أما كتاب "لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟"، لمؤلفه الأمير شكيب أرسلان، وتقديم سامر عبد الرحمن رشواني، فقد صدر لأول مرة عام (1349هـ/ 1930م)، في وقت عصيب عقب انهيار الخلافة العثمانية، وخضوع معظم شعوب العالم الإسلامي تحت وطأة الاستعمار، محاولاً أن يجيب عن السؤال المرير ومعضلة المعضلات: لماذا تأخر المسلمون؟ وفي إجابته عن ذلك السؤال المرير، يرجع شكيب أرسلان (لبنان) تأخُّر المسلمين إلى مجموعة من الآفات والرذائل الخُلُقية والنفسية التي حاقت بهم؛ فتسببت في بتأخرهم وتخلفهم، كالكسل والجبن والبخل والخيانة وفقدان الحمية لنشر الدين وفساد الأخلاق واليأس والقنوط. ويضع المسلمين دومًا في مقابلة ومقارنة مع حال أجدادهم بالأمس، وحال الأوروبيين والأمريكيين واليابانيين اليوم. ويلحق بهذه الرذائل بعض الأسباب الفكرية كالجهل والعلم الناقص والجمود والجحود. ملخصًا جوابه في أن المسلمين ينهضون بمثل ما نهض به غيرهم، وأن الواجب على المسلمين لينهضوا ويتقدموا كغيرهم من الأمم المتقدمة؛ أن يجاهدوا بالمال والنفس.
وكتاب "المدنية الإسلامية" تأليف شمس الدين سامي فراشري وإعداد محمد الأرناؤوط. طُبع لأول مرة عام (1296هـ/ 1879م) باللغة التركية في إسطنبول، وتلك هي أول ترجمة عربية له. جاء صدوره في وقت عصيب؛ ليشحن القُراء- آنذاك- بالأمل في نهضة جديدة، بإطلاعهم على ما وصل إليه المسلمون من مدنية على مستوى العالم بفضل اهتمامهم بالعلم والمعرفة، في الوقت الذي كان ينبهر فيه البعض بالمدنية الأوروبية الحديثة التي أخذت تسيطر على العالم بآلتها العسكرية، وتأكيده على أن المسلمين يمكن بذلك الطريق نفسه أن يستعيدوا مشاركتهم في المدنية الحديثة. يركز شمس الدين سامي فراشري على "المدنية الإسلامية" وإسهاماتها على المستوى العالمي في كل المجالات العلمية، وأن "المدنية الأوروبية الحديثة" قامت بالاستناد إلى "المدنية الإسلامية"، ولم تنشأ مباشرة من "المدنية اليونانية القديمة". كما يُلحّ على: إعلاء قيمة الإنسان والعقل، وأن الإسلام ليس دين عنف، ولم ينتشر بالسيف، ولا يتعارض مع العلم والحقيقة والحياة، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمدنية. وأن التمدّن لا يبدأ من فراغ ولا يختص بشعب؛ بل هو حصيلة التراكم البشري.
أما كتاب "المدنيَّة والإسلام" فهو تأليف محمد فريد وجدي وتقديم معتز شكري، طُبع لأول مرَّة في عام (1316هـ/ 1898م) تحت عنوان: "تطبيق الديانة الإسلامية على النواميس المدنية"، ثم أعاد المؤلف طباعته عام (1322هـ/ 1904م) تحت عنوان "المدنية والإسلام"، ويعد من أهم أعمال المفكرين المسلمين دفاعًا عن علاقة الدين بالمدنية. ينطلق محمد فريد وجدي في موقفه من مسألة الدين والمدنية من فكرة أن كلَّ تقدُّم يحصل في العالم، وكلَّ خطوة تخطوها العقول في سبيل الكمال ليس إلا تَقرُّبًا إلى الإسلام، وأن الإسلام فتح باب الارتقاء الرُّوحي ووسَّع مداه، كما فتح باب الارتقاء الماديِّ، فلم يُحرِّم علمًا نافعًا، ولم يضع للعلوم حدودًا. ويسعى الكتاب لإثبات أن المسلمين أضاؤوا للبشرية أنوار المدنية، وأسَّسوا أركان العدل والإنسانية في جميع أرجاء الكرة الأرضية، وسادوا أغلب ممالكها بالعدل وحينما كانت دولتهم دولة العالم بأسره، كان غيرهم يعيش في جهل وضلال.
وتتضمن إصدارات المشروع كتاب "وجهة العالم الإسلامي" للمؤلف مالك بن نبي، وتقديم عمار الطالبي. طُبع لأول مرة بالفرنسية عام (1374هـ/ 1954م)، وتُرجم للعربية ونُشر عام (1379هـ/1959م). سلك مالك بن نبيّ فيه منهجًا تحليليًّا نقديًّا لحركتين رئيستين في العالم الإسلامي، هما: الإصلاح والحداثة، ورغم أنه كان إصلاحيًّا حادًّا كما يصف نفسه، فإنه انتقد الحركة الإصلاحية، وبنى نقده للحركة ومنهجها على أن المشكلة ليست في أن نعلِّم المسلم عقيدة يملكها، وإنما أن نردّ لهذه العقيدة فاعليتها وتأثيرها الاجتماعي.كما انتقد الحركة الحداثية ونُخبتها التي تريد أن تجدد على النمط الغربي؛ ورأى أنهم لا يرون الحضارة الغربية في نشأتها وتطورها، وإنما يرونها في مظاهرها السطحية، فالحضارة ليست تكديس منتجاتها واستهلاكها، وإنما هي إرادة وبناء وتخطيط، وخطأ الحداثيين أنهم لم يصلوا إلى أصول الفكر الغربي، ليصبح مصدر إلهام، لا مصدر تقليد انبهاريّ يَشلّ طاقة الإبداع والتغيير؛ ومن ثم أصبح العالم الإسلامي "مستهلكًا" لمنتجات الحضارة الغربية، لا مُتجهًا إلى سبل إبداعها وإنتاجها. ويرى أنه كي يقوم العالم الإسلامي بدور فعال في حركة التطور العالمي، ينبغي له أن يعرف مجريات العالم وواقعه، وأن يعرّف الآخرين بنفسه، فيُقوِّم قيمه الذاتية بفعالية وإيجابية، إلى جانب تقويمه لقيم الآخر.
وكتاب "طلعــة الشمـس" (شرح شمس الأصول) للمؤلف: نور الدين عبد الله بن حميد السالمي وتقديم عبد الله ربيع، فقد طُبع لأول مرَّة عام (1317هـ/ 1899م)، لم يقتصر فيه الإمام نور الدين السَّالمي على استيفاء مباحث أصول الفقه لدى شيوخ المذهب الإباضي؛ بل قارن تلك الأصول بأصول المذاهب الفقهية الأخرى، وأضاف لذلك تعليقات مستنيرة ومستفيضة. تميَّز بالعودة إلى سائر المصادر، مع نسبة الأقوال إلى أصحابها رغم كثرتها، ولم يقتصر على مجرد النقل، بل كان يرجِّح ما يراه راجحًا في عبارة سهلة لا غموض فيها، دون تعصب لأحد من العلماء الأصوليين. كما تميز بتوضيح كثير من مصطلحات أهل العلم في كتاباتهم ومؤلفاتهم، وعدم الخضوع للتقليد المذهبيِّ المقارن؛ إذ قد يصل الشيخ لرأي ما، ذكره السابقون؛ فلا يتردد في الأخذ به لقوته وصحته، كما اشتمل على تحقيقات وانفرادات في بعض المسائل الأصلية والفرعية، وتحرير محل النزاع، كلما احتاج الأمر ذلك.
أما كتاب "أدب الطلب ومنتهى الأرب" فهو تأليف محمد بن علي الشوكاني وتقديم سعيد إسماعيل علي. انتهى الشـوكاني من تأليف هذا الكتاب منــذ نحـو مائتي عام، وطُبــع لأول مرة عــام (1399هـ/1979م)، وهو واحد من أهم وأشهر المؤلفات التي حفل بها التراث الإسلامي في مجال التعليم والمتعلمين. يتناول بالتفصيل الركنين الأساسيين لطلب العلم: الركن الأول أدب النفس وتربيتها، ويشتمل على أمهات الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم، والأخلاق التي يجب أن يتخلى عنها، مثل: التعصب أو التقليد غير المستند إلى الأدلة والأسباب. أما الركن الثاني فهو أدب الدرس والتحصيل العلمي، ويخضع لمنهج متكامل يبدأ بعلوم الآلة كالنحو والصرف والبلاغة والمنطق ومصطلح الحديث وأصول الفقه، وينتهي بالمقاصد كأصول الدين والتفسير وعلم الحديث والفقه. كما يتضمن الكتاب كثيرًا من الخبرات العملية والتجارب الواقعية التي مر بها المؤلف في رحلته مع العلم، طالبًا متعلِّمًا، وعالمًا معلِّمًا.
وكتاب "الإسلام في نيجيريا والشيخ عثمان بن فوديو الفلاني" تأليف آدم عبد الله الإلوري وتقديم عبد الحفيظ أولادوسو. طُبع لأول مرة عام (1369هـ/1950م) لأجل سدّ الفراغ في المكتبات عن الإسلام في إفريقيا، وخاصة بلاد السودان الغربي أو بلاد "التكرور" -نيجيريا- التي دخلها الإسلام منذ نحو ألف سنة مضت، لتصبح جزءًا من العالم الإسلامي، ومنطقة ذات ثقافة مكتملة وحضارة مزدهرة. ولكنها انطوت منذ عصور في زوايا المجاهيل من أثر ما أصابها من تدهور وانحطاط وحروب؛ فجاء الكتاب ليكشف اللثام عن هذه الجهات المجهولة، ويثلج بعض الصدور الغليلة. ويبيِّن الدور والنقلة اللتين أحدثهما الإسلام في نيجيريا منذ دخوله تلك البلاد، وتاريخ ذلك وتأثيره على حياة الناس ومعيشتهم وثقافتهم. كذلك يتناول الكتاب دور واحد من أبرز مُصلحي هذه المنطقة ألا وهو الشيخ عثمان بن فوديو الفلاني وآثاره الإصلاحية، والذي يعتبر المؤلف امتدادًا لمدرسته.
أما كتاب "أم القرى" فهو تأليف السيد الفراتي (عبد الرحمن الكواكبي) وتقديم فاطمة حافظ. طُبع لأول مرة عام (1317هـ/1899م). تتلخص فكرته في تخيل مؤلفه عبد الرحمن الكواكبي انعقاد مؤتمر إسلامي جامع بمكة المكرمة على هامش شعائر الحج عام (1316هـ/1898م) بحضور ثلاثة وعشرين من المفكرين والمصلحين، تم اختيارهم بحيث يمثلون العالم الإسلامي شرقه وغربه، شماله وجنوبه؛ بدعوة من "السيد الفراتي"؛ وذلك لمناقشة قضية أسباب "الفتور العام" الذي سيطر على العالم الإسلامي، وكيف يمكن التخلص منه. وفصول الكتاب عبارة عن سجل مفصل لاجتماعات هذه الجمعية التي عُرفت باسم "أم القرى"، والتي استغرقت أسبوعين كاملين. وحاول الكواكبي في كتابه هذا وكتابه الآخر "طبائع الاستبداد" الإجابة عن الإشكالية المزدوجة التي طُرحت في زمنه، وحاول معاصروه من النهضويين الإجابة عنها، ألا وهي: لماذا تأخر المسلمون؟ وكيف يمكن أن ينهضوا مجددًا؟ وخلال مقاربته قدم الكواكبي أفكارًا ملهمة بحق ليس لأبناء جيله فحسب؛ بل للأجيال اللاحقة التي لم تتوقف عن قراءة كتابيه؛ بحثًا عن حل لتلك الإشكالية التي لم تزل قائمة منذ ذلك الحين.
