عمّان "المسلة" …. بتدشينها خطا جديدا إلى مدينة جوانزو في جمهورية الصين الشعبية، تصبح الخطوط الجوية الملكية الأردنية، تغطي حاليا 56 وجهة في أكثر من 35 دولة انطلاقاً من قاعدتها في العاصمة عمان.
وبذلك تصبح هذه المحطة الثانية للخطوط الجوية الملكية في الصين، والخامسة في منطقة الشرق الأقصى، كما يمكن للشركة أن توصل مسافريها إلى ألف وجه عالمية من خلال عضويتها في تحالف "ون وورد" العالمي للطيران.
ويقول رئيس وفد "الملكية" رئيس القطاع التجاري فيها الدكتور مجدي صبري إن استراتيجية "الملكية" تعمل على افتتاح خطوط جديدة بشكل لا حدود له، مضيفاً إن عدد المسافرين عبر مطار الملكية علياء في الأردن بلغ العام الماضي 7 ملايين مسافر، فيما أقلت الملكية 3 ملايين منهم.
ويؤكد، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن افتتاح هذا الخط يهدف إلى انفتاح اقتصادي وتجاري أكبر مع دول شرق آسيا وخصوصاً العملاق الصيني، مشيراً إلى أن خطوط الطيران الناجحة أحد العوامل الرئيسة للاستثمار واستقطاب أفراد ودول العالم للأردن.
ويضيف "إن إضافة جوانزو إلى وجهات الملكية، لتكون المحطة الثانية للشركة في الصين والخامسة في منطقة الشرق الأقصى إلى جانب هونغ كونغ وبانكوك وكوالالمبور وجاكرتا التي بدأت الملكية بخدمتها بخط جوي منتظم أواخر عام 2015، يأتي استجابةً من الشركة لحركة النقل الجوي المتنامية بين الأردن والصين، ويتابع أن التبادل التجاري بين الصين والمملكة سيتضاعف بعد افتتاح الخط الجديد".
وباشر طيران "الملكية" منذ الحادي والعشرين من آذار الحالي تشغيل رحلات ركاب بواقع ثلاث رحلات أسبوعياً إلى مطار جوانزو من خلال طائرتها من طراز بوينغ 787 (دريم لاينر).
وبهذه المناسبة، اصطحبت الملكية الأردنية في رحلتها الأولى إلى جوانزو عدد من الصحفيين والإعلاميين، يمثلون مختلف وسائل الإعلام والصحافة الورقية والمرئية والمسموعة والإلكترونية، ومسؤولين من هيئة تنشيط السياحة وعدد من وكلاء السياحة والسفر المحليين، فضلاً عن مسافريها، بهدف الاطلاع على الخدمات التي توفرها الملكية خلال خطها الجديد، فضلاً عن الاطلاع على ما تتمتع به المدينة الصينية من مقومات تجارية وسياحية، وإمكانية إيفاد القطاعات الأردنية المختلفة بالتجارب الصينية.
وحلق المسافرون على متن طائرة الملكية في رحلتها الافتتاحية إلى جوانزو، ليهبطوا في مطار العاصمة التايلندية بانكوك لأغراض تزويد الطائرة بالوقود وتنظيف أروقة الطائرة كافة، وتحميلها بالوجبات الطازجة، وتغيير طيارها وطاقمها بالكامل، ليواصلوا رحلتهم إلى وجهتهم المنشودة.
وينعم المسافرون على الطائرة بخدمات الضيافة المتفوقة على أيدي مضيفي طيران "الملكية"، الذين يتحدثون العديد من اللغات العالمية، ووجبات طعام شهية، بالإضافة إلى الاستمتاع بميزات عديدة منها أنظمة الترفيه الحديثة، وشاشات عرض شخصية مطورة تعمل بتقنية اللمس على درجتي رجال الأعمال والسياحية، فضلاً عن وجود الكثير من القنوات التي تعرض أفلاما وبرامج تلفزيونية وموسيقى وألعابا، وغير ذلك من الأنظمة التي تجعل المسافر على خطوط الملكية يستشعر الفرق مع المنافسين.
وفور وصول طائرة الملكية إلى مطار جوانزو الدولي الذي يعتبر ثالث أكثر المطارات الصينية ازدحاماً، احتفل الصينيون بوصولها وذلك من خلال رشها بالماء قبل مغادرة ركاباها.
وقال رئيس وفد "الملكية" الدكتور مجدي صبري، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الوكيل العام للملكية الأردنية في الصين دنكن آو، أن خط جوانزو يأتي في إطار الاستراتيجية التي تنفذها الملكية في مراجعة شبكة خطوطها وفتح أسواق جديدة.
وأعرب عن تفاؤله بأن تشكل جوانزو، وهي المحطة السادسة والخمسين للملكية إضافة نوعية إلى الشبكة وتلبي متطلبات التجار ورجال الأعمال والسياح الأردنيين، فضلاً عن أصحاب الأعمال من لبنان ومصر والسعودية والعراق وفلسطين باعتبار جوانزو مركزاً مهماً للصناعات وميناءً حيوياً للتبادل التجاري مع العالم.
وأشار صبري بحضور المساعد التنفيذي للمدير العام للإعلام والاتصال باسل الكيلاني ورئيس دائرة الشبكة والتحالفات بسمة المجالي ورئيس دائرة التسويق أنور عطلة، إلى أن الملكية ستعمل بالتعاون مع الجهات المعنية في القطاع السياحي الأردني والصيني لتعزيز الحركة السياحية بين البلدين.
بدوره أكد دنكن آو أهمية خط جوانزو المعروفة باسم كانتون، وتعد ثالث أكبر مدينة في الصين، وعاصمة المنطقة الجنوبية الوسطى للبلاد، في زيادة عدد سياحة البلدين، فضلاً عن تسهيل تشجيع التبادل التجاري بينهما، وذلك لما توفره الملكة الأردنية في طائراتها من خدمات نوعية، منوهاً إلى أن خطوط الطيران الناجحة أحد العوامل الرئيسة لتشجيع الاستثمار.
ولفت إلى أن الملكية الأردنية تحظى بسمعة طيبة على مستوى نظيراتها من شركات الطيران المنافسة في المنطقة، فضلاً عن أنها تتمتع بتاريخ عريق وتطور دائم على مستوى الخدمات التي تقدمها، مشيراً إلى أن طيران الملكية سيوفر الفرصة أمام المواطنين الصينيين لاستكشاف الدول العربية، كما سيسهل وصول السياح العرب إلى الصين.
وتضمنت الجولة التي استمرت عدة أيام حفلاً تقليدية صينياً، وذلك احتفاءً بالوفد الأردني، كما تضمنت زيارة العديد من المواقع السياحية والدينية الإسلامية التي تشتهر بها مدينة جوانزو الصينية.
وفي ذات السياق، اجتمع وكلاء السياحة والسفر الأردنيين مع نظرائهم الصينيين، حيثُ ناقشوا سبل تنشيط السياحة بين البلدين الصديقين، واتفقوا على تنظيم برامج سياحة مشرك، يهدف إلى التعريف بكلا البلدين وأبرز معالمها من خلال تبادل الزيارات بينهما، وتقديم أفضل ما تشتهر به البلدان.
ومن جانبه، يقول النائب السابق ورجل الأعمال الأردني، شرف الهياجنة، إن من شأن خط الملكية الجديد أن يلبي احتياجات رجال الأعمال الأردنيين من خلال تسهيل سفرهم إلى أكبر المدن الصناعية في العالم جوانزو.
وأضاف أن عدد من التجار الأردنيين كانوا قد طالبوا سابقاً بإضافة خط جوانزو إلى الخطوط التي تخدمها الملكية، حتى يتسنى لهم الاستمتاع بخدمات طيران الملكية، وتجنب عناء السفر مع شركات طيران أخرى لا تصل بمستوى خدماتها للملكية الأردنية، الذي وصفها بـ "الناقل الوطني الأردني".
وستشغل الملكية لخدمة هذا الخط طائرات كبيرة الحجم من حيث عدد الركاب وكميات الشحن من الطرازين بوينغ 787 (دريم لاينر) أو ايرباص 330 مروراً بالعاصمة التايلندية بانكوك، أيام الأثنين والأربعاء والجمعة من كل أسبوع.
يذكر أن الملكية الأردنية أضافت خلال الشهور الثمانية الماضية أربع محطات جديدة أخرى غير جوانزو، هي النجف وتبوك وأنقرة وجاكرتا، بينما أغلقت محطات أخرى عديدة منها ما هو لأسباب تجارية وبعضها الآخر بسبب حالة عدم الاستقرار الأمني في بعض الدول العربية.