القاهرة "المسلة" ….. فى ختام الملتقى الدولى الرابع للشعر العربى؛ الذى ينظمه المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د.هيثم الحاج على القائم بتسيير أعمال الأمين العام للمجلس، الذى استمرت فعالياته لأربعة أيام متصلة؛ انعقدت ظهر أمس المائدة المستديرة تحت عنوان: (مستقبل الشعر), وقد شارك فى هذه المائدة كل من الشعراء: أحمد عبد المعطى حجازى و حسن طلب من مصر، وعز الدين المناصرة من فلسطين، وعلى جعفر العلاق من العراق؛ ومعهم الناقد المصرى: د. حسين حمودة؛ وأدار الحوار د.محمد عبد المطلب مقرر لجنة الشعر.
فى البداية تحدث الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى؛ فأوضح كيف أن سيادة العلم وبداية الدخول فى عصر التكنولوجيا منذ القرن الثامن عشر؛ جعل الكثير من المفكرين يتنبأون بموت الشعر ليحل العلم محله؛ ولكن ما شهدته أوروبا خلال القرن التالى (التاسع عشر) من ازدهار شعرى غير مسبوق على أيدى الرومانسيين فى فرنسا وإنجلترا وألمانيا؛ ثم على أيدى الرمزيين مثل رامبو؛ كذب النبوءة بموت الشعر وجعل الإنسان المعاصر أكثر ارتباطا بالشعر؛ فالشعر تجسيد لقيمة الحرية فى أسمى معانيها؛ وهذا هو ما يخشاه رجل الدين ورجل السياسة.
ونادى الشاعر عز الدين المناصرة؛ بضرورة استمرار كل أنواع الشعر من الشعر التقليدى إلى شعر التفعيلة ثم قصيدة النثر؛ بل لا بد من توسيع مساحة الاهتمام بالشعر لتشمل الشعر العامى وكذلك الشعر المكتوب باللغات الأجنبية الذى يكتبه المهاجرون من العرب, وأشار فى نهاية حديثه إلى (المافيا) الإعلامية من أنصار قصيدة النثر؛ الذين لا يعترفون بالأشكال الشعرية الأخرى مع أن أغلب شعراء قصيدة النثر يكتبون شعرا رديئا.
وربط الشاعر حسن طلب؛ بين مستقبل الشعر والهجوم الذى يأتى إليه من جانبين أولهما يأتى من ميادين إنسانية وفروع معرفية مشغولة أيضا بنفس ما ينشغل به الشعر من القيم الإنسانية؛ مثل الدين والأخلاق والسياسة؛ وثانيهما ما يأتيه من ميدان مخالف مثل العلم والتكنولوجيا؛ وضرب بعض الأمثلة على كل ميدان فى علاقته بالشعر سلبا وإيجابا؛ ثم قدم بعض المقترحات للوصول بذلك الصراع إلى ما يفيد البشرية ويحفظ للشعر استقلاله.
وأكد د.حسين حمودة أن هناك عصوراً يزدهر فيها الشعر ويزداد الإقبال عليه والاهتمام به؛ وعصوراً أخرى يتراجع فيها الشعر ويقل الإقبال عليه؛ وربط هذا التفاوت بالأوضاع الاجتماعية والسياسية المختلفة؛ وأكد أن الشعر عليه فى المستقبل أن يستجيب للمتغيرات الحضارية التى تؤثر فى أذواق الناس وتشكل إدراكهم للجمال فى الشعر. وأخيرا جاءت كلمة الشاعر على جعفر العلاق الذى توقف عند نماذج من شعر المتنبى قديماً والجواهرى حديثا؛ ليوضح كيف أن الخلود فى الشعر يبقى ظاهرة ملموسة؛ نشعر بها عندما تمر بنا خبرات وجدانية وحياتية معينة؛ فلا نجد ما يجسدها ويعبر عنها خير تعبير، إلا شعر هؤلاء الشعراء الكبار الذين جسدوا ما هو ثابت فى الإنسان على اختلاف المكان والزمان. وفى النهاية فتح مدير الجلسة الحوار بين المتحدثين والجمهور؛ لتنتهى المائدة المستديرة التى استمرت قرابة ساعتين.