ويضم كتاب "تجديد الفقه ونصوص أخرى" للمؤلف محمد بن الحسن الحَجْوي، وهو تقديم سعيد بن سعيد العلوي، أربعة نصوص إصلاحية، صدرت في بدايات القرن الماضي لمحمد بن الحسن الحَجْوي، وهو أحد أعلام النهضة في بلاد المغرب العربي، وصاحب كتاب "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي" الذي اقترن اسمه به، والذي سلك فيه مسلكًا نهضويًّا، واستلهم فيه النظرية الخلدونية في الأطوار الأربعة (النشأة، الشباب، الكهولة، الهرم). وهذه النصوص هي: "تجديد الفقه"، و"تعليم الفتيات لا سفور المرأة"، و"النظام في الإسلام"، و"التعاضد المتين بين العقل والعلم والدين". إن قراءة هذه النصوص تجعلنا أمام صورة عجيبة ومثيرة، بل نادرة من حيث الوعي بها، تلك هي صورة الفقيه التاجر، التي يتجاور فيها السلفي "المتنور" مع الليبرالي المتمسك بالفكر "السلفي".
أما كتاب "الحضارة الإسلامية" للمؤلف أحمد زكي وتقديم عصمت نصار، فقد طُبع لأول مرة عام (1327هـ/1909م)، وتكشف هذه الدراسة عن باكورة الدراسات المصرية الحديثة عن الحضارة الإسلامية، التي ألقيت على طلاب الجامعة الأهلية عام 1909م، وكانت ترمي إلى ضرورة إعمال العقل النقدي في الموروث الثقافي، لتخليصه من آفات التحريف والاختلاق والتزييف والقصص الخرافي، وإثبات الحقائق من الوقائع والواقعات من جهة، واستلهام الأسس والمناهج والآليات التي كانت وراء سطوع نجم الحضارة العربية الإسلامية، واستنباط علل أفولها من جهة أخرى. كما تُفصح الدراسة عن عبقرية الأستاذ أحمد زكي (باشا) والذي لُقِّب بشيخ العروبة، ودوره الرائد في تحقيق التراث العربي الإسلامي، ومنهجه التوفيقي بين الأصالة والمعاصرة، والأنا والآخر، ودعوته الصادقة إلى تجديد الخطاب الإسلامي، وتحديث المشروع الحضاري للأمة العربية.
وكتاب "الرسالة الخالدة" هو تأليف عبد الرحمن عزام وتقديم: عصمت نصار، طُبع لأول مرة عام (1365هـ/1946م)، وتُعد هذه الدراسة من أهم المؤلفات العربية الحديثة، التي عبَّرت بمنحى موضوعي عن حقيقة الخطاب السياسي الإسلامي، الجامع بين الثوابت العقدية التي لا يمكن التفريط فيها ولا تبديلها في المجتمعات الإسلامية، والمتغيرات الحضارية التي يجب الأخذ بها لتجديد وتحديث المشروع الإسلامي، على نحو يمكنه من قيادة العالم وتحقيق العدالة والأمن والسلام العالمي. كما تكشف كذلك عن أصالة أفكار عبد الرحمن عزام وطرافة نهجه في المصالحة بين القديم والجديد، وصدق جهاده وكفاحه في مناصرة الحركات التحررية في العالم العربي، وجهوده في تأسيس الجامعة العربية، ودعوته لإنشاء منظمة أو اتحاد للأمم الإسلامية. وقد أثرت آراء المؤلف في الدوائر البحثية المعنية بالفكر الإسلامي في الشرق والغرب، وتُرجمت هذه الرسالة إلى العديد من اللغات، وطُبعت عدة طبعات.
ويضم المشروع كتاب "مسألة الخلافة وجزيرة العرب" للمؤلف أبو الكلام آزاد وترجمة وتقديم: مصباح الله عبد الباقي، طُبع لأول مرة باللغة الأردية عام (1338هـ/1920م)، وهو من تأليف العلامة الهندي أبي الكلام آزاد، ويتناول واحدة من القضايا الكبرى التي شغلت بال المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين منذ بدايات القرن الماضي، ويقدم العديد من الأطروحات والمناقشات حولها، رابطًا بين هذه القضية والجامعة الإسلامية ومقاومة الاستعمار. وبالإضافة إلى مسألة الخلافة ركز المؤلف على أهمية بقاء الجزيرة العربية أرضًا إسلامية بحتة، بعيدة كل البعد عن سيطرة غير المسلمين؛ لتوفر أساسًا آخر لوحدة الأمة.
