تداعيات الازمة المالية العالمية بدأت تلقى بسحب كثيفة على السياحة المصرية .. الجميع يتحدث عن تراجع فى الحجوزات التى كانت مؤكدة ،وانخفاض فى عدد رحلات الطيران العارض “الشارتر” الذى كان يشكل حجر الزاوية للحركة السياحية التى ترد الى مقاصدنا السياحية “شرم الشيخ ،الغردقة، مرسى علم ،الجونه /الاقصر واسوان … من اجل ذلك اتفق اكثر من “30” من منظمى الرحلات الاجنبية والمصرية بعد عقد ورشة عمل بينهما نهاية الاسبوع الماضى بأسوان وذلك لبحث وتحليل وتحديد الاثار السلبية لتداعيات الأزمة العالمية الاقتصادية والمالية على االحركة السياحية العالمية بصفة عامة و السياحة الوافدة لمصر بصفة خاصة ، وقد تم التوصل لمجموعة من التوصيات من خلال خطة عمل إتفق الجميع على تفعيلها.
من جهته اكد انطوان رياض رئيس مجموعة جنوب سيناء السياحية انه قام بدعوة مجموعة من رؤساء جميع الشركات التى يتعامل معها فى أوروبا و أمريكا و الشرق الاوسط وايضا من مصر من اجل ان يتدارسوا جميعاً تداعيات الازمة العالمية المالية والتى اثرت على حجم اعمالهم اثر انخفاض الطلب السياحى من قبل السائحين وكيفية الوصول الى حلول ايجابية .
واشار رياض فى تصريحات خاصة ” للمسلة ” ان دعوته لاقت ترحيبا من قبل هذه الشركات خاصة وان رؤساء الشركات السياحية المختلفة من دول العالم يجتمعون خلال هذه الفترة بصفة دورية على مائدة مستديرة من اجل سماع ارائهم و الحلول المقترحة و الوصول الى قرارات او توصيات تخدم عملهم وهو ما سيقوم به من اجل زيادة الحركة السياحية بين هذه الدول و مصر.
وأشار الى أن المقصد السياحى المصرى يبلغ نصيبه من الحركة العالمية السياحية مايقرب ال12% من اجمالى الحركة نهاية العام الماضى الامر الذى يدعو الى المحافظة على هذه النسبة من عدد السائحين الوافدين الى مصر فى ظل الازمة المالية العالمية وذلك من خلال البحث عن اساليب مختلفة فى لجذب الحركة الى مصر وتخطى ” اعصار تسونامى الاقتصادى “
واضاف انه كان لابد وأن نتحرك عقب نشوب هذا الاعصار ” خاصة وان القطاع تحرك بعد 5 شهور من بداية الازمة فى تحديد أبعاد الازمة وتوقعات خبراء السياحة سواء على المستوى العالمى او المحلى ومحاولة الخروج بتوصيات لتقدير تداعيات هذه الازمة على الحركة السياحية العالمية .
وقال أن الاجتماع أسفر عن عدد من التوصيات لخروج القطاع السياحى بالمقاصد والاسواق المصدرة للسياحة الى مصر أهمها عدم التراجع بل إعادة الاستثمار وخلق فرص تسويق جديدة , الى جانب أهمية والترويج للمنتج السياحي دون التدني بمستوى الأسعار حيث أن التخفيضات تعد من أسوأ أنواع المواجهة والحلول وإن كانت مقبولة على المدى القصير ولكن البديل الأفضل هو إضافة قيمة للمنتج السياحى .
واشار انطوان الى اهمية دور منظمي الرحلات في إضافة قيمة للمنتج السياحى المصرى لجذب الطلب السياحى عليه مع التأكيد على أن التعامل الصحيح مع الأزمة على المدي القصيرسيساهم بشكل كبير في التغلب عليها تلقائيا على المدي المتوسط وبالتالي امكانية التغلب علية على المدى البعيد
واضاف ان منظمى الرحلات شددوا على عدم المغالاة في زيادة السعة الفندقية وإقامة منشآت سياحية جديدة حتى لايكون رد الفعل مبالغا فيه مع الإبقاء على نفس النظام المتعامل به أو إقتراح أنظمة أخرى جديدة للتعامل بين منظمى الرحلات و موردى الخدمات فى مصر الى جانب ضرورة التعرف على طبيعة المستهلك وتصنيف كافة الفئات العمرية مع اختلاف متطلباتهم وثقافاتهم والتعامل معها وضرورة مواجهة ظاهرة الحجوزات المتأخرة بحملات و امتيازات اخرى بطريقة الـ “Early Bird” المعروفة
واكد الخبير السياحى ان منظمى الرحلات اتفقوا على ان العروض الخاصة تعتبر أفضل وسيلة للترويج بدلا من التخفيضات مع وضع نظام للتعامل مع عناصر أخرى مثل زيادة الوعي عند المستهلك و تثقيفه وتوسيع معرفته بالسياحة مشيرا الى اهمية متابعة الدعم الحكومي في صورة تسهيلات وإعانات وحملات وإضافة مقاصد سياحية جديدة فى مصرمثل الصحراء الغربية والشرقية وغيرهم .
واشار الى اهمية التطوير في المنتج السياحي الغير مطروق كمثال ” الذهبيات النيلية ” و السياحة البيئية و العلاجية والاستفادة من التغييرات الايجابية مثل فتح الطرق الجديدة بين وادي النيل والبحر الأحمر – الغاء قوافل الحراسة ونظام التفويج – السماح للرحلات النيلية التي تبدأ من القاهرة إلى أسوان الى جانب ضرورة ابتكار أكثر من حدث جديد وإدخاله ضمن البرامج السياحية . على منظمي الرحلات والفنادق عمل الدراسات اللازمة وتجهيز العروض الخاصة ثم التوجه الى وزارة السياحة عن طريق شركة السياحة المسئولة (جنوب سيناء للسياحة في هذه الحالة) لطلب الدعم اللازم مع التنويع في المنتج السياحي : التسوق – السهرات والحفلات – المهرجانات .
واكد رياض ان فتح أسواق جديدة : سياحة “السيدات” أو “للنساء فقط ” كأحدى الأسواق الواعدة تعد احد اهم الطرق لجذب الحركة السياحية الى مصر فى ظل تداعيات الازمة المالية العالمية
ومخاطبة السوق الالكتروني بعمل موقع يجمع محبي مصر ويمدهم بالمعلومات اللازمة الى جانب اهمية تطوير وتحسين دور الفنادق في زيادة الطلب من الخارج و تعزيز المشاركة مع بعض الفنادق للحصول على عروض أفضل لزيادة الليالي السياحية .
الاستثمار في تدريب العمالة و الارتفاع بمستوى جودة المنتج السياحى بالاضافة الى اهمية الحرص على إصدار رسائل إخبارية شهرية “” Newsletters للتعرف على أخر الأخبار والأحداث السياحية والعامة الخاصة بالسياحة لمصروتنظيم رحلات تعريفية مجانية للصحافة والمشتغلين بالسياحة في الخارج وادخال سياحة العائلات و استضافة الشباب والطلبة .
وشددت التوصيات – كما يقول رياض – على اهمية تقديم كل ما هو جديد للزائر المتكرر لمصر كحافز جديد لزيارتها و إضافة خطوط سيرجديدة للبرامج السياحية بحيث تبدأ بمكان ما في مصر وتنتهي بمكان آخروخاصة بعد أن تم السماح لطائرات الشارتر بحرية التحرك من وإلى المطارات الداخلية المختلفة الى جانب محاولة ملأ الغرف والمقاعد الشاغرة بالمشتغلين بالسياحة في الخارج في رحلات تعريفية وذلك لزياده وعيهم ومعرفتهم بطبيعة المنتج الذي يبيعونه
واضاف رياض ان منظمى الرحلات قد طالبوا باهمية تخفيض اسعار الطيران الداخلى وذلك من خلال التفاوض مع وزارة الطيران لتخفيض اسعار الرحلات الداخلية وخاصة بعد ما أبدته الحكومة من مرونة في التعامل وعلى منظمي الرحلات وشركات السياحة أن تستعد لتكثيف التفاوض مع الموردين في مصرللحصول على أفضل الخدمات .
وطالب منظمى الرحلات من الجانب المصرى بحث موضوع تأشيرات الدخول وضريبة المطارات ومدي إمكانية الغائهما أو تخفيضهما مع الحرص على الحفاظ على تفرد مصر كمنتج سياحي فريد من نوعه و البحث فى توافر الدعم المالي من مختلف المؤسسات المعنية وخاصة البنوك بما لديها من فائض نقدي لمساعدة منظمي الرحلات في الخارج .
واشار رياض الى اهمية مدى إمكانية الدعم المالي لمنظمي الرحلات من قبل الفنادق وشركات السياحة في صورة مساهمة في الدعاية والتنشيط أو في صورة تسهيلات في السداد مع الحد من سياحة المجموعات كثيفة العدد لصالح سياحة الأفراد ذات المستوى الرفيع .العمل على جذب نخبة من رجال الصحافة ودعوتهم لإجتماعاتنا المقبلة بالاضافة الى اهمية التدريب وتطوير وتوسيع الأفق بالنسبة للعمالة على المراكب السياحية في النيل .
مناشدة بعض الرعاة للمساهمة في حملات ترويج وتنشيط السياحة إلى مصرمثل كبار المستثمرين المصريين .
واكد الخبير السياحى انة تم الاتفاق على متابعة تنفيذ النقاط السابقة في اجتماع لاحق يضم جميع المشتركين في ورشة العمل فى اروبا .
