Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

ترامب يبلغ زعماء الشرق الأوسط بأنه سينقل السفارة إلى القدس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة السياحية

 

واشنطن/القدس (رويترز) – أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زعماء الدول العربية باعتزامه نقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى القدس في قرار يلغي سياسة أمريكية قائمة منذ عشرات السنين ويهدد بإثارة اضطرابات جديدة بالشرق الأوسط.

 

كان مسؤولون أمريكيون كبار قالوا إن ترامب سيعلن يوم الأربعاء على الأرجح الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بينما سيؤجل نقل السفارة من تل أبيب لمدة ستة أشهر رغم توقعات بأنه سيصدر أوامر لمساعديه بالبدء في التخطيط لمثل هذه الخطوة على الفور. لكن المسؤولين قالوا إنه لم يتخذ قرارا نهائيا بعد.

وتصديق واشنطن على زعم إسرائيل بأحقيتها بكل المدينة كعاصمة لها سيقضي على سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين والقائلة بأن وضع القدس يجب أن يحدد من خلال المفاوضات مع الفلسطينيين الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لبلدهم في المستقبل.

ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة.

وانضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان،الذين اتصل بهم ترامب، إلى قائمة الأصوات المعارضة التي حذرت من أن أي خطوات أمريكية أحادية بشأن القدس ستخرج جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة عن مسارها وتفجر اضطرابات بالمنطقة.

وفي المقابل، رحب وزير إسرائيلي كبير بقرار ترامب بشأن القدس وأكد أن إسرائيل مستعدة لأي اندلاع لأعمال عنف.

وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني ”تلقى الرئيس محمود عباس اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أطلع الرئيس، على نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس“.

وأضاف أبو ردينة قائلا إن عباس ”حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم“ وأنه ناشد أيضا البابا فرنسيس وزعماء روسيا وفرنسا والأردن بالتدخل.

وقال البيت الأبيض إن ترامب تحدث أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ولم يرد مكتب نتنياهو على طلب للتعليق.

وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب سيلقي كلمة يوم الأربعاء بشأن قراره بخصوص القدس. وأضافت ”الرئيس ثابت تماما في رأيه في هذه المرحلة“. ورفضت ذكر تفاصيل.

وقال الديوان الملكي الأردني إن ترامب اتصل هاتفيا بالملك عبد الله الثاني يوم الثلاثاء لإبلاغه نيته المضي قدما في قرار نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.

ونقل الديوان الملكي عن العاهل الأردني إبلاغه ترامب بأن هذا القرار ”سيكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وسيقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين“.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن يعتزم الدعوة لاجتماع طارئ للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي يومي السبت والأحد المقبلين لبحث كيفية مواجهة التداعيات ”الخطيرة“ لقرار ترامب.

وذكر بيان رئاسي بالقاهرة يوم الثلاثاء أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبلغ نظيره الأمريكي أنه لا داعي إلى ”تعقيد“ الوضع في الشرق الأوسط وذلك بعدما اتصل به ترامب للتحدث بشأن اعتزامه نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.

وقال البيان إن السيسي حذر ترامب من القيام بإجراءات من شأنها أن تقوض فرص السلام في الشرق الأوسط.

وقالت وكالة الأنباء السعودية ”أكد خادم الحرمين الشريفين لفخامة الرئيس الأمريكي خلال الاتصال أن أي إعلان أمريكي بشأن وضع القدس يسبق الوصول إلى تسوية نهائية سيضر بمفاوضات السلام ويزيد التوتر بالمنطقة“.

وأضافت أن العاهل السعودي شدد على دعم السعودية للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية وعلى ”أن من شأن هذه الخطوة الخطيرة استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم نظرا لمكانة القدس العظيمة والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين“.

ولم يذكر أي من بيانات الزعماء العرب هل حدد ترامب موعدا لنقل السفارة وهي خطوة أيدتها حكومات إسرائيلية متعاقبة.

