أستأنف زهير جرانه وزير السياحة المصرى لقاءاته فى العاصمة البريطانية لندن حيث شارك فى الاجتماع الوزارى الذى عُقد على هامش البورصة وقد بدأ الاجتماع بكلمة من د. طالب الرفاعى أمين عام منظمة السياحة العالمية والذى أكد فى كلمته بالتشديد على ضرورة عدم التعامل مع الأزمة الحالية كأزمة اقتصادية فقط، وأنما من الضرورى أن يدقق النظر بجدية إلى التحديات الأخرى مثل التغير المناخى والبيئى، وأن خارطة الطريق للتعافى من الأزمة تدعو إلى ضرورة التحول إلى “الاقتصاد الأخضر” وليس فقط “المقصد الأخضر”، وأن المنظمة ستنظر إلى جميع تلك التحديات كقضية واحدة.
ثم استعرض الرفاعى الحركة السياحية العالمية حتى نهاية أغسطس من العام الحالى 2009 ، حيث أكد انخفاض حركة السياحة العالمية بنسبة-7% وأشار إلى أنه مع نهاية العام يُتوقع أن تنخفض هذه النسبة لتصل إلى -5 أو -6% . وأردف أنه ولأول مرة تنخفض نسبة الإيرادات السياحية عن أعداد السائحين من 1-2% إلا أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية من صندوق النقد الدولى، مفادها نمو الإيرادات بحوالى 3% فى الفترة المقبلة وذلك لعدة أسباب أهمها استعادة ثقة المستهلك، إلا أنه حذر من الإفراط فى التفاؤل وأكد على ضرورة توخى الحذر نظراً لزيادة نسبة البطالة وتأثيراتها السلبية على كل من الحكومات والأفراد.
كما أكد على ضرورة تطبيق “خارطة الطريق للتعافى من الأزمات ” واستخدامها كأداة رئيسية للتواصل مع قادة الدول ورؤساء الحكومات.
ورحب الرفاعى بالاقتراح المقدم من جنوب أفريقيا والذى نص على طرح فكرة تكوين مجموعة سياحية (T20) ومكونة من نفس الدول الأعضاء، ورحب بأية مقترحات إقليمية أو دولية من شأنها خلق فرص عمل فى صناعة السياحة ولاسيما فى الدول النامية.
كما تناول أهمية تسهيل إجراءات السياحة والسفر بين الدول وضرورة عدم عرقلة الحركة السياحية وناشد الحكومة البريطانية بإلغاء ضريبة المغادرة من المطارات (ADV) على المقاصد بعيدة المدى وتحصيل ضريبة رمزية فقط يمكن استخدامها فى البحوث والدراسات التكنولوجية، حيث أن هذه الضريبة تنذر بمؤشرات خاطئة مشيراً إلى أن الموقف المعلن لبريطانيا هو مساندة الدول النامية، كما ناشد الحكومات المختلفة بضرورة عدم اتخاذ أية قرارات فردية من شانها عرقلة حركة السياحة والسفر.
كما عرض على رئيس الحكومة الأسبانية إمكانية إدراج خارطة الطريق فى أجندة الاتحاد الأوروبى هذا العام وناشد المجتمع الدولى ضرورة تنفيذ نفس الخارطة وعلى صانعو القرار القيام بتفعيل الآليات المقترحة للخارطة.
واختتم الرفاعى كلمته بضرورة عدم تقديم أية تنازلات خلال مؤتمر “كوبنهاجن” القادم للبيئة وذلك لتحقيق النمو والاستدامة السياحية المطلوبة.
وعن الأزمة الاقتصادية وآثارها على صناعة السياحة كان المتحدث الأول هو وزير السياحة المصري زهير جرانه الذي استعرض الإحصاءات الخاصة بالسياحة المصرية والذي أكد على استمرار التحديات التي فرضتها الأزمة حتى بدء النصف الثاني من العام القادم 2010 بالرغم من بداية تعافي اقتصاديات بعض الدول، وأكد على أن الإيرادات من السياحة انخفضت في مصر بنصف مليار دولار حتى الآن، كما انخفضت الأعداد بنصف مليون سائح بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وأكد على أن السياحة تساهم بنسبة 20% من الدخل القومي المصري، وهو ما يدعو إلى التأكيد على ضرورة تكاتف جميع الجهود بين مختلف القطاعات (القطاع الخاص، الحكومي، الإعلام، شركاء المهنة) وأكد على أن الوزارة ستستمر في انتهاج سياساتها وشدد في نهاية كلمته على ضرورة عدم فقد ثقة المستهلك والذي يُعد المحرك الرئيسي في تلك المعادلة الصعبة.
على صعيد اخر أستأنف جرانه لقاءاته المهنية التقى بشركات Red Sea Holidays, Olympic Holidays, وهي مجموعة من كبريات الشركات البريطانية المصدرة للسياحة إلى مصر، حيث أجمع ممثلو تلك الشركات على تزايد ثقة المستهلك في الموسم القادم، وعن تفاؤلهم فيما يتعلق بالإقبال على المقصد المصري من السوق البريطانية خلال الفترة المقبلة.
ومن جانبه أكد Fontina Nova نائب رئيس شركة توماس كوك وممثل القطاع الخاص، على أن هذا التحدي يُعد الأكبر من نوعه منذ الثلاثينات وأشاد بصناعة السياحة في كل من مصر وتركيا مشيراً إلى أنهما من أكثر الأسواق التي شهدت نمواً من السوق البريطانية وأثنى بصفة خاصة على جودة المنتج السياحي المصري وتحسن جودة الخدمات المقدمة للسائح في مصر.