Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

إدارة الخلافات العربية .. الفن الغائب في السياسات العربية

كانت الأنظمة العربية في السابق حين يظهر في الأفق خلاف حول سياسة ما ولو بسيط، سرعان ما تشتعل وسائل الإعلام لنقد الطرف الآخر وذمه

 

بقلم :خالد عزب

 

كانت الأنظمة العربية في السابق حين يظهر في الأفق خلاف حول سياسة ما ولو بسيط، سرعان ما تشتعل وسائل الإعلام لنقد الطرف الآخر وذمه.

 

بل يصل الأمر إلى قطع العلاقات، هذا ما كان يعكس عدم نضج في العلاقات العربية العربية.

 

لكن كانت نكسة حزيران يونيه 1967 ميلادية وحرب تشرين الأول أكتوبر 1973 ميلادية كاشفتان لحقيقة العلاقات العربية.

 

التي يمكن أن تتجاوز أي خلاف لتعبر إلى المشترك، فقد كان التضامن والتعاضد  العربي سبباً في العبور بالعرب من الانكسار إلى النصر.

 

هذه اللحظات الحاسمة سرعان ما ذهب بريقها بزيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس، فأنقسم العرب ثم تصالحوا ثم انقسموا بعد غزو صدام لدولة الكويت العام 1990 ميلادية.

 

لكن في ظل الوضع الراهن أصبح الجميع مهدد فالعديد من الدول مهددة الانقسام، أو بنشوب حروب أهلية أو تحت طائلة ضغوط اقتصادية، والقليل من الدول العربية ما زال متماسكاً، وإن كانت التباينات السياسية في المواقف تعصف بتماسك ظاهر في علاقات العديد من الدول العربية.

 

لكن هل حانت ساعة النضج في العلاقات العربية العربية؟

 

هذا السؤال باتت الاجابة عليه ملحة، لكن هذه الاجابة الملحة تتطلب من القادة العرب أن يتم الاعتراف بالاختلاف والتباين في المواقف، وان هذا الاختلاف لا يستلزم توتر في العلاقات، بل احترام المواقف المبنية على المصالح دائماً، بل إن محاولة الوصول إلى نقاط وسط هو جوهر السياسة، فإدارة الاختلاف فن مازال غائباً بصورة كبيرة على الصعيد العربي، هذا نابع من ضعف السياسة العربية، التي كانت قوية لأمكن بناء فن إدارة الاختلاف عربياً، هذا الفن الذي يجيده الأوربيين في أشد خلافاتهم داخل الاتحاد الأوروبي، حتى حينما خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوربي لم نرى تعسفاً أوربياً تجاهها ولا مواقف حدية من بريطانيا تجاه أوروبا، بل احترام وإدارة متأنية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.

 

 

البحث عن المصالح هو شعار كل الأنظمة العربية وكل الدول في كل أنحاء العالم، لكن تضارب هذه المصالح شيئاً أساسياً في عالم السياسة، لذا فإن 22 دولة عربية ستتباين المواقف والمصالح بينها، يبقى أن هناك حد أدنى، هو الأمن القومي العربي.

والمساس باستقرار كل دولة، كما أن التنوع الثقافي العربي من الخليج إلى المحيط هو ثراء للعرب.

لكن بات العرب الآن أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى ثورة في العمل العربي المشترك.

إذ أنه بوضعه الراهن المتكلس يعكس عمق التفاوت في الخلافات العربية الظاهرة وغير الظاهرة.

لابد أن يكون دور الشعوب عبر المجتمع المدني العربي أوسع وأكثر فاعلية.

لذا فحضور هذا المجتمع عبر اعتراف وتعزيز جامعة الدول العربية هام.

ولعل نشاط كل من اتحاد المؤرخين العرب واتحاد الأثريين العرب يعد مثلاً جيداً، يضاف لهما مؤسسة الفكر العربي بنشاطها الدؤوب.

 

المشاريع الاقتصادية العربية

 

كما أن المشاريع الاقتصادية العربية باتت في حاجة إلى دعم أكبر خاصة في مناطق الحدود التي هي محل خلاف بين أكثر من بلد عربي.

 

فإذا اعتبرت مناطق إدارة مشتركة تحت جامعة الدول العربية تجري فيها استثمارات عبر صندوق الانماء العربي.

 

من حساب يمول عبر فرض دولار على كل تذكرة طيران بين الدول العربية.

 

سيعد هذا بلا شك مدخلا لتعزيز الاتفاق لا الخلاف، على أن تكون هذه المناطق بلا تأشيرة لأي مواطن عربي.

 

 

هنا يصبح إدارة الخلافات العربية، إدارة رشيدة، نعم نختلف كأشقاء. لكننا نتحد ضد الآخر.

 

ونتفق على الحد الأدنى من المصالح المشتركة، ونسعى لبناء توافق أكبر في المستقبل.

 

 

العلاقات العربية العربية

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله