رغم التحدّيات التي واجهها آخرها موضوع النفايات
بيروت …. يواجه وزير السياحة ميشال فرعون تحديات كثيرة تمنعه من ان يتألق القطاع السياحي في لبنان ورغم ذلك فانه سجل عدة نقاط ايجابية مكنت القطاع السياحي من الانتعاش والتقدم والتطور.
لم تعد السياحة تعتمد فقط على السياحة الخليجية وحسب، بل انها، تحولت الى صناعة سياحية بفضل الوزير فرعون الذي تمكن من تنويعها، وها هي السياحة الريفية تطرق الابواب بعد ان مدّها بالاوكسجين من خلال تسليط الضوء على «بيوت الضيافة» التي كانت نسبة التشغيل فيها 100 في المئة من شهر تموز الماضي ولغاية شهر تشرين الاول الماضي وعلى تشجيع اللبنانيين على البقاء في ارضهم والقيام بمشاريع يستفيدون منها وتستفيد المنطقة ايضاً، وقد كانت لفرعون صولات وجولات في عدد من القرى التي كانت تعتمد على السياحة الريفية.
اضافة الى ذلك، ركز الوزير فرعون على دعم المهرجانات التي تجاوز عددها الـ110 مهرجانات وكانت مناسبة للتركيز على السياحة الداخلية بين اللبنانيين الذين اكتشفوا جمال قراهم من خلال هذه المهرجانات التي كانت مميزة كما عمد الى انشاء موقع «ضيافة» لتأمين التواصل مع بيوت الضيافة، اضافة الى انشاء موقع الكتروني خاص بوزارة السياحة من اجل الاطلاع على المستجدات السياحية حسبما ذكرت الديار.
وشجع الوزير فرعون السياحة الاغترابية عن طريق اطلاقة مشروعه «أنا» الذي يرتكز على ضرورة ان يأتي اللبناني المنتشر في العالم الى ارض الآباء والأجداد ولو لمرة واحدة، كي يبقي على تجذره بهذه الارض ويدعم السياحة ومن خلالها الاقتصاد الوطني وقد كانت له مبادرات في هذا الاطار حيث دعم مجيء الشباب المنتشرين الذين أقاموا في ربوع لبنان وأصبحوا تواقين للمجيء الى لبنان مرة ثانية.
كما دعم السياحة الاستثنائية من خلال مشاركته في المؤتمرات التي عقدت لهذه الغاية وآخرها في مدينة دبي، كي تبقى بيروت عاصمة الاستشفاء في الدول العربية، وطالما نحن نتحدث عن العواصم فان فرعون تمكّن من خلال اجتماع وزراء السياحة العرب الذي عقد في مدينة الشارقة في الامارات العربية حيث تم انتخاب مدينة جبيل عاصمة السياحة العربية للعام 2016، كما تم انتخاب مطعم السلطان ابراهيم كأفضل مطعم في المنطقة العربية.
وقد وجه الوزير فرعون دعوة الى وزراء السياحة العرب لحضور الاجتماع المقبل في لبنان خلال شهر ايار المقبل، كما وجه دعوات مماثلة الى بعض وزراء السياحة في عالم الانتشار.
وحاول الوزير فرعون تنويع السياح الذين يفدون الى لبنان فأطلق «Live Love Lebanon» من اجل استقطاب السياح بأسعار معقولة ودون الالف دولار لقضاء خمسة ايام في لبنان، ومن خلال الاتصالات التي قام بها بالنسبة للسياح الصينيين والاوروبيين والعرب.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهته خصوصاً بالنسبة لطلب الدول الخليجية من رعاياها عدم المجيء الى لبنان بسبب اوضاعه السياسية، وعلى الرغم من ازمة النفايات التي كانت السبب الاساسي تراجع السياحة، فان فرعون عمد الى التركيز على المعارض السياحية الضخمة التي كانت تقام في دبي ولندن وبرلين وباريس وغيرها حيث كان الجناح اللبناني في هذه المعارض من اهم الاجنحة الموجودة.
اضافة الى ذلك، فان فرعون اطلق مشروع طريق الفنيقيين بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية الذي سيكون من اهم الانجازات التي سيتم الحديث عنها، لان طريق الفنيقيين ستشارك به اكثر من 13 دولة عربية واوروبية وتتمحور حول وصول الفينيقيين الى هذه الدول وبالتالي فان السائح الذي سيقصد دولة من هذه الدول من المؤكد انه سيزور بقية الدول، وقد وضع هذا المشروع على السكة، ولا بد ان يبصر النور في القريب العاجل.
ولا بد لنا من التذكير ان الوزير فرعون شجع البلديات والمناطق على اطلاق الخريطة السياحية التي يتم تحديد مختلف الانشطة فيها التي تقوم بها هذه البلديات والمرافق السياحية التي يمكن زيارتها، وكان من خلال ذلك ان دعم طريق التفاح وطريق الكرز، وطريق الزيتون وغيرها.
صحيح ان عدد السياح لم يصل الى المستوى الذي بلغته سنة 2010 حيث تجاوز العدد المليوني سائح، ولكن لا بد من التنويه بان الوزير فرعون وضع مداميك لاهم الاحداث السياحية التي لا بد ان تبصر النور قريباً ويمكن من خلالها ان تتطور وتتقدم هذه السياحة.
ولعل ابلغ دليل على ذلك ان الوزير فرعون شارك في رعاية مهرجان في حاصبيا وفي الليلة ذاتها شارك في رعاية مهرجان اهمج في جرد بلاد جبيل، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على مدى اهتمام الوزير فرعون بالقطاع السياحي بمختلف اطيافه، حتى ان مي عريضة، وهي احد اعمدة مهرجانات بعلبك الدولية كررت اكثر من مرة «يا ليت عرفناك وزيرا للسياحة منذ 20 سنة، نحن لا نريد غيرك في وزارة السياحة». المهم ان يبقى الاستقرار مخيماً على لبنان كي تبقى لنا سياحة.