Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

خبير آثار : مصر أول من عرفت زخرفة النجوم ومصطلح نجمة داوود خطأ تاريخى

القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى ….. بخصوص ما أثير عن وجود النجمة السداسية على إحدى البلوكات الحجرية لمدخل معبد أوزير نسمتى البطلمى بجزيرة الفنتين غرب النيل بأسوان وما حدث بخصوصها من لغط يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الأمانة العلمية وقانون حماية الآثار هما الفيصل فى معالجة المشكلة فإذا كانت النجمة أثرية بالفعل فيجب تحديد الموقع الحقيقى المكتشف به هذا الحجر وتاريخ الاكتشاف والبعثة الأثرية المكتشفة له وفى ضوء ذلك سيتم تأريخه حتى ولو تم اكتشافه بالصدفة فيمكن تأريخه أيضاً وبناءاً عليه يتم تحديد موقعه سواءاً ضمن أثر أو قطعة فنية فى متحف فالآثار إما مبانى قائمة أو تحف فنية أو رفات السلالات البشرية والكائنات المعاصرة لها طبقاً للمادة 1 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 وهذا الحجر لو ثبتت أثريته يخضع للقانون.

 
ويضيف د. ريحان بأنه من الناحية العلمية فإن النجمة السداسية تاريخياً وكما أكدت الحقائق الأثرية لم تشكّل رمزاً من الرموز التوراتية إلا فى الأزمنة الحديثة ولا يوجد لها ذكر فى التاريخ العبرى والعهد القديم والكتب اليهودية الأخرى ولا توجد إشارة عن استخدامها فى زمن نبى الله داود أو نبى الله سليمان (1010 – 935 ق.م.) وتؤكد شواهد التاريخ أن مصر أول من عرفت زخرفة النجوم حيث نجد فى معبد دندرة رسم لمسارات النجوم ومدارات الأفلاك وسقف مقبرة سنفرو من الأسرة الرابعة مزين بالنجوم السداسية وحسب المعتقد المصرى القديم فإن النجمة السداسية كانت رمزاً للمعبود أمسو الذى كان أول إنسان تحول إلى إله وأصبح إسمه حورس ثم ظهرت النجمة السداسية فى الديانة الهندوسية وترمز لاتحاد القوى المتضادة مثل الماء و النار والذكر والأنثى وإلى حالة التوازن بين الإنسان والخالق وهو (شيفا) حسب أحد فروع الهندوسية وفى الديانة الزرادتشية كانت من الرموز الفلكية المهمة فى علم الفلك والتنجيم.


ويؤكد د. ريحان أنه رغم وجود أصول للنجمة السداسية قبل الإسلام إلى أن الفنان المسلم أبدع فى زخارفها حيث حملت مدلولاً دينياً تؤكد العلاقة الوثقى بين السماء والأرض فالنجمة السداسية ناجمة عن تداخل مثلثين المتجه رأسه لأعلى وقاعدته لأسفل يمثل الأرض والمتجه رأسه لأسفل وقاعدته لأعلى يمثل السماء فأصبحت زخرفة إسلامية بحتة وقد وجدت زخرفة النجمة السداسية على القطع الفنية الإسلامية ومنها قطع البريق المعدنى الفاطمى المكتشف بحصن رأس راية بطور سيناء الذى يعود للقرن العاشر الميلادى وعلى المبانى الإسلامية ومنها مدخل قلعة الجندى بوسط سيناء الذى بناها صلاح الدين الأيوبى من عام 1183 إلى عام 1187م كما وجدت فى الآثار الإسلامية بالقاهرة التاريخية فى جامع ابن طولون الذى يعود لعام 265هـ وجامع الطنبغا المردانى بشارع التبانة 740هـ ومدرسة الأمير قجماس الإسحاقى بشارع الدرب الأحمر 883هـ وعدة آثار إسلامية أخرى .

 


ويشير د. ريحان إلى أن علاقة النجمة السداسية باليهود بدأت حسب أحد الروايات منذ عام 1354م  حيث طبعت هذه النجمة على كتبهم ومطبوعاتهم فى براغ وهولندا وإيطاليا فى القرن الخامس عشر الميلادى وفى رواية أخرى بدأت عام 1648م بمدينة براغ التى كانت فى ذلك الوقت جزءاً من الإمبراطورية النمساوية وكان بها مجموعات عرقية تدافع عن المدينة ضد هجمات جيش السويد من بينهم مجموعة من اليهود واقترح إمبراطور النمسا آنذاك فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من هذه المجموعات راية تحملها وذلك للتمييز بينهم وبين فلول القوات الغازية التى تحصنت بالمدينة وبدأت بشن حرب عصابات فقام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف (داوود) وهو حرف الدال باللاتينية وهو على شكل مثلث وكتبه مرة بصورة صحيحة وأخرى مقلوبة ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض وبهذا حصل على الشكل النجمى الذى أطلق عليه فيما بعد نجمة داوود فى خطأ تاريخى مستمرحتى الآن لعدم وجود أى علاقة بينها وبين نبى الله داوود عليه السلام ثم عرض هذا القسيس رسم هذه النجمة السداسية على الإمبراطور فرديناند الثالث فوافق على أن تكون شعاراً لمجموعة اليهود المدافعين عن مدينة براغ .


ويتابع بأنها انتشرت بعد ذلك خلال القرن التاسع عشر الميلادى واستخدمت خلال الاضطهاد الألمانى لليهود قبل وخلال الحرب العالمية الثانية بإجبار اليهود الألمان على تعليق النجمة السداسية الصفراء واليهود الآخرين خارج ألمانيا تعليق النجمة السداسية الزرقاء  ثم استخدمتها الحركة الصهيونية فى جرائدها ومنشوراتها منذ عام 1881 وبناءاً على هذه الحقائق فإن تسميتها فى الإعلام والدراسات التاريخية والأثرية  بنجمة داوود تسمية خاطئة .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله