القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى …. رصدت دراسة أثرية جديدة للدكتورة شيماء سيد محجوب إخصائى ترميم آثار بمنطقة آثار الفيوم أهم النباتات البرية التي تنمو بالمواقع الأثرية وكيفية معالجتها والقضاء عليها .
ويشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان من خلال الدراسة إلى أن أهم النباتات التى تنتشر بين المواقع الأثرية وتضر بها هى حشائش حولية فترة حياتها أقل من عام ومنها الزمير والعوسج وديل القط واليدمه والحندقوق والغاسول والجعضيض أو الزربيح والخبيزة والأقحوان ونشاش الدبان وأخرى حشائش معمرة وهى حشائش تمتد فترة حياتها لثلاث سنوات فأكثر وهى أخطر أنواع الحشائش لصعوبة مكافحتها وإنتشارها بكثرة في المواقع الأثرية ومنها العاقول والغاب البلدى والعليق والحجنة والسعد والحلفا والسمار الحلو .
ويضيف بأن هذه النباتات لها تأثير ضار على الآثار حيث يؤدى إلى تلف فيزيائى فى إحداث شروخ وشقوق بالمباني الأثرية ومواد البناء قد تصل إلى الهدم الجزئى أو الكلى في بعض الأحيان وتلف كيميائى متمثل فيما تفرزه جذور الحشائش من مواد عضوية ,تلف بيولوجى فى إنتشار الحشرات والحيوانات بالمواقع الأثرية يؤدى لتشويه بيئة الأثر والمظهر الجمالي وإعاقة أعمال الحفائر والترميم.
ويتابع بأن الدراسة حددت عدداً من المواقع الأثرية التى تنتشر بها النباتات الضارة ومنها موقع عرب الحصن بالمطرية ومواقع كيمان فارس الأثرية وموقع كرانيس بكوم أوسيم بالفيوم وموقع مدينة ماضي الأثرية وموقع طابية عرابى بعزبة البرج بدمياط وقامت بتجارب عملية بموقع السرابيوم بأطفيح التى كانت تنتشر به نباتات الحجنة وهو النبات الرئيسي ونبات الجعضيض التى تعرفت عليهم الباحثة وحددت طرق المقاومة الميكانيكية والكيميائية.
ويؤكد د. ريحان بأن الباحثة تغلبت على هذه المشكلة بشكل تجريبى بموقع السرابيوم بأطفيح بالمكافحة الميكانيكية عن طريق قطع الحشائش مع ترك النموات الحديثة لتنمو مجددا وبعد شهرين تمت المكافحة الكيمياوية بواسطة مبيد الجليفوسات أولا بتركيز 1% في منطقة المكافحة ثم الرش بتركيز 1% بعد مرور شهر من الرشة الأولى وكانت مجدية إلى حد ما وفيه رشة بواسطة الجليفوسات بتركيز 2% وبعد شهر تمت رشة أخرى بواسطة نفس المبيد تركيز 2% وأعطت نتيجة ممتازة وهى التجربة الأولى عالمياً التى أثبتت نجاحها فى القضاء على نباتات تضر بالمواقع الأثرية وصعبة المقاومة.
وتوضح الدكتورة شيماء سيد محجوب أن المصرى القديم استخدم النباتات البرية فى مجال الطب والعقاقير ومنها الكركم والحنظل والعرعر والكتان والجميز فى مجال الطب كما استخدم النباتات الطبية فى الوصفات العلاجية ومن أمثلة النباتات التي عرفها وقدسها المصرى القديم نبات البردى وصنع منه الورق كما استخدم الحلفا في صناعة الحبال والحصر وهناك العديد من البرديات الطبية التى وردت بها الوصفات العلاجية ومن أمثلتها بردية هيرست ويرجع تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الأول من عصر الدولة الحديثة وبردية برلين من عهد الملك رمسيس الثاني وبرديات سميث ولندن وليدن الديموطيقية السحرية .
وتضيف الدكتورة شيماء سيد بأن الأطباء المصريون استخرجوا وصفاتهم العلاجية من النباتات البرية داخل المعابد كمعبد دندره ومعبد الدير البحرى بالأقصر حيث أستخدم الطابق العلوى منه كعيادة طبية كما إعتنى المصريون القدماء بزراعة الحدائق النباتية والتى احتوت على أصناف مختلفة من النباتات حيث قام الملك تحتمس الثالث بزراعة أول حديقة من هذه الحدائق وقد أحتوى معبده بالكرنك على حجرة زخرفت جدرانها بزخارف محفورة تمثل أنواع مختلفة من النباتات التي أحضرها من رحلته الإستكشافية من فلسطين إلى سوريا ,كذلك اهتم الأطباء فى العصرين اليونانى والرومانى بالنباتات البرية حيث كان " أبقراط " أو "هيبقراط" من أنبغ حكمائهم.