القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن وزارة الآثار بصدد إنهاء المرحلة الأخيرة فى ملف قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا لتقديمه لتسجيل القلعة تراث عالمى باليونسكو وأن هذا الملف يحظى بدعم وتعاون عدة جهات مع وزارة الآثار وهى محافظة جنوب سيناء ووزارات الدفاع والخارجية والداخلية والسياحة والبيئة والأمن الوطنى والقومى واللجنة الوطنية المصرية لليونسكو وتتولى إدارة المنظمات الدولية بوزارة الآثار مسئولية إعداد الملف بالتعاون مع كل الجهات المعنية داخل الوزارة وخارجها .
تراث عالمى
ويضيف د. ريحان أن أهمية تسجيل القلعة تراث عالمى يساهم فى وضعها على خريطة السياحة العالمية وعامل جذب مما يؤدى لضمان السياحة المستدامة والاستفادة من المساعدات الدولية التى يقدمها صندوق التراث العالمى للمواقع المسجلة على القائمة سواءً مساعدات مالية أو فنية وتوفير فرص التعاون الدولى والتطوير والتنمية الاقتصادية المستدامة لمدينة طابا ومحافظة جنوب سيناء وزيادة نسبة الاستثمارات المحلية والدولية بمحافظة جنوب سيناء عامة وتعزيز التنوع الثقافى والهوية المجتمعية والمواطنة ورفع مستوى معيشة المجتمع المحلى بطابا وجنوب سيناء عامة .
ويشير د. ريحان إلى أن إعداد الملف اعتمد على المعايير الدولية للتسجيل تراث عالمى وهى المكان المتميز للقلعة التى تشرف على حدود 4 دول ويمثل الموقع إبداع طبيعى فى وجود القلعة على تل يقع بجزيرة تتمتع بمناظر الشعاب المرجانية الخلاّبة والتى تعتبر منطقة غوص عالمية علاوة على البانوراما المحيطة بالأثر من أودية رائعة الجمال تحوى نقوش أثرية لحضارة الأنباط مثل وادى طويبة ومناظر جبلية رائعة ووجود محمية طابا ثاني أكبر محمية طبيعية في سيناء من حيث المساحة بعد محمية سانت كاترين حيث تبلغ مساحتها حوالي 3595 كم مربع وتم إعلانها محمية صحاري وتراث طبيعي سنة 1998 وتقع جنوب غرب مدينة طابا وتتميز بالتكوينات الجيولوجية البديعة والتراث التقليدى للبدو واحتوائها علي تراكيب جيولوجية وكهوف وممرات جبلية متعددة كالأخاديد والفوالق والفواصل المتقاطعة بين الصخور والتي تُعرف (بالكانيونات).
تاريخ الآثار
وينوه د. ريحان لمعايير البعد التاريخى حيث يعود تاريخ الآثار بها إلى الفترة البيزنطية لوجود فنار لإرشاد السفن بخليج العقبة أنشأه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى وكذلك وجود كنيسة تعود لنفس الفترة لم تتعرض لأى سوء حين بناء صلاح الدين لقلعته الشهيرة على الجزيرة عام 567هـ 1171م مما يؤكد مبدأ تسامح الأديان والبعد الفنى يتمثل فى استغلال صلاح الدين للبيئة من وجود تل قطّعت منه الأحجار الجرانيتية المستخدمة فى البناء ومونة يدخل فى تكوينها الغرين الناتج من السيول بالمنطقة وحسن استغلال التل نفسه للبناء عليه مع مراعاة المستويات المختلفة للتل بين انحدار شديد وانحدار أقل وإنشاء عناصر معمارية دفاعية من أبراج وأسوار وفرن تصنيع الأسلحة واستحكامات حربية ومخازن للمؤن والذخيرة وقاعة مشورات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وحمام بخار ومخازن غلال وخزان للمياه وصهريح للمياه وعناصر دينية من مسجد القلعة .
ويوضح د. ريحان أن المعايير تشمل الوضع القانونى فالقلعة مسجلة كأثر بالقرار رقم 41 لسنة 1986 وقد تمت بها أعمال حفائر ومشروع ترميم منذ عام 1982 حتى 1986 وأعمال حفائر عام 1988- 1989 وعام 2010 ومشروع ترميم بين عامى 2008 – 2012 ولا توجد أية عوائق طبيعية أو بشرية تحجب الرؤية عن المنظر الطبيعى للجزيرة والحالة العامة للبناء ممتازة وتتشابه هذه القلعة مع قلعة الجندى برأس سدر الذى أنشأها صلاح الدين فى الفترة من 1183 إلى 1187 على طريقه الحربى الشهير بسيناء طريق صدر وأيلة وهى القلعة المسجلة كأثر بالقرار رقم 336 لسنة 1989 ومن الكتب التى صدرت وتحوى مادة علمية عن القلعة كتاب هيئة الآثار المصرية عام 1986 وفصل خاص بكتاب ” سيناء ملتقى الأديان والحضارات” للدكتور عبد الرحيم ريحان والذى قام أيضًا بدحض الأبحاث التى نشرت فترة احتلال سيناء وزورت تاريخ القلعة مؤكدًا تاريخ البناء فى العصر الأيوبى من خلال اللوحات التأسيسية التى كشفت عنها أعمال الحفائر بالقلعة موسمى 1988- 1989 وهى لوحة إنشاء فرن تصنيع الأسلحة داخل القلعة ولوحة إنشاء سور القلعة.