المركز الحسيني للدراسات- لندن- خاص
شدد الملحق الثقافي العراقي في المملكة المتحدة وأوروبا الدكتور حسن هادي العلاق على العلاقة الوثيقة بين الثقافة والتربية في نشأة المجتمع وسلامة أبنائه.
جاء هذا في كلمة ألقاها في المركز الحسيني للدراسات بلندن صباح الجمعة 3 فبراير شباط 2017 م.
بحضور راعي دائرة المعارف الحسينية الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي.
وجمع من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي من بلدان مختلفة مثل العراق ولبنان والبحرين.
وأكد الدكتور العلاق أن سلامة المجتمع ونقاوة ثقافته وسلامتها تبدأ من البيت، وذلك عندما يخلق الوالدان أجواء حميمية وسليمة في ظلها ينشأ الطفل سويا ومتوازنا.
وهذا ما ينعكس وينسحب إيجابيا إلى الجيرة والشارع والمدرسة وعموم المحيط الإجتماعي.
وأضاف الملحق الثقافي العراقي أن المدرسة لها كبير الأثر في تنشئة الجيل المتسلح بالتربية والعلم والثقافة.
بغض النظر عن المذهبية والقومية، وفي العراق حيث التنوع في الدين والمذهب والقومية.
فإن التربية السليمة هي التي تخلق مجتمعا متفاهما قاسمه مكارم الأخلاق ونشأة الأجيال بما فيه الفائدة العامة.
واعتبر الدكتور العلاق أن التنوع العقدي والقومي والمذهبي يمكن أن يصبح عامل قوة لفئات المجتمع.
مثل العراق، عندما يسعى عقلاء الأمة الى نشر الإيجابيات والاستفادة من المناسبات العامة في ترشيد الناس نحو القيم الخلاقة والبناءة.
فكل فرد من أفراد الأمة تقع علية مسؤولية التثقيف، فالأب في بيته والمعلم في مدرسته والمدرس في ثانويته والأستاذ في جامعته، وعالم الدين في حوزته، والموظف في دائرته، والصنائعي في مصنعه، والتاجر في متجره.
وهذا يتطلب وعيا عاما بأهمية التربية والتعليم والتثقيف، مستشهدا بعدد من المناسبات العامة التي لها الدور الفعال في نشر رسالة الوعي والتثقيف.
متمنيا أن تتحول سرادق الإطعام في المناسبات الدينية مثل زيارة الأربعين في العشرين من شهر صفر من كل عام الى مراكز علم وثقافة.
وكان المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي الذي استضاف الملحق الثقافي العراقي في المركز الحسيني للدراسات في إطار التعاون الثنائي البناء بين التحقيق الموسوعي والتعليم الأكاديمي، قد تحدث في بداية اللقاء عن التنمية الثقافية والعلاقة بين العلم والثقافة، ونقاط الالتقاء والافتراق بينهما.
مؤكدا على أهمية الثقافة وتقدمها على العلم.
لأن العلم حزمة معلومات يمكن أن يحفظها ويتعلمها كل إنسان في حين أن الثقافة هي سلوك وتعامل إلى جانب العلم.
والأسرة جذر شجرة التنمية الثقافية.
وأكد الفقيه آية الله الكرباسي على العلاقة المتعاكسة بين الثقافة والمشاكل الاجتماعية، فكلما تحصن المجتمع بالثقافة السليمة كلما قلت مناسيب المشاكل والمصائب في كل مناحي الحياة.
وحصانة المجتمع تخلق عنده المناعة الذاتية فضلا عن الهيبة في عيون الآخرين فيكون أسوة لغيره ويدرأ عنه عدوان الغاشمين.
وكان الملحق الثقافي العراقي الدكتور حسن هادي العلاق قد تجول في أروقة المركز الحسيني للدراسات واطلع على الانجاز العلمي والموسوعي لدائرة المعارف الحسينية وبيراع المحقق الكرباسي.
التي طبع منها أكثر من مائة مجلد من مجموع نحو تسعمائة مجلد مخطوط.
كما التقى بعدد من الناشطين فيها مثل الأستاذ الجامعي والباحث الدكتور نضير الخزرجي.
على صعيد ذي صلة أهدت الفنانة التشكيلية العراقية السيدة بيداء فاضل الشيخ، إلى المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي لوحة فنية بريشتها تمثل قلب الإمام الحسين (ع) بوصفه القلب النابض للبشرية جمعاء.
تعبيرا عن سرورها بلقائها بمؤلف أكبر وأضخم موسوعة معرفية عن الإمام الحسين ( ع) ونهضته المباركة.
جاء هذا في اللقاء الذي جمع الفنانة بيداء الشيخ بالمحقق الكرباسي في مدينة كربلاء المقدسة وبحضور وفد نسائي فني وتربوي.
وذلك خلال زيارة قام بها راعي الموسوعة الحسينية الى العراق مؤخرا، ومما أبدته من مشاعر خلال اللقاء: (بروح إيمانية ووطنيه أتقدم بأرق التحايا لمؤلف دائرة المعارف الحسينية الدكتور محمد صادق الكرباسي حفيد صاحب أمير المؤمنين (ع) البطل الهمام مالك الاشتر رضوان الله عليه .
أدعو الله أن يمن على العراقيين بأمن وأمان، وأن نرى أبواب دائرة المعارف الحسينية قد اكتملت طباعتها .
بكل تقدير واحترام أقدم هذه اللوحة الفنية للدكتور الكرباسي والتي تشرفت برسمها والتي تجسد حب الإمام الحسين للإنسانية.
وإنني فخورة كثيرا لأن هذه اللوحة ستكون في المركز الحسيني للدراسات في لندن).
وتقبل المحقق الكرباسي بقبول حسن الهدية الفنية التي وصلت لندن مؤخرا وأخذت موقعها في أحد أركان المركز الحسيني للدراسات.
معتبرا أن الفن التشكيلي هو جزء من الرسالة الإعلامية التي رفعت رايتها السيدة زينب الكبرى بعد استشهاد الإمام الحسين (ع).
لكون المرأة هي الأساس في تغيير المجتمع نحو الأفضل من خلال تربية الجيل المتعلم والمثقف والمحب للخير.
والمفيد ذكره أن برنامج زيارة الملحق الثقافي العراقي الى المركز الحسيني للدراسات صادف مع مناسبة ذكرى ولادة السيدة زينب (ع) .
حيث أحياها السيد جعفر الموسوي بإنشاد قصيدة من نظم المحقق الكرباسي، وعدد من التواشيح والمدائح الدينية.