وحرصًا من مكتبة الإسكندرية على تقديم روائع الفكر الإسلامي المعاصر للباحثين والمثقفين يسعدها أن تقدم أول ترجمة عربية كاملة للكتاب؛ حيث لم يسبق أن نقل إلى العربية إلا جزء يسير منه، ترجمه الشيخ عبد الرزاق المليح؛ أحد تلاميذ أبي الكلام آزاد، ونشره السيد رشيد رضا في مجلة المنار، (وهو ملحق بهذه الطبعة).
أما كتاب "النبأ العظيم (نظرات جديدة في القرآن)" فهو تأليف محمد عبد الله دراز وتقديم مجدي محمد عاشور. طُبع لأول مرة عام (1352هـ/ 1933م)، ويُعَدُّ الكتاب علامةً بارزةً وفارقةً في تقديم منهج جديد لتفسير كتاب الله، مِن عالِم جمع بين علوم التراث وعلوم العصر واشتباكاتها بالواقع؛ والدكتور دراز في هذا يشكل امتدادًا لمدرسة الإمام محمد عبده ومشروعه الفكري.وظهر إبداعه الفريد في إحياء مباحث من علوم القرآن الكريم بتناول جديد في المنهج وإن كان قديمًا في الموضوع، خاصة المتعلق منها بوجوه الإعجاز اللغوي، والإعجاز البياني، والإعجاز العلمي، والإعجاز التشريعي الإصلاحي الاجتماعي. وجاء تفسيره لسورة البقرة في ختام الكتاب كنموذج تطبيقي لمنهجه في التفسير، منطلِقًا في هذا من الوحدة الموضوعية، لتجلية الهداية القرآنية، مع بيان سنن الله في الكون والإنسان والحياة.
وكتاب "الدين والوحي والإسلام" فهو تأليف مصطفى عبد الرازق وإعداد عصمت نصار. طبع لأول مرة عام (1364هـ/ 1945م)، وفيه يُقدم الشيخ مصطفى عبد الرازق تحليلا لُغويًّا واصطلاحيًّا وسياقيًّا لثلاثة ألفاظ ومصطلحات طالما استخدمناها في حياتنا الثقافية العامة ومصنفاتنا العلمية، ألا وهي: الدين، والوحي، والإسلام. ولم يقف المؤلف عند ضبط وتحديد المعاني بل ذهب إلى أبعد من ذلك؛ حيث ناقش العديد من القضايا التي أثارها الباحثون حول طبيعة العلاقة بين الدين والعلم والفلسفة، وطبيعة الوحي والإعجاز المعرفي الإلهي، ثم طبيعة الإسلام بوصفه الرسالة الخالدة التي تستوعب الجميع جنسًا ونوعًا ومعتقدًا. متناولا هذه القضايا بأسلوب مبسط ورؤية نقدية متجردة، مرجحًا ومستشهدًا بآيات من القرآن الكريم، وبأقوال المفسِّرين واللغويين والمتكلمين. والكتاب في بابه يُعدّ من أندر الكتابات الفلسفية المبكرة التي أثَّرت في معظم تلاميذ الإمام مصطفى عبد الرازق من المشتغلين بالفلسفة في العالم العربي، بالإضافة إلى كونه من بواكير الردود العلمية على بعض كتابات المستشرقين.
