Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

صناعة سياحة المعارض والمؤتمـرات تحـتاج إلى جهود بقلم سالم بن سيف العبدلي

بقلم :سالم بن سيف العبدلي


كاتب ومحلل اقتصادي

 

تعتبر سياحة المعارض والمؤتمرات صناعة مهمة جدا وتعتمد عليها العديد من دول العالم وتساهم بنسبة كبيرة في الدخل القومي وتوفير فرص العمل وانتعاش القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتطورت هذه الصناعة خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحت واحدة من أهم أنواع السياحة في العالم وسياحة المعارض هي منظومة متكاملة من العوامل والمقومات والأفكار والأسباب التي تجعل هذه السياحة تزدهر وتتطور باستمرار.


ولإيجاد سياحة معارض وأعمال حقيقية، فإن الأمر يتطلب وجود مطارات وشركات طيران متطورة، وخطوط جوية ممتدة حول العالم، ومجموعة فنادق متنوعة المستويات، وقوانين تسهل حركة المسافرين والبضائع، وخدمات أمنية متطورة تجعل نسب الأمان والأمن عالية، وطرق ومواصلات حديثة، وأسواق متنوعة ومراكز تسوق راقية، ومراكز سياحية ترفيهية جذابة، وبيئة نظيفة، ومستوى ثقافي متقدم لسكان المدن، وغيرها من العوامل والمقومات.


المنافسة في عالم سياحة المعارض أصبحت كبيرة جداً على مستوى العالم، والوجهات السياحية العالمية تضع إمكانات عالية من أجل جذب هذا النوع من السياحة المتخصصة، فهناك أكثر من 300 وجهة سياحية للمعارض تتنافس في هذا المجال حيث إن القطاع يجلب أعدادا كبيرة من السياح، ويضمن استمرارية سياحية موزعة على مدى العام بشكل منتظم، كما إنه يضمن حداً أدنى من التدفق السياحي يواجه أي مشاكل أو عوائق تواجهها صناعة السياحة على مستوى العالم.


وبإنشاء مركز عمان للمؤتمرات والمعارض هذا الصرح الثقافي السياحي والتجاري والذي تم افتتاح مرحلته الأولى مؤخرا بمدينة العرفان بمحافظة مسقط تكون السلطنة قد خطت خطوات جيدة نحو صناعة سياحة المعارض والمؤتمرات هذه السياحة والتي تحتاج الى جهود جبارة من اجل استقطاب السياح والفعاليات العالمية وعند افتتاح مطار مسقط الدولي الجديد وانتهاء المراحل المتبقية في مركز المعارض كالفنادق والقاعات الكبرى والمسارح تكون اغلب الاحتياجات الأساسية الضرورية لصناعة سياحة المعارض في السلطنة قد اكتملت.


أشارت دراسة لتقييم أثر مركز عمان للمعارض للمؤتمرات والمعارض على الاقتصاد الوطني أجرتها مؤسسة بوز آند كومباني قبل أكثر من سنة الى أن المركز سوف يوفر أكثر من 12000 فرصة عمل عند اكتمال إنشائه وبينت تلك الدراسة أن المشروع سوف يسهم بمبلغ 295 مليون ريال عماني في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة وسيوفر 24000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ويساهم في الاقتصاد الوطني بمبلغ 200 الى 240 مليون ريال عماني بحلول عام 2030 كما أشارت الدراسة الى انه بحلول عام 2030 سوف يساهم المركز في الناتج المحلي بنسبة 30% من عائدات السياحة.


الأثر الاقتصادي الذي قدرته مؤسسة بوز آند كومباني يعتبر محدودا خاصة إذا علمنا أن تكلفة إنشاء المركز تصل الى حوالي 400 مليون ريال عماني لذا لابد من مضاعفة الجهود لاستغلال هذا الصرح على مدار العام وهذا لا يتأتى إلا من خلال إقامة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات التي تنعش السوق المحلي وتوفر عائد مجزي لخزينة الدولة وتكون أحد مصادر التنويع الاقتصادي المنشودة.


ويبقى الدور على وزارة السياحة وشركة عمران وإدارة المركز للقيام بالترويج لهذه الصناعة في مختلف دول العالم خاصة الدول الاوروبية ودول شرق آسيا وأمريكا ودول الخليج العربي من أجل استقطاب الفعاليات والمؤتمرات والمعارض الإقليمية والعالمية واستغلال هذا الصرح العمراني الجميل بموقعه الاستراتيجي المتميز الذي يبعد 4 كيلومترات فقط عن مطار مسقط الدولي حيث يقع بالقرب من أبرز أماكن الجذب السياحي والثقافي في العاصمة مسقط وبجانب تشكيلة من الفنادق والمنتجعات الراقية بإطلالة خلابة على الشواطئ اللامعة والجبال والوديان.


من ضمن الأنشطة المهمة التي يمكن المشاركة فيها هو خلال الفترة القادمة “إكسبو 2020”، وذلك بالتنسيق مع إمارة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة والتي ينتظرها هذا الحدث العالمي مهم والذي سوف ينطلق بعد اقل من خمس سنوات ويتوقع ان يتجاوز عدد زوراه 25 مليون زائر من مختلف دول العالم وسبق أن كتبنا عن هذا الموضوع أكثر من مرة وأكدنا على أهمية الاستفادة من معرض ومهرجان أكسبو والذي يقام قريب منا وهو لا يتكررا إلا كل خمس سنوات.


واليوم ونحن نتحدث عن صناعة سياحة المعارض والمؤتمرات فإننا نؤكد على أهمية استغلال هذا الحدث من خلال استقطاب بعض الفعاليات والمعارض المصاحبة له الى السلطنة حيث إن “إكسبو 2020“ عبارة عن فعاليات ومعارض ومهرجانات تسوق كبيرة وزوار من مختلف أصقاع المعمورة.


نقلا عن صحيفة عمان

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله