السياحة المصرية ووزارة الحج يبحثان الاسبوع القادم كافة معوقات عمرة هذا الموسم

فى إطار الزيارة التنشيطية التى يقوم بها زهير جرانه وزير السياحة للمملكة العربية السعودية، التقى جرانه بوزير الحج السعودى فؤاد بن عبد السلام الفارسى حيث تم خلال اللقاء مناقشة بدء الاستعدادات لعمرة عام 2010 خاصة بعد النجاح الذى شهده موسم العمرة العام الماضى .

                                        
وفى بداية اللقاء رحب وزير الحج السعودى بوزير السياحة المصرى والوفد الرسمى المرافق له، وقد أشاد وزير الحج السعودى بالبعثة المصرية وخص بالشكر والتقدير وزير السياحة المصرى لإرسال لجان للمتابعة أثناء موسم العمرة سنوياً مما يعكس الاهتمام بالمعتمر المصرى. كما شكر وزير الحج السعودى بعثة وزارة السياحة المصرية فى مواسم الحج والتى يتسم أفرادها بالخبرة والقدرة على سرعة التصرف وإيجاد الحلول لما قد يطرأ من مشاكل.

وقد أكد جرانه على العلاقات المتميزة الدائمة بين الشعبين المصرى والسعودى مشيراً إلى القرارات التى أصدرتها وزارة السياحة لتشجيع السياحة العربية وخاصة السائح السعودى.

خلال اللقاء، اقترح السفير على العشيرى قنصل عام جمهورية مصر العربية بجدة قيام الوكلاء السعوديين بتسليم جوازات سفر المعتمرين المتخلفين للقنصلية حتى يتسنى سرعة تسفيرهم وذلك بدلاً من استخراج الوثائق التى تستغرق وقتاً أطول، وفى هذا الشأن وجه وزير السياحة المصرى القطاع المختص بالوزارة ببحث ودراسة هذا المقترح مع المسئولين بوزارة الحج السعودية وعرض أية مقترحات أخرى من شأنها تقليل أعداد المتخلفين من المعتمرين، مشيراً إلى أن أعداد المتخلفين من المعتمرين أصبح لا يقارن بالسنوات الماضية حيث لا يتجاوز ستة آلاف فرد فقط.

فى نهاية اللقاء، طلب وزير الحج قيام القطاع المختص بوزارة السياحة المصرية بالتباحث مع مسئولى وزارة الحج “شئون العمرة” خلال الأسبوع القادم للخروج بتوصيات من شأنها تحقيق موسم عمرة ناجح هذا العام.

كما التقى جرانه بأعضاء الغرفة التجارية السعودية، حيث ألقى  مازن محمد بترجى نائب رئيس الغرفة كلمة أشار فيها إلى التعاون المستمر بين رجال الأعمال من الجانبين المصرى والسعودى مشيداً بالسمعة الجيدة للسوق المصرية، مؤكداً على أهمية الاستمرار فى إقامة مشروعات مشتركة وذلك فى ظل العلاقات المتميزة بين الجانبين. كما أوضح نائب الغرفة التجارية السعودية أن صناعة السياحة فى السعودية أصبحت صناعة متكاملة فى حد ذاتها، مشيراً إلى أن ذلك يعززه تطور البنية الأساسية وأنظمة الأمن والأمان والاتصالات والمواصلات، حيث شهدت السوق السعودية نسبة ارتفاع بلغت 400% فى الفنادق والخدمات المتعلقة بالسياحة كالمواصلات البرية والجوية وهو ما أدى إلى الزيادة فى أعداد السائحين الوافدين إلى المملكة. كما أكد السيد بترجى على ضرورة الاستفادة من الطفرة الصناعية التى تشهدها السعودية وفرص الاستثمار المتاحة الآن.

ومن جانبه أشار جرانه إلى الأزمات التى واجهت السياحة المصرية فى عام 2009 جراء الأزمة الاقتصادية العالمية -التى بدأت فى أواخر عام 2008 – إلى جانب عدد من التحديات الأخرى، موضحاً أن أكبر نسبة انخفاض فى الحركة السياحية كانت فى الربع الأول من العام الماضى والتى لم تتجاوز -13% فى الوقت الذى توقع فيه الكثيرون أن تبلغ هذه النسبة أكثر من -20% مؤكداً أن السياحة المصرية استطاعت أن تتجاوز هذه الأزمات بأقل نسبة من الخسائر وذلك نظراً للإجراءات والتدابير التى اتخذتها وزارة السياحة علاوة على التعاون مع كافة الأجهزة المعنية. كما أشار جرانه إلى تقرير صندوق النقد الدولى الذى أوضح أن عام 2009 قد شهد فقدان حوالى 50 مليون شخص حول العالم لوظائفهم وحوالى 50 تريليون دولار من ثروات الشعوب إلى جانب انخفاض السياحة العالمية بنسبة -4.1 % وهو ما يعاد حوالى 42 مليون سائح.

وقد استعرض جرانه الطاقة الفندقية فى مصر والتى بلغت 215 ألف غرفة عاملة إلى جانب 199 ألف غرفة تحت الإنشاء، مشيراً إلى أن هناك بعض المناطق الواعدة فى مصر مثل العلمين ومرسى مطروح موضحا أن العائد من الاستثمار فى هذه المناطق بلغ 18%، وهو رقم لا يمكن إغفاله.

كما أوضح جرانه المكانة المتميزة للمقصد السياحى المصرى مدللاً على ذلك باحتلاله المرتبة 21 على قائمة السياحة العالمية، موضحاً انه بالرغم من أن حوالى 90% من دول العالم حققت نمواً سلبياً فى عام 2009 إلا أن مصر استطاعت تحقيق بعض النمو الإيجابى، مشيراً إلى الانخفاض الذى شهدته حركة السياحة السعودية إلى مصر فى عام 2009 والذى بلغ -13% أى حوالى 54 ألف سائح، مؤكداً على ضرورة العمل على استعادة الحركة من هذه السوق الهامة حيث تمثل حركة السياحة السعودية إلى مصر حوالى 22% من إجمالى الحركة العربية الوافدة.

كما تطرق الحديث للإشارة إلى النمو الذى تشهده العقارات فى مصر وهو ما يساعد فى تطور سياحة بيوت الأجازات، كما أوضح جرانه أن السياحة الترفيهية فى مصر تمثل حوالى 80% من إجمالى السياحة الوافدة بينما تمثل السياحة الثقافية 20%، وهو ما أدى إلى التوسع فى العديد من المقاصد السياحية المصرية مثل الغردقة وسفاجا والقصير ومرسى علم علاوة على ساحل البحر المتوسط والذى يشهد حالياً إقبالا كبيرا. وأضاف جرانه أن المقصد المصرى يشهد تطور عدد من الأنماط الواعدة مثل السياحة الصحراوية مشيراً إلى تطور السياحة الاستشفائية وفقاً للمعايير الدولية. وعن سياحة المؤتمرات، أوضح جرانه أن مصر تشهد نموا فى هذا النمط خاصة فى القاهرة وشرم الشيخ موضحاً أن مصر سوف تستضيف واحد من أهم المؤتمرات العالمية فى عام 2012 وهو مؤتمر صندوق النقد الدولى والذى يتم الإعداد له حالياً.

كما تحدث جرانه عن أهم الإجراءات التى اتخذتها وزارة السياحة لحل المشاكل التى تواجه السائح العربى وخاصة السعودى والتى على رأسها إطلاق الخط الساخن Call Center العام الماضى لتلقى الشكاوى الخاصة بالتمييز فى الأسعار مؤكداً أنه منذ إطلاقه لم يتلق سوى 12 شكوى من بينها اثنين فقط تتعلق بالتمييز فى الأسعار، مؤكداً على انه فى حال ثبوت مخالفة الفندق يتم توقيع أشد العقوبات عليه ومنها إلغاء رخصة مدير الفندق كما يتم إعادة فرق المبلغ للسائح.

وأردف جرانه موضحاً انه يوجد لدى الوزارة أكثر من 17 برنامج للتدريب مع العديد من المؤسسات العالمية المتخصصة فى هذا المجال من أمريكا وأيرلندا وقبرص وسويسرا وأسبانيا. مؤكداً أن الوزارة تبذل قصارى الجهد للارتقاء بمستوى أداء العالمة المصرية فى المجال السياحى والارتقاء بالخدمة المقدمة للسائح مدللاً على ذلك ببعض النماذج منها أنه سيتم تدريب حوالى 100 ألف متدرب خلال العامين القادمين فى اللغة الإنجليزية، مشيراً إلى أنه يتم الآن إنشاء مجلس أعلى للتدريب.

كما أجرى وزير السياحة عدد من اللقاءات الإعلامية منها لقاء مع جريدة الاقتصادية السعودية حيث أجاب جرانه فى سؤال عن سبب عدم توقيع مصر والسعودية لاتفاقية لحرية الاستثمار بين البلدين، حيث أوضح جرانه أنه سوف يلتقى عند عودته إلى مصر بوزير الاستثمار لمناقشة هذا الأمر.

وحول دور وزارة السياحة فى الإسراع فى إجراءات التقاضى الخاصة بالمستثمرين، أوضح جرانه أنه قد تم إنشاء محكمة جديدة خاصة بالأمور الاقتصادية منذ عام وهو ما سيؤدى إلى الإسراع فى الفصل فى المنازعات الاقتصادية.

وفى سؤال عن وجود مشروعات خليجية متعثرة فى مصر وكيفية تدخل وزارة السياحة لحل المشاكل المالية للمستثمرين، أجاب جرانه أن جميع المشروعات تقريباً قد قامت بسداد مستحقاتها وأنه يتم إعادة الجدولة للمستثمرين المتعثرين الجادين.

كما التقى جرانه بممثلى جريدة عكاظ السعودية والحياة وأخبار اليوم والأهرام حيث دارت الحوارات عن التمييز فى الأسعار بين المصريين والسعوديين حيث أكد جرانه أنه تم القضاء على هذه الظاهرة وخاصة بعد قيام وزارة السياحة بإطلاق الخط الساخن الخاص بهذه المشكلة.

وعن أهمية صناعة السياحة بالنسبة للاقتصاد القومى المصرى أوضح جرانه أن السياحة تمثل 13.6% من الناتج القومى و12.6 من إجمالى العمالة فى مصر علاوة على أنه حوالى 19.5% من النقد الأجنبى إلى مصر تأتى من السياحة. مشيراً إلى أنه وزارة السياحة قد اتخذت العديد من الإجراءات للحفاظ على مستوى السياحة المصرية خاصة فى ظل التحديات الأخيرة، موضحاً أن من اهم هذه الإجراءات العمل على ترسيخ صورة ذهنية جيدة للمقصد المصرى وزيادة ثقة السائح فى هذا المقصد إلى جانب تقوية العلاقات مع وكالات السياحة والسفر.

كما أكد جرانه خلال هذه الحوارات أن وزارة السياحة المصرية تتخذ كافة الإجراءات لاستعادة الحركة السياحية من السوق السعودية ومن بينها الارتقاء بمستوى الخدمة والعمل على القضاء على كافة الشكاوى مشيراً إلى أن الوزارة لا تتهاون فى توقيع الجزاءات الرادعة على الفنادق أو الشركات التى يثبت مخالفتها للوائح والضوابط التى تقرها الوزارة مدللاً على إلغاء رخص 40 شركة سياحية خلال الأربع سنوات الماضية.