لكن مسؤولين أمريكيين قالوا شريطة عدم نشر أسمائهم إن من المتوقع أن يوقع ترامب على وثيقة أمن قومي – كما فعل أسلافه – بالإبقاء على السفارة في تل أبيب لستة أشهر أخرى لكنه سيلتزم بالتعجيل بعملية النقل.

وقال مسؤول أمريكي إن إدارة ترامب ستحتاج إلى وقت للتغلب على مسائل لوجستية مثل توفير مبنى آمن للسفارة وتوفير مقرات لسكن موظفي السفارة في القدس.

ويبدو ترامب، الذي وعد خلال حملته الانتخابية الرئاسية العام الماضي بنقل السفارة إلى القدس ويتوقع أن يعلن عن ذلك في خطاب له الأربعاء، عازما على إرضاء القاعدة اليمينية المؤيدة لإسرائيل التي ساعدته في الفوز بالرئاسة.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حرب عام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم تحظ باعتراف دولي.

* خطأ جسيم

قال إسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلي الذي قابل مسؤولين أمريكيين في واشنطن الأسبوع الماضي في تصريح لراديو الجيش الإسرائيلي ”انطباعي هو أن الرئيس سيعترف بالقدس العاصمة الأبدية للشعب اليهودي على مدار ثلاثة آلاف عام عاصمة لإسرائيل“.

وعندما سئل هل تستعد إسرائيل لموجة عنف إذا اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل قال ”نحن مستعدون لكل خيار. أي شيء كهذا يمكن أن ينشب دوما. إذا قاد أبو مازن (عباس) (الأمور) في هذا الاتجاه إذا فإنه سيقترف خطأ كبيرا“.

وسعت جماعات إسلامية متشددة في السابق إلى استغلال الحساسيات الإسلامية بشأن القدس لتأجيج المشاعر المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل.

وهددت تركيا يوم الثلاثاء بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إذا أعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال مسؤولون أمريكيون بارزون لرويترز إن بعض المسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية يشعرون بقلق بالغ كذلك وحذرت السلطة الفلسطينية والسعودية وجامعة الدول العربية كذلك من أن مثل هذه الخطوة ستكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة.

ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي التكهن بما قد يقوله ترامب.

لكن إسرائيل كاتس لجأ إلى تويتر لانتقاد التهديد التركي وليؤكد موقف إسرائيل من المدينة القديمة، وهى واحدة من حجرات عثر عديدة تقف على مدى سنوات طويلة في طريق محادثات السلام مع الفلسطينيين.

وكتب كاتس يقول ”نحن لا نتلقى الأوامر أو التهديدات من الرئيس التركي“.

وقال مسؤول أمريكي إن التقدير الذي اتفقت عليه أجهزة المخابرات بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو أن ذلك يهدد بإثارة رد فعل قوي ضد إسرائيل وربما أيضا ضد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وقد تخرج جهود السلام الإسرائيلية-الفلسطينية عن مسارها تحت قيادة صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر.

وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء إن ”أي تصرف من شأنه تقويض“ جهود السلام الرامية لإقامة دولتين منفصلتين للإسرائيليين والفلسطينيين ”يجب تفاديه تماما“.

وقالت ”يتعين إيجاد سبيل من خلال المفاوضات لحل مسألة وضع القدس كعاصمة مستقبلية للدولتين“ مؤكدة على دعم الاتحاد الأوروبي لجهود كسر جمود محادثات السلام.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو جوتيريش حذر من ”أي تحرك أحادي قد يؤدي إلى تقويض حل الدولتين“.

وأضاف قائلا للصحفيين في نيويورك ”نعتبر دوما القدس قضية تخص الوضع النهائي وأنه ينبغي حلها عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين بناء على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة“.

وجددت الجامعة العربية والسعودية تحذيرات سابقة عقب بيانات من فرنسا والأردن في الفترة الأخيرة.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله