دراسة ل "فيزا" تؤكد: الطبقة المتوسطة الناشئة ستحدد ملامح العقد المقبل لقطاع السفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط
فيزا.. تتوقع زيادة رحلات السفر الخارجية السنوية بالشرق الاوسط من 42 مليون إلى 65 مليون رحلة بحلول 2025
كتب : سعيد جمال الدين
القاهرة – توقعت "فيزا" الشركة العالمية لتكنولوجيا المدفوعات ، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفاعا في عدد رحلات السفر الخارجية السنوية من 42 مليون في عام 2016 إلى 65 مليون رحلة في عام 2025. الأمر الذي من المرجح أن يؤدي بدوره إلى ارتفاع قيمة الإنفاق السنوي على قطاع السفر الدولي بنسبة 3.6٪ من نحو 77 مليار دولار حاليا إلى أكثر من 110 مليارات دولار بحلول عام 2025، علما أن الطبقة المتوسطة ستمثل حوالي ثلثي هذا النمو.
قالت "فيزا" فى الدراسة التى أجرتها بعنوان "تخطيط مستقبل قطاع السفر والسياحة العالمي" أنه علاوة على إنفاقهم المزيد من المال، سيكون هؤلاء المسافرون متصلين رقميا بشكل كامل، وبالتالي أكثر اطلاعا على خيارات الوجهات المتاحة أمامهم، ووسائل النقل المستخدمة، وخيارات الإقامة، والتكاليف . وبحسب "فيزا"، فإن ذلك لن يسهم في تعزيز الطابع السهل والعفوي لتجارب السفر بين السياح القادمين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فحسب، وإنما سيقدم لهم أيضا باقة أوسع من خيارات السفر والسياحة المخصصة.
كما أن التركيبة السكانية الشابة للمنطقة (ثلثا سكانها دون سن 35) ستساعد على مواجهة تأثير التوجه الرئيسي الثالث للقطاع، وهو تنامي الفئة السكانية المتقدمة في السن حول العالم، حيث أن واحدا من بين كل 10 أشخاص حول العالم تقريبا سيكون فوق سن 65 بحلول عام 2025 ، وسينخفض عدد رحلات هؤلاء إلى حوالي نصف عدد رحلات الأشخاص العاديين. وينصب تركيز الكثيرين ضمن هذه الفئة على عاملي الراحة والصحة بدلا من توفير المال..
ولذلك تعتقد "فيزا" أن قطاع السياحة الطبية مقبل على نمو متسارع، وخصوصا مع سعي المسافرين الأكبر سنا إلى الحصول على علاجات جديدة بالإضافة إلى بحثهم عن رعاية صحية أفضل بتكلفة أقل، الأمر الذي قد لا يتوافر في بلدانهم. وتشير "فيزا" إلى أن المستفيد الأكبر من هذا الأمر هو الوجهات التي استثمرت بشكل مكثف في البنية التحتية لقطاع الرعاية الصحية مثل دبي وأبوظبي.
وتوقعت "فيزا"، أن يؤدي تنامي الطبقة المتوسطة إلى تغيير ملامح قطاع السياحة والسفر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العقد المقبل.
، من جانبه حدد ريتشارد لانج، مدير أول وخبير الشؤون الاقتصادية الدولية في "فيزا"، ثلاثة توجهات عالمية رئيسية سترسم ملامح القطاع من الآن وحتى سنة 2025 وهي: بروز "فئة مسافرة" جديدة، وزيادة التواصل الرقمي، وتنامي الفئة السكانية المتقدمة في السن.
ووفقا للدراسة سترتفع قيمة الإنفاق السنوي على قطاع السفر الدولي من 1.1 تريليون دولار أمريكي حاليا إلى 1.5 تريليون دولار في عام 2025 بحسب قيمة الدولار اليوم. وتقود هذه الزيادة في الإنفاق، شريحة العائلات ذات الدخل المتوسط التي يتنامى عددها باضطراد، حيث ستستأثر العائلات التي يبلغ دخلها السنوي 20 ألف دولار أو أكثر بنسبة 90٪ من مجمل حجم قطاع السفر العالمي. وتوقعت الشركة أن تضم هذه الفئة أكثر من 37 مليون أسرة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2025، مع قيام أكثر من 40 بالمائة من هذه الفئة الجديدة برحلة دولية واحدة على الأقل سنويا.
وفي هذا السياق، قال "ريتشارد لانج" : "أصبحت السياحة العالمية على مفترق طرق اليوم مع بروز ثلاثة توجهات رئيسية تشير جميعها إلى اقتراب حقبة جديدة من التحول ولا شك أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست بمنأى عن هذه التوجهات، وإنما ستتأثر في الواقع أكثر من معظم المناطق الأخرى نظرا لحجم الطبقة المتوسطة الناشئة فيها. كما سيشهد العقد القادم تغييرات مهمة بالنسبة لقطاع السفر والسياحة، وعلى جميع المعنيين أن يشرعوا بالتخطيط لمستقبل جديد ومميز منذ الآن ".