خبير اثرى يطلب استثمار رسالة السيسى للسلام سياحيا لكل للعالم من أرض السلام وملتقى الأديان
شرم الشيخ – المسلة – أرسل الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية رسالة سلام إلى كل شعوب العالم من أمام أيقونة السلام بشرم الشيخ على أرض سيناء الأرض المباركة مسرى الأنبياء وملتقى الأديان، ليؤكد للعالم أجمع أن مصر هى البلد الذى تتحقق فيها دعوة نبى الله يوسف} فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين {
وفى ضوء ذلك يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن الآية الكريمة تؤكد أن مصر بلد الأمان ،وأنها بلد مضياف استقبلت أنبياء الله وعاشوا بها آمنين مطمئنين وغانمين أيضا من خيراتها عابرين إلى مصر من الشرق عبر سيناء ،وكانت مدينة الفرما التى تبعد 35 كم شرق قناة السويس بوابة دخول الأنبياء فهى المدينة التى ذكرت فى القرآن الكريم حين طلب نبى الله يعقوب عليه السلام من أبنائه أن لا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب متفرقة، وهى أبواب مدينة الفرما وهى العامرة بالآثار الرومانية والمسيحية والإسلامية ،كما كان طريق شمال سيناء فى عصر مصر القديمة طريقا محصنا عامرا بالقلاع والتحصينات المتعددة الأبواب.
ويضيف د. ريحان أن طور سيناء تحتضن الوادى المقدس طوى الذى أقسم به سبحانه وتعالى فى سورة التين والمقصود بالتين والزيتون أرض القدس وطور سينين هى سيناء والبلد الأمين مكة المكرمة، وأرض مصر كلها مقدسة فهى أرض وطئتها أقدام الأنبياء وعاش بها نبى الله إدريس ،وتربى بها نبى الله موسى ،واستضافت أنبياء الله إبراهيم ويعقوب ويوسف، وعيسى عليهم السلام حيث استقبلت العائلة المقدسة قادمة من فلسطين إلى مصر لتجد الآمان والملاذ فى مصر، وبدأت رحلتها فى مصر من (رافيا) رفح إلى رينوكورورا (العريش)، أوستراكين (الفلوسيات)، القلس (تل المحمدية) وبلوزيوم (الفرما) ، ودخل عمرو بن العاص رضى الله عنه إلى مصر عن طريق سيناء ووصل الفرما فى شهرربيع الأول عام 16 ه، يناير 640 م ،وتابع سيره فى مصر لتشرق على مصر نورانية الحضارة الإسلامية والتى انتقلت إشعاعاتها الحضارية والثقافية والمعمارية والفنية للعالم بأسره عبر مصر.
ويتابع د. ريحان بأن الوادى المقدس طوى هو الموقع الوحيد فى العالم الذى تلتقى فيه الأديان فى بقعة واحدة فعند الشجرة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى، وفى أحضان الجبل الذى تلقه فيه الشريعة الموسوية بنى المسيحيون كنيسة فى القرن الرابع الميلادى فى أحضان الشجرة المقدسة بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين ،ثم بنى الإمبراطور جستنيان أشهر أديرة العالم فى نفس الموقع دير طور سيناء والذى تحول اسمه لدير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى ،ثم جاء المسلمون ليبنوا داخل الدير وبجوار الشجرة المقدسة الجامع الفاطمى الذى بناه الخليفة الآمر بأحكام الله الفاطمى 500 ه 1106 م لتلقى الأديان فى بقعة واحدة.
وعن أيقونة السلام الذى أرسل من أمامها سيادة الرئيس رسالة السلام لكافة شعوب الأرض ،يشير الدكتور ريحان بأنها عبارة عن نصب تذكارى يتوسط ساحة ميدان السلام البالغة 36 ألف متر بمدخل مطار شرم الشيخ الدولى ،وصممت الأيقونة على شكل عناقيد من الجرانيت الأسود تحمل أوراق اللوتس يعلوها ثمانية أجنحة مستوحاة من أجنحة رع تحمل الكرة الأرضية بقطر 10 أمتار عليها خريطة العالم، ويطير فوقها الحمام الذى يحمل غصن الزيتون رمزا للسلام وجدارية صناع السلام التى أقيمت بالقرب من مطار شرم الشيخ الدولى على طريق السلام ويعود تاريخها إلى 13 مارس 1996 حين استضافت مصر القمة الدولية لصانعى السلام فى الشرق الأوسط.
ويطالب د. ريحان باستغلال هذه الرسالة إعلاميا وسياحيا بشكل كبير كرسالة اطمئنان لكافة شعوب الأرض من أعلى قيادة بها تؤكد التواصل الحضارى والتسامح والتلاقى، والمحبة على أرضها الطاهرة.