الوزارة فى هذا الكمين المتقن ؟ولم وافق” زهير جرانه” على خط العقبة عقبة المحفوف بجميع الاخطار والمشكلات ؟!
واعترف من واقع المعاينة الحية فى الاراضى الحجازية ان مؤامرة دبرت بدقة شديدة للتحالف بين حفنة من شركات السياحة واخرى من سماسرة العمرة بالمحافظات والمراكز والقرى.. الاولى تبيع لها التاشيرات وتذاكر السفر والاقامة والثانية تفصله على اوراق الجمعيات
الاجتماعية ..والوزارات المعنية لاترى، لاتسمع، لاتتكلم !
ويضيف ان معلومة ما وصلته من احد مسئولى وزارة السياحة فى قطاع الرقابة على الشركات ان” ماهر نصيف “عضو مجلس الغرفة ومهندس العملية قام بالمخالفة للاتفاق مع شركة الجسر العربى لنقل المعتمرين بتنظيم رحلات لنحو2500معتمر اضافيين يوميا فى رمضان ،بالرغم من ان الطاقة الناقلة للجسر العربى لاتزيد على 5الاف راكبا يوميا ،وهو الامر الذى ساعد على تكدس المعتمرين والازدحام فى العودة،لعدم توافر اماكن على العبارات لهم ..والغريب فى الامر ان اعضاء مجلس الادارة والوزارة المتورطين فى خط العقبة لم يعترضوا على هذا التجاوز الفادح والتزموا الصمت المريب امام المهزلة،املا ان تمر الازمة بسلام ؟!
واعرب اعضاء الغرفة عن استغرابهم الشديد لارسال رئيس لجنة السياحة الدينية “عادل فريد” لخطاب لكافة شركات السياحة يهنئهم فيه بنجاح موسم العمرة وذلك فى الاول من شهر نوفمبر على الرغم من عدم انتهاء الموسم وعدم وصول كل المعتمرين من الاراضى السعودية ، واستنكروا تحديد لجنة السياحة الدينية ووزارة السياحة لعدد المخالفات من الشركات بثمانى شركات فقط فى منتصف موسم العمرة وقبل الانتهاء منه ومن استلام كافة التقارير الخاصة به والتى يتحدد على اثرها عدد الشركات التى يتم معاقبتها .
ويعتقد عدد من اعضاء مجلس ادارة الغرفة ..غير المشاركين فى الفضحية الكبرى تلك ان الوقت حان للخروج من الصمت والاستقالة من مجلس الادارة ،حتى لا يطولهم المسائلة المتوقعة من الرأى العام لاصحاب الجريمة التى يمكن أن يتحول اصحابها الى القضاء.
وحتى اليوم لم تسعى الحكومة جاهدة ان تعرف الحقيقية فى كارثة” العمرة “،والتى يروج اصحاب الشأن فى خط العقبة عقبة، والذين قاموا ببيع تأشيرات العمرة لاول مرة فى تاريخ رحلاتها بعد ان كانت مفتوحة للجميع ،وقصروا الخط السحرى على خمس شركات سياحية فقط ،ليجنوا ارباحا لاتقل عن نصف مليار ريال من وراء هذه المؤامرة ،ويدعون بهتانا وزورا انه موسم ناجح بكل المقاييس !؟!