Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

معرض الكويت للكتاب يناقش أثر التكنولوجيا الحديثة في الواقع الثقافي المعاصر

 

الكويت "المسلة" …..  نظم معرض الكويت ال41 للكتاب مساء امس الأحد محاضرة بعنوان (دور التكنولوجيا الحديثة وأثرها في الواقع الثقافي المعاصر) تناولت على وجه الخصوص أيضا أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الثقافة سلبا وإيجابا.


وقدم المحاضرة أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور ناصر المنيع والمؤلف والناشط في مجال الإعلام احمد الحيدر من الكويت ومدير تحرير صحيفة الأنباء الكويتية محمد الحسيني وأدارها المدرب في مهارات القراءة سليمان العبدالهادي .


وأكد العبدالهادي في بداية الجلسة أن الثقافة تأثرث بتطور التكنولوجيا التي طورت شكل الثقافة وساهمت في انتشارها حتى باتت التكنولوجيا تشكل زاوية أساسية في مثلث يجمعها مع الثقافة والاتصال.
وأوضح أن التكنولوجيا جعلت التعاطي مع الثقافة مختلفا بين جيل وآخر حيث نشأت الأجيال السابقة على التلفزيون فقط بينما تتسع الخيارات غير المحدودة أمام الأجيال الحالية بحسب كونا.


وذكر أن للتكنولوجيا آثارها المتعددة على صناعة المشهد والمنتج الثقافي ويتم تطويعها لتقديم ثقافة معينة للجمهور المهتم بالتكنولوجيا ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.


من جانبه عرض المنيع أثر وسائل التواصل الاجتماعي في الثقافة التي كانت سابقا تنقسم إلى ثقافة فلسفية علمية وثقافة دينية حيث تنتقل الأولى من خلال الأفراد سواء شعراء أو علماء أو قادة مجتمع أما الثقافة الدينية فتنتقل من خلال الرسل وتتعلق بالأمور الدينية.


وبين المنيع أن المعلومة تدرجت في طرق انتقالها إلى أن اصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي من أبرز الوسائل لانتقال المعلومة ونشر الثقافة حول العالم الذي أضحى قرية صغيرة.


وذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي بدأت بالتسعينيات من خلال مجموعة من البرامج التي تستخدم الإنترنت ويتواصل عبرها الأفراد بعضهم مع بعض وكانت وقتها الوسائل بسيطة جدا حتى بدأ التأثير الفعلي عام 2004 عند ظهور (فيس بوك) الذي عمل نقلة نوعية في مجال الثقافة خصوصا أنه احتوى على عدة صفحات ثقافية متاحة لرواده.


ولفت إلى بروز عدة برامج للتواصل الاجتماعي بعد ذلك مثل (تويتر) و(انستغرام) و(سناب شات) والتي تتميز كلها بتأثير كبير جدا على مستخدميها بشكل سلبي وإيجاب .


وأشار إلى وجود العديد من مستخدمي تلك الوسائل ممن يقومون بنشر ثقافة خاطئة ومعلومات مغلوطة مع وحود شريحة تؤمن بكل ما تتلقاه من تلك الوسائل من أخبار ومعلومات وأصبحت تعتمد على اكتساب المعلومة منها بدل الاعتماد على الجهات الرسمية.


وتناول المنيع تأثير المشاهير الكبير على ثقافة بعض الناس وخصوصا الأطفال مؤكدا أنه في ظل الحرية التي نعيشها وتطور التكنولوجيا تبقى الرقابة ذاتية.


واشار إلى التأثير الإيجابي لتلك الوسائل حيث يستخدمها البعض في مشاريع معينة والترويج والتسويق لمنتجات ومبادرات شبابية وتعد تلك الوسائل ارخص واسهل واسرع وسيلة لتلقي المعلومات. وعن السلبيات أفاد بأن تلك الوسائل تنشر معلومات قد تكون خاطئة وغير معروفة المصدر وهناك اشخاص يتخفون ولهم انتماءات او اهداف معينة غير حميدة كما أن تلك الوسائل أصبحت تشغل وقت الفراغ بعد أن كان الأفراد يشغلون أوقاتهم في الرياضة وقراءة الكتب والتنزه مع الأسرة.


من ناحيته قال الحسيني إن أحدا لم يعد مسيطرا على الإعلام أو بإمكانه السيطرة عليه بعدما حررته التكنولوجيا بشكل كبير محدثة ثورة حقيقية على كل المستويات الحياتية بما فيها الادب والثقافة.


