Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

عن اي سياحة بينية يتحدثون ؟بقلم :عيسى المسعودي

 

بقلم :عيسى المسعودي

 

قبل ايام استضافة السلطنة اعمال المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورتة الـ 19 وخلال متابعتي لما نشترة وسائل الاعلام المختلفة عن الاجتماع و اللقاءات الاعلامية والتصريحات التي ادلى بها عدد من اصحاب المعالي الوزراء وجدت تركيز كبير وتأكيد على اهمية تعزيز السياحية البينية بين الدول العربية ، وهذا امر طبيعي ولكن اصبحت هذة التصريحات مكررة وللاستهلاك الاعلامي ، فقد شاركت خلال الدورات الماضية وحضرت عدد من هذه الاجتماعات التي عقدت في بعض العواصم العربية ، وبعد هذة السنوات لازلنا نتحدث عن اهمية السياحية البينية دون تحقيق اي نتائج على ارض الواقع بل العكس هناك تراجع ومعوقات وصعوبات كثيرة تواجة تعزيز السياحة البينية وللاسف الشديد رغم كل هذة الاجتماعات ومذكرات التفاهم والعلاقات المشتركة لم نجد مبادرات او حلول غير تقليدية للعديد من هذة المعوقات واستمر الجميع يتحدث عن اهمية السياحة العربية في الكلمات الافتتاحية وفي التصريحات الاعلامية .

 

لايختلف اثنان ان القطاع السياحي يعد من القطاعات الحيوية والهامة في تنويع اقتصاديات الدول وخلال السنوات الماضية وتحديداً قبل مايسمى بالربيع العربي و التقلبات الاقتصادية والتطورات السياسية كانت بعض الدول العربية لها نشاط غير عادي وتعتمد على القطاع السياحي بشكل كبير في تنويع مصادر الدخل مثل مصر وتونس والمغرب وسوريا ولبنان والاردن ودبي بدولة الامارات العربية المتحدة وبنسبة أقل في دول الخليج ومن بينها السلطنة بل بعض الدول كانت تعتمد على السياحة كمصدر أول في الدخل مثل تونس والمغرب ولبنان مع التركيز ايضا على الاستثمار السياحي الاجنبي ولقد قامت الدول العربية بجهود في هذا المجال ووصلنا الي مرحلة متقدمة في الاهتمام بالقطاع السياحي وبالقطاعات الاخرى المرتبطة بة ولكن للاسف ورغم هذة النجاحات والجهود السابقة الا ان السياحية البينية ظلت ضعيفة ولاتلبي او تحقق الطموحات وخاصة تعزيز السياحية البينية بين دول الخليج ببعضها او بين هذة الدول والدول العربية فهناك معوقات وصعوبات كبيرة لعل من اهمها مواصلة دول الخليج ومن بينها السلطنة في وضع اشتراطات صعبة في اعطاء التأشيرات السياحية للمواطن العربي الذي يرغب في زيارة دول الخليج بينما نوفر سبل الراحة الاخرى والاسعار الجذابة للسائح الاجنبي ، كذلك المواطن العربي سواء من دول الخليج او من الدول العربية يجد خيارات متعددة واسعار تنافسية ومقومات سياحية مختلفة عند رغبتة في زيارة دول اخرى في اوروبا مثلا او في دول اسيوية مثل تايلند وماليزيا والصين وغيرها من الدول ، لذلك ومع هذة التحديات الجديدة والظروف الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالمنطقة وبالدول العربية لا اجد منطق او اصرار من اصحاب المعالي للحديث عن السياحة البينية وتعزيزها دون ان يكون لدينا دور حقيقي في التغلب على هذة المعوقات القديمة والمتجددة وان تكون لدينا قناعة حقيقية وارادة سياسية في التغلب على هذة المعوقات والتحديات بدعم من الحكومات العربية وليس فقط مجرد تصريحات لوزراء السياحة .

