بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
كما هو معتاد حدوثه منذ تأسيسها عام ١٩٦٦.. تواصل نمو الإقبال علي المشاركة في »بورصة برلين» أضخم وأشهر حدث سنوي للتسويق والترويج السياحي. وفقا لما جاء في التقرير الختامي لفعاليات البورصة ارتفع النمو في أعداد الأجنحة والمشاركين والزوار بنسبة خمسة في المائة.
هذه الزيادة تأتي مواكبة للنمو الذي تشهده حركة السياحة العالمية كأحد أهم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في العالم. إحصائية منظمة السياحة العالمية أشارت إلي هذا التطور الإيجابي في أنشطة صناعة الأمل علي مستوي العالم. إنها تتضمن اقدام ما يزيد علي المليار و٢٠٠ مليون سائح برحلات ترويحية وثقافية وعلاجية حول العالم. ما تحقق من وراء هذه الرحلات يزيد علي التريليون و٢٠٠مليار دولار عائدا للدول السياحية علي مستوي العالم.
> > >
علي ضوء هذه الأرقام الموثقة وإستنادا لمساهمة المشاركة في بورصة برلين من جانب الدول والمنشئات السياحية والفندقية من كل دول العالم.. يتعاظم الدور الذي تقوم به البورصة. إنها أصبحت وسيلة فاعلة للقاءات والاتصالات وعقد الصفقات حول تنظيم الرحلات السياحية لصالح اقتصاديات دول العالم.
إن أهميتها الاجتماعية تتمثل فيما توفره من فرص عمل واسعة تساهم في تنمية واستقرار المستويات المعيشية داخل المجتمعات. في نفس الوقت فإن لها دور غاية في الأهمية في دعم العلاقات الثقافية والانسانية بين الدول والشعوب. إنها أيضا تعد مصدرا مهما وأساسيا في زيادة دخل الدول من العملات الأجنبية التي تحتاجها لصالح استقرارها الاقتصادي. هذه الحقيقة أكدها ما أدي إليه الانحسار السياحي في مصر الذي حدث بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ بتأثيراته القوية علي أحوال مصر الاقتصادية والاجتماعية.إن الارتفاع في معدلاتها تنسحب فوائده علي قطاعات واسعة في المجتمع المصري إلي جانب استخدام إيراداتها بالعملات الأجنبية لسد إحتياجاتنا الأساسية.
> > >
التقرير الختامي لبورصة برلين والذي يتولي إعداده وإصداره مجموعة من الخبراء المتخصصين يعد ترمومترا وتوثيقا للحالة السياحية علي مستوي العالم. يأتي ذلك إعتمادا علي ما تم بين رجال الأعمال السياحيين داخل البورصة إلي جانب البيانات التي تصدر من المنظمة العالمية للسياحة فإن مسئوليها متواجدين بشكل أساسي إلي جانب العشرات من مسئولي الملف السياحي في دول العالم.
التقرير يعتمد علي نتائج فعاليات البورصة التي كان افتتاحها يوم ٦مارس وحتي يوم ١٢ مارس. أشار الي ما شهدته البورصة من فاعليات مهنية الي جانب الانجازات الاقتصادية. اهتم بتسليط الأضواء علي العديد من الأنشطة المهمة التي ساهمت وتساهم في النمو السياحي. شمل ذلك النمو الذي شهدته السياحة العلاجية والاستشفائية. هذا النشاط السياحي الواعد كان من أهم الموضوعات في الندوات وورش العمل التي تم تنظيمها. تضمن التقرير أيضا أن صناعة السفر التي هي محور الحركة السياحية.. في حالة انتعاش.
أشار التقرير إلي تعاظم الشعور بالتفاؤل تجاه المزيد من التقدم السياحي. ركز علي ما يلقاه السوق الصيني من اهتمام نتيجة تواصل إرتفاع معدلات سفر الصينيين للسياحة. يأتي ذلك إستنادا إلي النجاح والنمو الاقتصادي اللذين يشهدهما الاقتصاد الصيني وهو ما ينعكس علي امكانيات المواطنين ماديا.
> > >
كم أرجو من الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة إقدامها علي تشكيل لجنة من المتخصصين وخبراء السياحة علي المستوي الرسمي والخاص لبحث ودراسة ماجاء في هذا التقرير الختامي لبورصة برلين. يمكن من خلال ما تتوصل إليه هذه اللجنة من بحث ودراسة وتوجهات وإتجاهات بشأن مسيرة الحركة السياحية العالمية.. تحديد أوجه تحركنا لتعظيم الفائدة التي يمكن أن تعود علينا.
علي وزارة السياحة أن تقوم بتعميم وتوزيع ما تتوصل اليه هذه اللجنة علي جميع العاملين والمهتمين بصناعة السياحة. مثل هذه الخطوة تتماشي مع ما أعلنته عن نيتها هيكلة النشاط السياحي هذا يعني أن يعتمد النشاط السياحي علي الأسس العلمية والمهنية الصحيحة والسليمة بعيدا عن »الفهلوة» القائمة علي مبدأ اخطف وإجري. المطلوب استثمار حقيقي لمعطيات المشاركة المصرية.. في بورصة برلين.