القاهرة "المسلة" ….. أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د. أمل الصبان بالتعاون مع كلية الآداب بجامعة القاهرة ندوة بعنوان "السياسات الداعمة لتعزيز ثقافة الاختلاف وقبول الآخر" , التى نظمتها لجنة علم النفس بالمجلس بقاعة المؤتمرات بكلية الآداب بجامعة القاهرة، بحضور كل من د.معتز عبد الله عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة، ومقرر لجنة علم النفس، د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، ود. عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق، بالإضافة لنخبة من الأكاديميين والمثقفين، وقد أدارت الندوة د.فادية علوان – أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، بمشاركة كل من د. قدرى حنفى -أستاذ علم النفس السياسى بمعهد دراسات الطفولة بجامعة عين شمس، د. أحمد زايد -أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، ، د. مصطفى كامل السيد -أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والجامعة الامريكية.
أكد حنفى أن جوهر المسألة يكمن فى أننا نربى أبناءنا على الخوف من الآخر، على عكس الفطرة السليمة، فنحن نرفض الآخر، لأننا نحس أنه يهدد هويتنا، ضاربًا المثل بما أسماه "التدين الهش" وهو ما يجعل صاحبه منغلقا، ويرفض فكرة تقبل اختلاف الآخر معه؛ لشعوره أن هذا الاختلاف يمثل تهديدًا مباشرًا لهويته، فيما يأتى على النقيض "التدين المطمئن"، وهو ما يجعل صاحبه واثقًا من قناعته فينفتح على الآخر ويتقبله، ولتعزيز ثقافة الاختلاف وقبول الآخر، يتجسد الحل فى تربية أبنائنا وتنشئتهم بشكل صحيح وسليم.
وأشار كامل إلى بعض أنواع الاختلاف مع الآخر، مثل الاختلاف بين الطبقة العاملة الكادحة مع أصحاب رؤوس الأموال، واصفًا إياه بالاختلاف العدائى، وفى المقابل نجد نوعا آخر من الاختلاف غير العدائى، مثل الاختلاف الذى قد ينشأ بين العمال مع الفلاحين، وشدد على أن عدم تنظيم هذه الاختلافات يؤدى لسقوط النظم؛ مثلما سقطت النظم الفاشية، وفى نهاية حديثه أكد أن مسؤولية وجود آلية تضمن تعددية الآراء وعدم الحجر على الآراء المختلفة، تعد مسؤولية سياسية بالدرجة الأولى، وينبغى أن توجد إرادة سياسية لهذا.
وتناول زايد حديثه حول بلورة مفهوم لفكرة "الآخر"، أو الصورة المثالية التى تستقيم بها العلاقة بين "الأنا" و "الآخر"، حيث أكد أن المجتمع لا يستقيم إلا إذا شارك كل فرد بجزء من ذاته، فلا وجود للفرد دون الآخرين كما قالت "أرنت"، كما أشار إلى أهمية إيجاد قيم ومبادئ ومعايير وأحاسيس مشتركة للمجتمع، موضحًا أن فكرة الاصطفاف لا تعنى بالضرورة التحشيد كما يعتقد البعض؛ بل تعنى أن نختلف فى مستوياتنا وفئاتنا، ولكن تتحد عيوننا صوب هدف واحد، وهى فكرة الإرادة العامة التى طرحها "روسو"، ثم واصل حديثه مؤكدًا افتقادنا لوجود تلك الإرادة العامة أو الذات الكلية، مما يسبب عدم القدرة على إدارة الاختلاف، أو كما أسماها "الآخرية"، لذلك ينبغى علينا أن نعمل على بناء عقل جمعى، وذلك بأن نحدد أهدافًا مشتركةً أو قيما مركزية مثل (العدل ـ المساواة ـ إلخ..)، فبالتأكيد لا يمكن بناء مجتمع دون وجود قيمة العدل! واختتم حديثه مشددًا على أهمية تقليل الأشياء التى تؤدى إلى اللااندماجية بين أفراد المجتمع.