 

من الامور الايجابية التي يمكن الحديث عنها في موضوع السياحة العربية هو تبادل الخبرات والمعلومات في هذا القطاع و تفعيل مذكرات التفاهم في هذا الجانب والاستفادة من الكوادر العربية والخبراء الذين يعملون في القطاع السياحي العربي او حتى في القطاعات الاخرى المرتبطة بالقطاع السياحي مثل الطيران والسفر والسياحة والفنادق والتسويق والاستثمار ، كذلك على الحكومات العربية طرح حلول واقعية وغير تقليدية خاصة في دول الخليج وذلك بالتعاون مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص ، فبرغم المقومات السياحية والتراثية والثقافية والطبيعية التي تتميز بها بعض الدول العربية الا اننا وللاسف الشديد لانشاهد اي نشاط او تسويق من شركات السفر والسياحة المتخصصة بهدف تعزيز السياحة البينية بين هذة الدول او القيام بطرح حزم سياحية تشجع السائح العربي لزيارة هذة الدول والاستمتاع بالمقومات المختلفة ، فعلى سبيل المثال وفي ظل الاوضاع السياسية المتقلبة في المنطقة اجدها فرصة لدول الخليج لتعزيز السياحة البينية من خلال تعزيز دور شركات السفر و السياحة والفنادق وطرح برامج و حزم سياحية معقولة حيث يمكن للمواطن الخليجي ان يقظى اوقات سياحية ممتعة في ربوع دول الخليج من خلال زيارة اكثر من دولة في برنامج متكامل واستثمار حالة الاستقرار الامني و التسهيلات والحوافز الموجودة ولكن لابد من تحرك لشركات السفر والسياحة والفنادق في هذا الجانب وبدعم من المؤسسات السياحية الحكومية في دول الخليج لاستقطاب السائح الخليجي عبر برنامج سياحي متكامل كنفس البرامج التي يتم تنظيمها للسائح الاجنبي عندما يزور المنطقة ، كذلك بالنسبة للدول العربية الاخرى مثل مصر والمغرب وتونس والاردن التي تشهد استقرار نسبي وتمتلك مقومات سياحية عديدة فهذة فرصة لهذة الدول لتحقيق نتائج ايجابية ولكن على الجهات الحكومية أن تلعب دور في تنشيط القطاع الخاص والتعاون بشكل اكبر مع شركات السفر والسياحة ، اننا ندرك التحديات الموجودة فالمنطقة لذلك على وزراء السياحة في الدول العربية ان يخرجوا من عبائة الكلمات المنمقة والتصريحات الاعلامية المتكررة التي لاتفيد في الوقت الحالي وانما عليهم العمل وبواقعية من خلال طرح التحديات بشكل واضح وشفاف وتعزيز التعاون الثنائي بين هذة الدول من خلال برامج ومبادرات سياحية مشتركة ، هذا اذا كنا بالفعل نريد تعزيز السياحة البينية كذلك حتى ننجح في استقطاب السائح العربي وتشجيعة للتعرف على المقومات السياحية العربية بدل مغادرة السائح العربي الي اوربا ودول اسيوية اخرى .

 

أن السلطنة احدى الدول الخليجية والعربية التي عليها الاهتمام اكثر بالقطاع السياحي وخاصة في المرحلة المقبلة وذلك بهدف تطوير وتنمية هذا القطاع ليعزز من التنويع الاقتصادي ويساهم في الدخل القومي فالسياحية من القطاعات الواعدة التي تحتاج لمزيد من الاهتمام والدعم من قبل الحكومة وفي نفس الوقت على وزارة السياحة دور كبير في استثمار مختلف المقومات السياحية الموجودة وخاصة نعمة الامن والامان ليس بالكلام فقط او بالتصريحات الاعلامية وانما من خلال العمل والتخطيط الجيد والاستثمار في هذا القطاع وقبل ذلك وجود الارادة السياسية والدعم المالي و على وزارة السياحة وكما قلت في بداية المقال عليها طرح برامج سياحية جديدة تستهدف بعض الاسواق ومن بينها الاسواق الخليجية اذا اردنا تحقيق نتائج ايجابية ولا مانع من تعزيز العمل المشترك والاستفادة من خبرات الدول العربية التي لها باع طويل في هذا الجانب وخاصة في مجال تبادل الخبرات والمعلومات وطرح برامج تسويقية وسياحية مشتركة ، مانحتاجة باختصار ان نركز على بذل مزيد من الجهد والعمل لتعزيز دور القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني ، أما اذا اردنا تعزيز السياحية البينية كما جاء في اجتماع وزراء السياحة العربية فأن علينا العمل بشكل مختلف وواقعي وبتعاون اكبر في مجال تذليل المعوقات والصعوبات الحالية وان تكون سياستنا واضحة من خلال الكلام المقرون بالعمل .

 

اخبار الخليج / اخبار عمان

 

Ias1919@ Hotmail.com

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله