أكد مراقبون ومتخصصون بالشؤون السياحية المحلية والخليجية ان القطاع السياحي سيقبل على مرحلة نمو هائلة اذا اخذنا بعين الإعتبار الى جعل السياحة احدى الوسائل التي تسهم في مكافحة الإرهاب، وذلك بتعزيز توجيه التفكير الإنساني الى احترام معايير الأمن والسلم المنبثق من حق التعايش الإنساني على وفق مبادئ المحبة والإحترام والصداقة ومراعاة المصالح المتبادلة.
وتأتي هذه المقترحات في الوقت الذي اعلنت فيه منظمة السياحة العالمية ان معدلات السياحة ستشهد انتعاشا في 2010 بعد سنتين صعبتين سابقتين، وراهنت على زيادة عدد السياح حول العالم بنسبة 3 – 4%، وهي ذات نسبة التراجع الذي شهدتها العام الماضي، والتي قادت بعدد السياح الى الإنخفاض عن 2008، ليصل الى نحو 880 مليون سائح فقط حسب تقديراتها الاولية للمنظمة.
وفي هذا الصدد قال نويل مسعود الرئيس التنفيذي لشركة جنان للفنادق والمنتجعات: -اول شركة متخصصة في ادارة الفنادق المستدامة في الشرق الاوسط-:”ينظر الى السياحة على الدوام انها افضل فرصة لإثراء حياة الشعوب والأفراد، والتعرف الى الناس والشعوب في اماكن اخرى من العالم، بما في ذلك اكتساب القدرة على تفهم اوضاعهم وثقافاتهم وانماط حياتهم وتفكيرهم، الامر الذي يساعد الإنسانية على العيش في عالم اكثر امناً للجميع، بالإضافة الى مايحققه من قيمة اضافية لمدخولات الأفراد والدول المختلفة”.
فقد اكد التقرير الصادر عن مجلس السياحة والسفر حول اداء العام 2009، أن صناعة السياحة والسفر من أهم القطاعات الاقتصادية نموا في العالم بما تستوعبه من عمالة كبيرة، حيث أسهم القطاع بحوالي 219 مليون وظيفة، اي بما يعادل 6.7% من سوق التوظيف في العالم، يتوقع أن تصل إلى 275 مليون وظيفة بحلول عام 2019.
واضاف مسعود الذي تشرف شركته جنان على تطوير ادارة العديد من الفنادق باسلوب الصداقة البيئية، وانتاهج معايير التنمية المستدامة المتوافقة مع رؤية العاصمة ابو ظبي للعام 2030:”ان التسفار الواسع من اهم وسائل تبادل المعرفة والأفكار المفيدة، وهذا من اهم الأهداف العامة والخاصة للسياحة، فالعامة هي نشر المعرفة بين ابناء الجنس البشري، والخاصة من حيث افادة السائح نفسه، فهي تؤيد خبراتهم وترفع مستويات وعيهم وتطلعهم للمعرفة والتعلم بصورة مستمرة، كما تحفزهم على مواصلة البحث، ووممارسة كافة اصناف النشاط الأدبي التي تثري حياتهم بشكل جذري”.
ويؤكد مسعود:” ان جهود دولة الإمارات بشكل عام -التي احتلت المرتبة الـ 30 عالميا من حيث مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لها خلال 2009 – والعاصمة ابو ظبي بشكل خاص تؤكد وتنسجم تماماً مع اعلان مانيلا 1980 الصادر عن مؤتمر كبير عقد في الفلبين برعاية منظمة السياحة العالمية أكد فيه ان الحق في التسلية، والتمتع بالإجازات، والحق في السياحة والسفر تعتبر عوامل تساعد على تحقيق الذات الإنسانية على وفق المعايير العالمية المنبثقة عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو ما اكده مؤتمر بالي في اندونيسيا عام 1996، الذي اكد ان السياحة اصبحت مطلباً إنسانياً ملحاً وليست مجرد نشاط للتسلية.
وتشير التوقعات السياحية للسنة الحالية في تقارير منظمة السياحة العالمية، ومجلس السياحة والسفر العالمي، ان هناك امكانية واضحة في ازدياد اعداد السياح على مستوى العالم، واقترابه من تسجيل مليار سائح مع انتهاء 2010، ويعزز هذه التوقعات انكشاف العديد من الأزمات التي تعرض لها العالم خلال العامين المنصرمين، تمثلت احداها بأزمة الإئتمان التي ضربت الإقتصاد العالمي، في حين تمثلت الاخرى بخطر الإصابة بمرض انفلونزا الخنازير.