الرباط "المسلة" …. دفع الدعم السعودي للمغرب في قضية الصحراء، سواء من خلال المواقف السياسية، أو حتى الرغبة بالاستثمار بالجنوب، وسائل الإعلام الجزائرية إلى تحين الفرص من أجل الهجوم على المملكة السعودية بأي طريقة كانت، وآخر ما توصلت إليه هو إطلاق حملة من أجل مقاطعة موسم الحج للعام الحالي من طرف الجزائريين.
وتحدثت عدد من المنابر الإعلامية الجزائرية، خصوصا الناطقة بالفرنسية، عن "مبادرة مدنية" تدعو الجزائريين إلى مقاطعة الموسم الحالي من الحج، بسبب ارتفاع تكاليفه، بالإضافة إلى أن السعودية تدعم المغرب في قضية الصحراء، وما اعتبرته المنابر نفسها معاداة للجزائر من طرف السياسة الخارجية السعودية بحسب هسبريس.
ورغم أن الدعوة لا حديث عنها إلا في المنابر الإعلامية الجزائرية، دون أن تجد لها آثرا على أرض الواقع، فإن هذه الوسائل الإعلامية تتحدث عن كون المبادرة انتشرت انتشار النار في الهشيم، وتلقى إقبالا من طرف الجزائريين.
وشنت المنابر ذاتها هجوما على السعودية، متهمة إياها بالاغتناء بأموال الحجاج من أجل فرض سياستها الخارجية على العالم العربي، بالإضافة إلى اعتبارها تنشر التطرف العالمي.
وتعليقا على الهجوم الجزائري على السعودية، بسبب موقفها المعلن الداعم لقضية الصحراء، أكد محمد عبدو، أستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، ورئيس المرصد الإعلامي بالجامعة، أن الجزائر باتت تعلم أن قضية الصحراء ودعمها لجبهة البوليساريو بات في مفترق الطرق، وهو ما يفسر هذا "الهجوم المبني على أسس غير منطقية على المغرب والدول الداعمة له".
وأكد المتحدث ذاته أن جزءا من وسائل الإعلام الجزائرية يتم تمويله من طرف أشخاص يتربصون بالمغرب منذ عقود، "وتحول الأمر إلى إيديولوجية تغذي بعض وسائل الإعلام"، حسب تعبيره، مواصلا بأن هناك لوبيات تمول كل المنابر التي تهاجم المغرب، وحتى الدول التي لها خلاف سياسي مع الجزائر، كما هو حاصل مؤخرا مع السعودية.
واعتبر محمد عبدو أن هذا الهجوم يأتي في سياق التطورات التي يعرفها ملف الصحراء، مضيفا: "تصريحات بان كي مون ستنقلب على الجزائر لأنه ذاهب، في حين أنها أظهرت أن قضية الصحراء وراءها شعب، وهذه ركيزة قوية بالنسبة للملف"، مواصلا بأن "في الجزائر مستفيدون من بقاء الوضع على ما هو عليه، ولذلك يقومون باتباع مختلف الطرق لحماية مصالحهم".