أكّدت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، أن النتائج التي حققتها الإمارة على مدار 12 شهراً، تعكس حرصها على تعزيز ما لديها من مقوّمات سياحية، وما تقدّمه من خيارات ترفيهية وثقافية، لافتة إلى تحقيق عدد الغرف للفنادق من فئة ثلاث نجوم نمواً نسبته 24%، ومن فئة أربع نجوم نمواً نسبته 8% خلال عام 2016، ما يوفر خيارات إقامة مختلفة تناسب مختلف ميزانيات السياح في الفنادق المتوسطة.
وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أن تلك الخيارات، فضلاً عن توافر أسعار تنافسية للغرف الفندقية التي انخفض معدل السعر اليومي لها إلى 511 درهماً، من شأنه أن يكون من العوامل الأساسية التي تؤثر إيجاباً في قرار المسافر.
وكشفت «سياحة دبي» عن دور المشروعات السياحية الجديدة، والوجهات الواعدة، مثل منطقتي «حتا» و«المرموم»، في جذب شرائح جديدة من السياح، لافتة إلى تحليلات متطوّرة تُمكن من معرفة متطلّبات السيّاح، لتقديم الأفضل لهم، ومن أنها ستقدم في عام 2017 عروضاً موجهة للسيّاح من السوقين الصينية والروسية.
مرونة وتنافسية
وتفصيلاً، قال المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، هلال سعيد المري، إن لدى «سياحة دبي» استراتيجية واضحة المعالم وطموحة، لافتاً إلى أنها استراتيجية واقعية وقابلة للتطبيق تماشياً مع «رؤية 2020» للقطاع السياحي الرامية إلى جذب 20 مليون زائر.
وأضاف أن القطاع السياحي في دبي يمتاز بمرونة وتنافسية عالية، تؤهّله للتعامل مع التحدّيات والتقلّبات التي يشهدها العالم، مؤكداً السعي للحفاظ على المكانة التي حقّقتها دبي، ضمن أبرز وجهات العالم للمسافرين الدوليين، إذ جاءت في المركز الرابع عالمياً، في وقت نمضي فيه قدماً لتكون الوجهة السياحية الأولى عالمياً التي يُوصى بالسفر إليها.
تنويع الأسواق
وأكد المري لـ«الإمارات اليوم»، استمرار «سياحة دبي» في تنويع الأسواق وتوسيع الخيارات أمام السيّاح على مستوى التنوع في المشروعات السياحية، وعبر التعاون المثمر والبنّاء مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بما يضمن تسريع وتيرة النمو خلال عام 2017 وفي المستقبل.
وأوضح أن الدائرة تتبنى استراتيجية تنويع الأسواق، وتعمل على الترويج للإمارة في الأسواق الناشئة من أجل استقطاب مزيد من السيّاح، مع الحفاظ على حصتها في الأسواق الرئيسة الناضجة، والعمل على تعزيزها.
وأشار إلى أن المشروعات السياحية والترفيهية والثقافية الجديدة التي تم افتتاحها أخيراً، مثل: «دبي باركس آند ريزورتس»، و«آي إم جي عالم من المغامرات»، و«دبي أوبرا»، فضلاً عن الوجهات السياحية الواعدة، مثل منطقتي «حتّا» و«المرموم»، والفنادق على اختلاف فئاتها، من شأنها أن تستقطب شرائح مختلفة من السيّاح من شتى أنحاء العالم، وستكون لها أصداء إيجابية في الأسواق المستهدفة.
وتابع: «يمكننا القول إنه على الرغم مما شهدته بعض أسواقنا الرئيسة من تقلّبات خلال عام 2016، فإن نجاح استراتيجية تنويع الأسواق، أثمرت في زيادة أعداد السيّاح، إذ حققت نسبة السياح من جنوب آسيا، لاسيما من الهند، زيادة بنسبة 13%، على الرغم من إلغاء الهند العملات الكبيرة في تعاملاتها، وضغط النقد الذي واجهته الأسواق الهندية، وكذلك الحال بالنسبة لبريطانيا، فعلى الرغم من قرارها بالخروج من الاتحاد الأوروبي، وانخفاض قيمة عملتها بنسبة 20%، فإن أعداد السيّاح في المقابل سجّلت ارتفاعاً بنسبة 5%».
