الرياض "المسلة" ….. تشهد الفعاليات التراثية المقامة حالياً بساحة جناح الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمهرجان الجنادرية (واحة السياحة والتراث) والتي يتم تنظيمها بإشراف الهيئة، اقبالاً كبيراً من زوار المهرجان، حيث تأتي فعالية العرضة النجدية التي يشارك فيها عدد من الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية في مقدمة الفعاليات التي اجتذبت الجمهور منذ انطلاقة المهرجان والأيام التالية، وأصبحت الأسر الزائرة تحرص على مشاركة أطفالهم بتعليمهم العرضة النجدية.
وقال قائد فرقة صدى الحزم، الشاعر حسن مرزوق أبو زميِّم الدوسري، إن الفرقة تقوم وبتوجيه واشراف الهيئة باستقبال الأطفال المرافقين لعائلاتهم، وتدريبهم على فنون العرضة وشرح أدواتها ومستلزماتها للأطفال وتعليمهم استخدامها، الأمر الذي يتوافق مع رؤية وحرص الهيئة على تعزيز الحس الوطني وتنمية مفهوم التراث وحبه لدى النشء (أطفال اليوم، رجال المستقبل).
وأضاف: لم نجد صعوبة في تعليم الأطفال أساليب الأداء والتعامل مع أدوات العرضة وفلكلورها الشعبي، مبيناً أن أغلبية الأطفال يعرفون عن تراث أجدادهم كثيرا من المعلومات، وهذا يعود إلى دور الأسرة في غرس هذه المفاهيم.
وأوضح أبو زميِّم أن أول خطوة قبل التدريب تبدأ بتعليم الأطفال ترديد نداء المحوربة المعروف والذي يهدف لجمع الناس وإخبارهم أن هناك أمرا مهما يتطلب النجدة والمناصرة، والمشاركة فيه، سلما وحرباً، ثم بعد ذلك يتم تعليم الأطفال أدوات العرضة ومستلزماتها مثل وضع المجند والخنجر، والبندقية ولبس المرودل ( الثوب ).
وذكر مرزوق الزميِّم أن الفرقة قامت بإتاحة الفرصة للمشاركة والتدريب لأكثر من (200) طفلاً منذ انطلاقة المهرجان بواقع (20) طفل يومياً، وقال إن الإقبال يتزايد يوما بعد يوم، على هذه الفعالية، مشيراً إلى أنه التمس رغبات الأطفال وتجاوبهم مع التراث بشكل كبير، مما يشير إلى أن الجيل القادم سيكون أكثراً وعياً والماما بتراثه وقيمه الحضارية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
ومن جانبهم عبر عدد من الأطفال عن سعادتهم بالمشاركة في رقصة الحرب وإتاحة الفرصة لهم للتدريب على أدائها والتعامل مع أدواتها المختلفة، وقدموا شكرهم للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تهيئة هذه الفرصة لهم، متمنيين أن تستمر الجنادرية ويتاح إليهم مزيد من الفرص لمعايشة تراثهم والتعرف عليه.
وفي السياق ذات زارت أعداد كبيرة من الأطفال جناح الهيئة واطلعوا على محتوياته التي تعرف بالتراث وتعمق مفهومه لديهم مشيدين بممارستهم لعدد من الألعاب التي وفرها لهم الجناح مما ضاعف المتعة والإثارة لديهم.
ويقول الطفل فيصل عبدالله إن هيئة السياحة أتاحت له لأول مرة بأن يرى فضلا عن المشاركة في العرضة النجدية، والتي كان أقصى طموحه أن يراها في التلفاز، معتبراً أنه شعر بإثارة كبيرة وسعادة فور سماعه وترديده أشعار العرضة لأول مرة والتقاط أهله عدد من الصور له وهو يقف في صف أداء العرضة.
أما الطفل عبدالعزيز العنزي فيتحدث وهو يرسم الابتسامة على محياه بأن ارتداءه زي العرضة "الصاية" والتلويح بالسيف والرقص به، تعتبر مكافأة نالها من ذويه فور موافقتهم على المشاركة فيها، مؤكداً بأنه سيحثهم على القدوم أكثر من مرة خلال الأيام المقبلة وحتى انتهاء الجنادرية لحرصه على اغتنام فرصة تعلم العرضة النجدية، وأن يشارك مستقبلا في إحدى فرق العرضة أو أن يؤسس إحداها.
يشار إلى أن واحة السياحة والتراث تضم عدداً من الأقسام من بينها، مرسم الطفل، وقاعة العروض المرئية، والشاشات التفاعلية، وشاشات التواصل الاجتماعي، وشاشة العروض، بالإضافة إلى أبرز مشروعات الهيئة في مجال التراث الوطني، وعروض برنامج عيش السعودية الذي تنفذه الهيئة لطلاب المدارس بالتعاون مع وزارة التعليم.
وقد حرصت الهيئة على استخدام التقنية التفاعلية الحديثة في (واحة السياحة والتراث) وتعتزم استكمالها في مرحلتها الثانية العام القادم إن شاء الله.
ومما تجدر الإشارة إليه أن الأنشطة التفاعلية الخاصة بالطفل تهدف إلى تعميق الارتباط بالتراث الوطني وفق أساليب ترفيهية، حيث يتكامل هذا الهدف مع قاعة متكاملة لعرض الأفلام القصيرة الفائزة بمسابقة ألوان السعودية والتي انتجتها مواهب سعودية شابة عن مناطق المملكة.
وتتكون واحة السياحة والتراث من عدة عناصر هي صالة عرض مغطاة، مناطق احتفالات خارجية مفتوحة ومدرجات ونوافير، قاعة العرض التلفزيوني، أركان الرعاة بإجمالي مساحة (3.040م2) متر مربع، كما تضم الواحة ثلاثة محاور رئيسة هي: محور الآثار والتراث الحضاري، محور التراث العمراني، محور السياحة.