وتناول الحسيني سلسلة تعد الأساس في أي عملية إنتاج إعلامي أو ثقافي وتتكون من أربع مراحل هي المحتوى والتحميل والنشر والتفاعل وهذه المراحل تأثرت مع ظهور ما يسمى (الإعلام الجديد).


وأوضح أن الضحية الاكبر للتطور التكنولوجي هي حقوق الملكية الفكرية لكن في الواقع وعلى المدى البعيد لن يكون الأمر كذلك مع القوننة المتوقعة وتطور محركات البحث المعززة بقواعد وتشريعات حمائية ومكافحة القرصنة معتبرا ذلك من الإيجابيات.


وذكر أن من ضمن إيجابيات تلك الوسائل والتكنولوجيا ما يتعلق بالأرشفة والاختصار إلى ذواكر نانومترية يمكنها اختزان معلومات كانت تتطلب مخازن وأرفف ضخمة.


وأوضح ان التكنولوجيا تساهم في "الاستمرارية في الزمان" أي إن ما تم تقديمه سيكون من السهولة الوصول إليه من قبل الأجيال القادمة.


وأشار إلى نقطة اعتبرها الأروع في عالم الاعلام الجديد واكثرها اثارة وهي كثافة التفاعل والتواصل فيما بين الافراد مبينا أن الوسائل الحديثة للتواصل والتكنولوجيا تساهم في خلق فرص عمل جديدة تعوض تلك التي حد منها التطور التكنولوجي واعطاء ابعاد جديدة للاسواق الانتاجية. وعن سلبيات الاعلام الجديد أوضح الحسيني أن هناك فوضى في النشر حيث أصبح نشر المعلومة متاحا امام الجميع وبذلك تختلط المعلومات والمضامين مما يستدعي جهدا كبيرا لتحديد الأولويات وتنقية المعلومات .


وأكد أن الإيقاع المتسارع للتطور التكنولوجي يعزز ثقافة الاختصار والجوع الى النقد وهو من الامور السلبية التي تتناقض مع روح النقد البناء الذي يستلزم التعمق والتبحر والتحليل مبينا ان ثقافة الاختصار تدفعنا نحو السطحية . بدوره قال الاعلامي والمؤلف أحمد الحيدر ان برامج التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) ألغت نظرية (حارس البوابة) وهي ان الخبر او المعلومة يعاينها أكثر من شخص قبل النشر والتوزيع بينما عبر وسائل التواصل الحديثة اصبحت المعلومة تنشر دون رقابة من الاشخاص واصبحت الرقابة ذاتية.


وأشار الحيدر الى وجود شريحة كبيرة من الافراد يتبعون أشخاصا لايعرفونهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتأثرون بهم ويصدقون ما يقرأونه حتى وإن كانت معلومات غير دقيقة.


وبين انه في ظل هذا التطور اصبح من الصعب معرفة بعض الاشخاص الذين ينشرون بعض المعلومات حيث ان العديد منهم يتخفى وراء اسماء مستعارة وبذلك يجب على الاشخاص عدم متابعة اي شخص او التأثر بثقافته .


واكد انه كمؤلف كتب سعيد بدور (السوشيال ميديا) الذي "لا يلغي دور الكتاب الورقي بل يساهم في التسويق له بشكل اكبر" مبينا ان جمهور معرض الكويت الكتاب اصبح اكثر عددا من السنوات التي كانت بها وسائل التواصل الاجتماعي محدودة.


وذكر أن ذلك يدل على ان دور النشر تسخر وسائل التواصل الحديثة في التسويق للكتب والاصدارات الورقية كما يتم التسويق للكتب من خلال حسابات المؤلفين في تلك الوسائل وحسابات اصدقاء المؤلفين والمشاهير والقراء الذين يضعون نقدهم ومدحهم عن كتاب قرأوه إضافة الى التسويق من خلال الاعلانات المدفوعة الثمن في تلك الوسائل عبر (هاشتاغ في تويتر).

 

وبين أن هناك مشاهير يؤلفون كتبا ليصبحوا أكثر شهرة لإيمانهم بديمومة الكتب الورقية إضافة إلى جمالية الصورة النمطية للمثقف كما يثري ذلك التفاعل الشخصي مع المؤلف ويضيف للحراك الثقافي.


يذكر أن وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح افتتح يوم الأربعاء الماضي معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته ال41 ويستمر حتى 26 نوفمبر الجاري بمشاركة 565 دار نشر تمثل 30 دولة عربية وأجنبية.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله