تونس/لندن “المسلة” …. وصلت اليوم الثلاثاء أولى رحلات توماس كوك لتونس في ثلاثة أعوام وعلى متنها 220 سائحا بريطانيا مما يجعلها أول شركة سياحة بريطانية كبرى تستأنف عملياتها هناك منذ أن قتل مسلح متشدد 30 بريطانيا على شاطئ فندق بسوسة في 2015.
ومن شأن استئناف توماس كوك رحلاتها إعطاء دفعة قوية لقطاع السياحة فى تونس الذي بدأ بالفعل في التعافي مع تحسن ملحوظ في الإيرادات وعدد الزائرين خلال عام 2017.
واستقبل مطار النفيضة تونس الواقع بالقرب من منتجع سوسة الفوج السياحي البريطاني يوم الثلاثاء.
تنظيم الدولة الإسلامية
كان الهجوم، الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، دفع بريطانيا إلى إصدار تحذير بشأن جميع الرحلات إلى تونس باستثناء الرحلات الضرورية، ومن ثم ألغت شركات السياحة الكبرى جميع برامج قضاء العطلات هناك.
تخفيف التحذير
لكن وزارة الخارجية البريطانية خففت تحذيرها العام الماضي. وقالت مجموعة توي، منظمة الرحلة التي سقط ضحايا فيها، الشهر الماضي إنها تخطط لعرض قضاء العطلات في تونس من جديد بداية من مايو أيار.
وفي 2017 نمت عائدات السياحة بنحو 18 بالمئة وبلغت 2.8 مليار دينار وقفز عدد الوافدين على تونس من 5.7 مليون زائر في 2016 الى سبعة ملايين سائح في عام 2017.
وتواصل المنحى التصاعدى مع بداية 2018 حيث ارتفعت الإيردات في شهر يناير كانون الثاني 2018 بنسبة 15.7 بالمئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي لتصل إلى 150 مليون دينار.
كاملة العدد
وقالت توماس كوك إن رحلاتها الثلاث إلى مطار النفيضة التونسي يوم الثلاثاء كانت محجوزة بالكامل. وستنظم الشركة ثلاث رحلات طيران أسبوعية بما يسمح للبريطانيين بالانضمام إلى زبائن الشركة من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا الذين ظلوا يزورون تونس خلال العامين الأخيرين.
وقُتل 38 شخصا في المجمل خلال إطلاق النار الذي وقع في يونيو حزيران 2015 بمدينة سوسة الواقعة على بعد 140 كيلومترا جنوبي تونس العاصمة.
وقالت جوليا، وهي إحدى السائحات البريطانيات، لرويترز ”إنه شعور مذهل أن أعود لهذا البلد الرائع… سأزور سوسة من جديد ولست خائفة. أتطلع إلى قضاء عطلة ممتعة مع زوجي من جديد في تونس وأنا سعيدة بهذا الاستقبال الرائع“.
وقال بيتر فانكهاوزر الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك إن الشركة فعلت كل ما بوسعها فيما يتعلق بموضوع الأمن.
قرار
وأبلغ فانكهاوزر راديو هيئة الإذاعة البريطانية في وقت سابق من اليوم الثلاثاء قائلا ”سيكون من الحماقة أن أقول إن أي وجهة آمنة مئة بالمئة لكن ما يمكنني قوله هو أننا تريثنا في اتخاذ القرار بإعداد برنامجنا“.
وقال المدير العام بديوان السياحة ناجي عثمان لرويترز “عودة توماس كوك رسالة جيدة لكل السياح في العالم بأن تونس آمنة بشكل جيد من جديد.
نحن سعداء برؤية السياح البريطانيين يعودون ل تونس بعد توقف ثلاث سنوات. إنها سوق مهمة للغاية… هذه العودة تبنئ بموسم سياحي جيد للغاية“.
وتقول شركة توي أيضا إن قرارها باستئناف الرحلات ل تونس هو نتاج لعودة الإقبال.
وقال الرئيس التنفيذي فريدريك يوسن بعد أن أعلنت الشركة نتائج الربع الأول ”فتحنا الوجهة لأن هناك طلبا. هذا واضح جدا“.