بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
متابعتي لردود الفعل الدولية تجاه حادث الكنيسة البطرسية الواقعة في محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.. تجعلني اعتقد أن تأثيراته ستكون محدودة للغاية علي حركة السياحة الوافدة التي بدأت خطوات الانتعاشة منذ انكسارها في أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء. هذا الاحساس يعود إلي ما أصبح يسود الاجواء السياسية الدولية.. بعض الدول المناوئة تغير سياساتها ومواقفها التي سيطرت علي توجهاتها بعد ثورة ٣٠ يونيو والاطاحة بحكم جماعة الإرهاب الإخواني.
هذه الدول بدأت تقدر وتتفهم حقيقة الحرب الجسورة التي تخوضها مصر ضد الارهاب الذي أصبح يهدد أمن واستقرار العالم أجمع. إنها بدأت تدرك في نفس الوقت ما تبذله مصر من جهود هائلة من أجل النهوض والخلاص من مشاكلها ومتاعبها الاقتصادية. يأتي ذلك بعد ما وصل إليه إيمانها بأن أمنها واستقرارها هو رمانة استقرار منطقة الشرق الأوسط التي أدت صراعاته وقلاقله إلي تنامي وتصاعد موجات الإرهاب الذي لم تعد أي دولة في العالم بعيدة عن أخطاره. مظاهر التحسن الإيجابي في علاقات مصر مع هذه الدول عبّر عنها سعيها إلي تقديم يد المساعدة إليها والتضامن معها في مواجهة الإرهاب.
>>>
رغم الاراء المتشائمة لبعض العاملين في الحقل السياحي مما يمكن أن يكون للحوادث الإرهابية الأخيرة من انعكاسات علي المناخ التفاؤلي الذي بدأت تباشيره مع توافد الأفواج السياحية إلي مقاصدنا السياحية في الأقصر وأسوان والغردقة.. فإن المواقف السياسيةالإيجابية للدول السياحية تجاه ما حدث سوف تؤدي إلي احتواء هذه التوقعات. من المؤكد كذلك أن نجاح قوات الأمن في كشف ملابسات حادث تفجير الكنيسة البطرسية والقبض علي أفراد الخلية المتورطة في التخطيط والتنفيذ كان له مردود إيجابي تجاه ردود الفعل السلبية وهو التحليل الذي أرجو أن يكون صحيحا.
في هذا الشأن وعلي ضوء فظاعة الجرائم التي يرتكبها الإرهاب والإرهابيون فإن العالم أصبح أكثر تقبلا لأي اجراءات أو تشريعات يتم الاقدام عليها في مصر في إطار عملية التصدي لغدر ووحشية هذا الإهاب.. لا يخفي علي أحد أن وجود قوانين فاعلة تساعد القضاء علي سرعة حسم القضايا لتحقيق العدالة الناجزة سوف يمثل أحد أسلحة الردع الباترة لهذه العمليات الإرهابية والقائمين عليها.
>>>
لا يمكن أن يكون خافيا علي أحد أن بشاعة وخسة حادث تفجير الكنيسة البطرسية وما أسفر عنه من ضحايا معظمهم من النساء والاطفال قد أدي إلي توحد الشعب المصري بجميع فئاته وأطيافه. إنه أشعل في نفوس ابنائه روح المواطنة الكامنة التي جعلت منه وعلي مدي قرون وقرون نسيجا واحدا.
غضبة المشاعر الوطنية لدي المصريين تجاه الحادث كانت بمثابة صدمة لكل من كان وراء هذه العمليات الإرهابية الغادرة. إنهم كانوا يتوقعون ان يؤدي ذلك إلي فتنة وانشقاق في الصفوف .. ليس من عائد لهذا الاخفاق سوي معاناة هؤلاء الخونة لمزيد من اليأس والاحباط.. لا جدال ان ما تعرضوا له من مرارة الهزيمة علي أرض سيناء متمثلا في تصفية البؤر والجيوب الارهابية علي يد قواتنا المسلحة ورجال الأمن قد أصابهم بلوثة هذا التمادي في إجرامهم. المؤكد ان نجاح عمليات تصفية هذه التنظيمات الارهابية انهت كل ما كانوا يعقدونه من آمال عليها لخدمة تآمرهم علي الدولة المصرية.