العقبة …. نظم مشروع دمج التنوع الحيوي في تطوير قطاع السياحة في الأردن زيارة ميدانية لمنطقة وادي رم احدى المناطق التي يستهدفها المشروع، والتي تعتبر أكثر فعالية ونجاحاً وخصوصاً ضمن محاور تعزيز مصادر الدخل والتخطيط السياحي وإدارة الزوار ودمج المجتمعات المحلية في عمليات إدارة مواقع دبين وجبال الشوبك ومنطقة وادي رم.
ويهدف المشروع بحسب مديره المهندس ماجد الحسنات إلى تخفيف أثر النشاطات السياحية على التنوع الحيوي في الأردن من خلال تطوير مجموعة من الضوابط وآليات الإلزام لتخفيف أثر السياحة على التنوع الحيوي على المستوى المركزي، تطبق المحاور ريادياً على المستوى المحلي، ثم تقيم وتعدل قبل تبنيها وطنياً تمهيداً لتكرارها وتعميمها بالاضافة الى التوعية العامة والحساسية تجاه قيم التنوع الحيوي الرديفة لقطاع السياحة، مع بناء القدرات المؤسسية في مجالات التخطيط والمتابعة والإلزام ذات الصلة بآثار تطوير السياحة على المناطق المحمية وما حولها، الى جانب تعزيز قدرة الشركاء على الإدارة الفاعلة للمناطق المحمية، وتوسيع فرص الاستفادة من السياحة البيئية وسياحة الطبيعة مع الحد من أثر تلك العوامل على التنوع الحيوي.
وبين الحسنات لـ الغد ان تحديات التنوع الحيوي المتعلقة بالسياحة في الأردن تمثل تحدياً كبيراً للبيئة الطبيعية والثقافة المحلية من خلال أثرها المتزايد على مكونات التنوع الحيوي وثقافة المجتمعات المحلية، مؤكداً ان المخاطر على التنوع الحيوي من السياحة تضم ما هو مباشر مثل التوسع العشوائي في البنى التحتية والمرافق السياحية، والزيادة المطردة في أعداد الزوار في مناطق محدودة، وتراكم النفايات بأنواعها الناتجة عن النشاطات السياحية، وما هو غير مباشر مثل التوسع في الطرق وشبكات المواصلات، وضغط النشاطات المحلية على الموارد الطبيعية.
وبين مدير محمية وادي رم ناصر الزوايدة ان الخطة تهدف الى الاستفادة من العملية السياحية ودعم وتمكين المجتمعات المحلية ضمن منطقة رم لصنع قيم مضافة تراكمية لدعم سكان المنطقة وتمكينهم من مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع السياحي بشكل عام ومشاكل منطقتهم بشكل خاص.
وأثنى الزوايدة على الدعم الذي قدمه برنامج الأمم المتحدة الانمائي لبرامج السلطة المختلفة والتي تعنى بتطوير البيئة المحلية في المنطقة الخاصة والإقليم، مشيرا إلى أن التشاركية ما بين القطاعين العام والخاص هي الطريق الأنسب والأسرع لديمومة التنمية وتنفيذ برامجها بشكل مستدام.
وأضاف الزوايدة انه تم تنفيذ مشروع المسارات البيئية السياحية في مناطق مختلفة داخل المحمية واعتماد الشروط المرجعية لتطوير مكاتب الاستقبال وقاعات العرض والفيلم الترويجي في مركز الزوار، والانتهاء من تنفيذ المرحلة الاولى للمسوحات الاثرية والنقوش الصخرية في محمية رم بالتعاون مع دائرة الآثار العامة.
وكشف الزوايدة عن مجموعة من المشاريع المنفذة في المنطقة منها مشروع مضمار الهجن لتطوير رياضة الهجن والمحافظة على التراث القديم ودمجها في العملية السياحية ومشروع الشيخ محمد بن زايد لإعادة إطلاق المها العربي، ومشروع المرصد الفلكي لتطوير المنطقة سياحياً وإضافة منتج جديد لجذب الزوار وإفادة المجتمع المحلي ومشروع الحد من اثر السياحة على البيئة للحفاظ على التوازن بين البيئة والسياحة لخلق سياحة مستدامة وفق المعايير البيئية.
ويمثل مشروع “دمج التنوع الحيوي في تطوير قطاع السياحة في الأردن” جهداً وطنياً مشتركاً بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع وزارة البيئة ومجموعة من الوزارات والمؤسسات الوطنية، والمتمثلة بوزارة السياحة والآثار، وزارة الشؤون البلدية، سلطة اقليم البترا التنموي السياحي، سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، والجمعية الملكية لحماية الطبيعة، بالتنسيق مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة البيئة.
يذكر أن منطقة وادي رم قد حصلت على المرتبة الاولى في مسابقة جائزة الدانة للتميز في دولة الإمارات العربية المتحدة عن مشروع سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان لاطلاق المها العربي وإعداد وثيقة مشروع وحدات الاستزراع بالتعاون مع مشروع سمو الشيخ محمد بن زايد لاقلمة واطلاق البدن لإعادة تأهيل الغطاء النباتي في منطقة وادي رم من خلال طلبة المدارس.
وقد بلغ عدد زوار منطقة وادي رم خلال العام الماضي 2016 ما يقارب 80120 الف زائر وسائح منهم (56463) سائح من مختلف الجنسيات الاجنبية في حين بلغ عدد الزوار والسياح المحليين خلال الفترة ذاتها خلال العام 2016 في حين بلغ عدد زوار رم من الاردنيين 23657 سائحا.