روسيا والصين
وحول تأثير إلغاء التأشيرة المسبقة للسوقين الصينية والروسية على معدلات النمو السياحي في دبي، قال المري: «كان لمثل هذا الإجراء أثر كبير وإيجابي في نفوس السياح والزائرين من هذين البلدين، ونتوقع نتائج إيجابية جداً، خصوصاً أنّ أسواق روسيا، وكومنولث الدول المستقلة، وأوروبا الوسطى، أسهمت بنحو 5% من عدد السيّاح الذين زاروا دبي في العام الماضي، لاسيما من روسيا وأوكرانيا، إذ سجّلت روسيا عودة قويّة من خلال 240 ألف سائح بزيادة قدرها 14%، مقارنة مع عام 2015، وتبقى في اتجاهها التصاعدي، وهو ما نتوقعه في عام 2017، لاسيما في ظل قرار منح رعايا روسيا الاتحادية تأشيرات دخول عند وصول الدولة ابتداءً من فبراير 2017، ما يعني أنها الدولة الـ47 المعفاة من متطلبات التقدم للحصول على تأشيرات الزيارة، ولذلك، نتوقع لهذه السوق أن تحقّق المزيد من النمو خلال السنوات المقبلة». وأضاف المري: «كما شهد عام 2016 زيادة ملحوظة في عدد السيّاح من الصين بنسبة 20%، ليصل عددهم للمرة الأولى إلى 540 ألف سائح».
تحليلات متطورة
وأكد المري أنه تم وضع الخطط التسويقية في السوقين الروسية والصينية، بشكل مسبق، ويتم تطبيقها بحرفية وتطويرها دائماً للوصول الى الأهداف المرجوة، ولهذا سيتم خلال عام 2017 تقديم عروض تناسب مختلف الفئات، بما يزيد من جاذبية دبي بالنسبة إليهم. وتابع: «أصبح لدينا تحليلات متطوّرة تُمكِننا من معرفة متطلّبات السيّاح، لتقديم الأفضل لهم، وبما يتوافق مع ميولهم وتطلّعاتهم، وتشجيعهم على الإقامة مدة أطول».
قوة الدولار
وحول خطط «سياحة دبي» للتعامل مع قوة الدرهم المرتبط بالدولار أمام العملات الأخرى، أكد المري أن دبي تتكيّف مع جميع التحدّيات، خصوصاً مع انتهاج استراتيجية تنويع الأسواق، إذ تمكنّا من تحقيق التوازن وإدارة المخاطر للتخفيف من الآثار الناجمة عن تعرض أيّ سوق لتحدّيات خاصة.
وأضاف أنه «مع قوة الدولار، فقد ركزنا على منح السيّاح قيمة حقيقية وتجارب متنوعة، ولهذا، فإننا لا نركّز على تحقيق النمو في أسواقنا القويّة فحسب من خلال تطوير مجالات وقطاعات محددة، بل الاهتمام بالأسواق المحاذية التي تمتاز بإمكانات كبيرة للنمو».
فنادق متوسطة
وذكر المري أنه «إضافة إلى تبسيط إجراءات الحصول على التأشيرات، وتسهيل العقبات أمام السيّاح لدخول الدولة، فقد تم التركيز كذلك على توسيع شبكة النقل الجوّي، وفتح خطوط ملاحية جوية مباشرة مِن دبي وإليها، بما يضمن قدرتنا على تقديم مختلف وسائل الراحة، وسهولة الوصول إليها من أنحاء العالم، وهي من الأمور المهمّة التي تؤثّر في قرارات المسافرين».
وأوضح أن هناك اهتماماً بتدشين مجموعة فنادق من الفئة المتوسطة الجديدة، لمنح مزيد من الخيارات أمام السيّاح والعائلات، مشيراً إلى أن عام 2016 شهد زيادة في أعداد الفنادق من فئة ثلاث وأربع نجوم، ليسجل عدد غرف الفنادق من فئة ثلاث نجوم نمواً نسبته 24%، وعدد غرف الفنادق من فئة أربع نجوم نمواً نسبته 8%.
ولفت إلى أن النتائج التي حققتها دبي على مدار 12 شهراً، تعكس حرصها على تعزيز ما لديها من مقوّمات سياحية، وما تقدّمه من خيارات ترفيهية وثقافية، ومساهمتها في زيادة المعروض من الغرف الفندقية بنسبة 5%، لتصبح ضمن المدن الـ10 الأولى في توفير أكثر من 100 ألف غرفة فندقية، إذ بلغ عدد الغرف الفندقية فيها مع نهاية العام الماضي 102 ألف و845 غرفة فندقية، مقارنة مع 98 ألفاً و333 غرفة فندقية مع نهاية عام 2015.
وانخفض معدل السعر اليومي للغرفة إلى 511 درهماً، وبالتالي، فإنّ توفير خيارات إقامة مختلفة تناسب مختلف الميزانيات، وتوافر أسعار تنافسية، من شأنه أن يكون من العوامل الأساسية التي تؤثر إيجاباً في قرار المسافر.
إنفاق المسافرين
ولفت المري إلى أن قطاع السياحة يسهم بشكل كبير في اقتصاد الإمارة، لتعزز دبي من مكانتها ضمن قائمة أبرز وجهات العالم استقطاباً للمسافرين الدوليين الذين يتمتعون بمستويات عالية من الإنفاق، مع التأثير الإيجابي لهذا الأمر في الاقتصاد المحلي، لاسيما مع تبوؤ دبي المركز الأول، كأكبر الوجهات السياحية في العالم من حيث معدّل إنفاق الزوار الدوليين، مقارنة مع أية وجهة منافسة أخرى.