بقلم د. عصام الطابوني
إن التأشيرة " الفيزا " من فروض السفر احيانا و من مكملاتها أحيانا أخرى، و معفى " البعض " منها في أوقات و مناسبات و صفقات أخرى .
تفرض حين الشبهة و الغضبة و التشفي ، و تترك عند موعد الغرام و العسل بالمال معقودا .
التأشيرة هي تصريح و إذن الدخول من أبواب الدول إليها ، فمن يدخل من النوافذ بالتاكيد لا يتقدم بطلب الحصول على " فيزا " .
إن التاشيرة مرتبطة بالإنفعالات و العواطف السياسية و الأمنية و الإقتصادية الجياشة للدول ، تقدسها حينا و ترميها على الرف في أوقات أخرى .
إن الإستقرار ، ذلك المنى و مبعث الأمل ، لغير تجار الحروب و القلاقل ، ومنتهى الخوف و القلق اليهم و لهم . إن الإستقرار يسقط الفيزا .
انها السياسة ، وان الساسة في جلهم سياح ، باستثناء القليل وهم ذلك الإستثناء المعهود كقاعدة في كل الاشياء . هم سياح بالفطرة ومنهم استهوتهم السياحة بعد ممارسة العمل السياسي ، فاكتسبوا مسمى السياح و انضموا لركب السياح الفاخرون .
ولكن ! المرء " من فوق جبل " يرى أن بعض الساسة " لا يشجعون الشعب على ممارسة السياحة " ، ولا يعملون بـ" أحب لاخيك ما تحب لنفسك ".
ان الساسة صناع الفيزا ، يخرجونها أوقات الشك و الريبة و يخفونها عن الأنظار و الاسماع في أوقات السعادة و التجلي الحالمة ، وان السياسة تتحكم و تحكم شأن الفيزا .
إن التذكرة ، سوا ، كانت ورقة مطبوعة ، أم حروف و أرقام الكترونية على شاشة الحاسوب ، كلاهما مدفوعة الثمن ، يستثنى من " الدفع " أصحاب الحظوة و السعادة و السمو و الفخامة .
حيث أن التذاكر تصنف بحسب " قيمتها " و " قيمة حامليها " الى تذاكر لرجال الاعمال و تذاكر سياحية ( للسياح و لغير السياح ) و تذاكر لا هي ورقية و لا الكترونية ، يدفع ثمنها المهاجرون ( الغير شرعيون لدى مستقبليهم ) ، و الشرعيون كما يرون انفسهم هم ، وهم يركبون قوارب ( الحياة و الموت )
ان خط الرحلة تخططه " الآياتا " و سلطات النقل المختلفة ، وان لدى السياح خيارات أكثر من غيرهم لتجربة خطوط سفر أكثر ، واكثر من خيارات رجال الأعمال لأن خطوط رجال الأعمال مقرونة بجمع الأموال اكثر من الترويح و السياحة .
إن " المسافرون " المهاجرون " الغير شرعيون " لهم و لديهم خطوط سفر محددة و محدودة ، لكنها حتما محفوفة بالمخاطر .
ان المهاجرون " الغير شرعيون " بالتأكيد ينوون قضاء أكثر من 24 ساعة خارج نطاق مقار اقاماتهم الدائمة . لهذا أتسائل ، هل اجرؤ على أن أقول بأن هؤلاء المهاجرون " الغير شرعيون " سياحا ! و أعتبرهم كذلك و أضم أعدادهم الى اعداد السياح حول العالم ..
في النهاية ، ربما يأتي يوما ، يقرأ فيه " هذا الأمين أو ذاك " هذا النقش و ربما يعد المهاجرون الغير شرعيون في ذلك اليوم " سياح مغامرون " ، و الهجرة " الغير شرعية " في إطار سياحة الاستكشاف و المغامرة .