وتضم الإصدارات أيضًا كتاب "النسائيات" لملك حفني ناصف، وهو تقديم منى أحمد أبو زيد. طبع الجزء الأول منه لأول مرة عام (1328هـ/1910م) في حياة مؤلفته باحثة البادية ملك حفني ناصف، وأضيف الجزء الثاني عام (1343هـ/1925م) بعد وفاتها. ويضم الجزء الأول مجموعة من المقالات الـتي نـشرتها باحثـة الباديـة في صـحيفة الجريـدة، حول قضايا اجتماعية عديدة ومتنوعة، منها ما يتعلق بقضية المـرأة مباشـرة، ومنـها مـا يتطـرق إلى الوضـع الاجتماعي العام؛ ومن ثم فهي تناقش قضايا الحجاب والسفور والـزواج والطـلاق والعلاقـة بـين الـزوجين، وما يتفرع عنها من أمور قانونية واجتماعية ونفسية، كذلك قضايا تربية المـرأة وتعلـيمها مـع عقـد المقارنـات بين المرأة الشرقية والغربية، كما تتطرق إلى نقد بعض السلوكيات الاجتماعية مـن قبيـل التكلـف والمغـالاة والإيمان بالخرافات وتقليد العوائد الغربية. أما الجزء الثاني فيضم مجموعة من المكاتبات بينها وبين الأديبة مي زيادة، بالإضافة إلى فعاليات ندوة مرور سبع سنوات على رحيلها. وقد أسهمت مقالات هذا الكتاب بصورة كبيرة في تطور الصحافة النسائية، كما أرَّخت لبدايات النهضة النسائية التي كتبت بأقلام سيدات مصريات في العصر الحديث.
أما الجزء الأول من كتاب "في الفلسفة الإسلامية .. منهج وتطبيقه"، تأليف إبراهيم مدكور وتقديم منى أحمد أبو زيد. طبع لأول مرة عام (1366هـ/1947م). وهو من أهم المؤلَّفات الرائدة خلال النصف الأول من القرن العشرين في حقل الفلسفة الإسلامية وتاريخها. مؤلِّفه هو الدكتور إبراهيم بيومي مدكور؛ أحد أهم الرواد العرب في دراسة الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث. أصل هذا الكتاب فصول متتابعة نُشرت في مجلة "الرسالة". رسم المؤلف فيه منهجًا لدراسة الفلسفة الإسلامية، ثم طبقه تطبيقًا كاملًا على ثلاث من نظرياتها الكبرى، هي: نظرية السعادة، ونظرية النبوة، والنفس وخلودها. دَرَس المؤلف هذه النظريات أولاً في بيئتها وظروفها الخاصة، وشرحها على لسان القائلين بها، ثم ربطها بما سبقها من أشباه ونظائر، وبيَّن ما لها من أثر في الفلسفات اللاحقة التي تمتد إلى العصر الحديث.
أما الجزء الثاني فقد طبع لأول مرة عام (1396هـ/1976م). وهو مع الكتاب الأول من أهم المؤلَّفات الرائدة في القرن العشرين، في حقل الفلسفة الإسلامية وتاريخها. مؤلِّفه هو الدكتور إبراهيم بيومي مدكور؛ أحد أهم الرواد العرب في دراسة الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث. وهو تكملة للكتاب الأول والذي رسم المؤلف فيه منهجًا لدراسة الفلسفة الإسلامية، ثم طبقه تطبيقًا كاملًا على ثلاث من نظرياتها الكبرى، وهي: نظرية السعادة، ونظرية النبوة، والنفس وخلودها. درس هذه النظريات أولاً في بيئتها وظروفها الخاصة، وشرحها على لسان القائلين بها، ثم ربطها بما سبقها من أشباه ونظائر، وبيَّن ما لها من أثر في الفلسفات اللاحقة. وفي هذا الكتاب (الثاني) أضاف المؤلف قضيتين، هما: الألوهية، وحرية الإرادة، بالإضافة إلى دراسته لتاريخ الفلسفة الإسلامية وخصائصها، وموقف المستشرقين منها، والدفاع عنها ضد منتقديها من الشرق والغرب.
جدير بالذكر أن الكتيب إشراف الدكتور إسماعيل سراج الدين، رئيس التحرير ومدير المشروع الدكتور صلاح الجوهري، سكرتير التحرير الأستاذة ألفت جافور، وتضم اللجنة العلمية الدكتور محمد عمارة، الدكتور محمد كمال الدين إمام، الدكتور صلاح الجوهري، الدكتور إبراهيم البيومي غانم، والدكتورة منى أبو زيد.