المسلة السياحية
بقلم : محمد عبدالرحمن آل دغيم
لعلني في مقدمة حديثي عن شموخ المملكة العربية السعودية ، وطن وقيادة وشعب في ظل تهاوي طوابير الحاقدين ومنابر المرجفين وأهل الباطل المتحالفين ، هنا أتذكر عبارة ذات بُعد أدبي للشاعر سعد بن جذلان في مشاركاته الأدبية يختم بها موالاته عندما يقول ( من طاول أطول منه ما طاله ) وهذه العبارة وإن كانت تقررُ خبراً واقعاً إلا أن حضور هذا المعنى في مثل ما نشاهد ونسمع وما يدور من حولنا ندرك تماماً عمق هذا البيان …
شموخ النخلة في جو السماء لايضيرها تجمع البؤساء من حولها وهم يطئُون بأقدامهم الوحل لينالوا منها بل إن من عزة شموخها أنها تظل تساقط عليهم رطباً يلتقطونه بأيديهم الملطخة بالوحل ويعاودوا الكرات المتتابعات لينالوا من شموخها..!
وأجدني ملزماً للحديث في نقاط عن ظاهرة التسامي والتهاوي
• أن المملكة العربية السعودية لا تلتفت كثيراً لهذه الوجوه المقنعة بدثار الحقد والغل والحسد فالوقوف كثيراً على أطلال الحاسدين مضيعة للوقت وانشغال بتوافه النوايا الحاقدة عن سمو الأهداف النبيلة التي تسير راية لا إله إلا الله محمد رسول الله لتحقيقها من وحدة وطن واجتماع أمة وجبر عثرات الكرام ، وبناء مجد ووصول القمم وتوجيه مسيرة وتأثير بكل فخر في الرأي العام العالمي .
• أن هذه الأقنعة لم تتغير منذ زمن وأصبحت معروفة مكشوفة ولم نعهدها من قبل تسير في مكان الطُهر وطريق التقدم لها ولشعوبها ، والعزاء كل العزاء لتلك الشعوب المغلوبة على أمرها فأصبحت تحسب لكل خطوة للأمام عودة للخلف عشرات الخطوات .
• أن مسخ الوجوه من الحياء أصبح سمة لأولئك المتلونين ، فبأي وجه تقابل العالم وتدعوا الآخرين للنيل من وطن أصبح بفضل الله سبحانه وتعالى ثم برؤية قادته يقفون جنباً إلى جنب مع قادة العالم المتقدم لتحجز للمملكة العربية السعودية قمة تزداد يوماً بعد يوم شموخاً وحضوراً وتأثيراً.
وبقدر هذه المسرحيات الهزيلة من ضعف وسخافة وقبح إلا أن أكبر ما أشعل نار الحقد في نفوسها وزاد من عنتها البغيض هو صمود هذه البلاد فأصبح الشعب صخرة صماء تتحطم عليها آمالهم وتتكسر عليها سهامهم وتنعكس منها شرارات الحقد لتلفح وجوههم ، وزاد من تضاؤل أحلامهم لحمةُ الشعب مع القيادة في هذا الوطن الشامخ فكلما زادوا تلطخاً بأوحال نواياهم البائسة كلما زادت نخلة العطاء والنماء والمجد والسناء في ترفعها وشموخها .
ولعلنا ندرك ما وصل إليه المواطن السعودي من وعي و إدارك لكل هذه المخططات وتلك المؤامرات وليس أدل على ذلك الوعي من صد الأخبار الكاذبة ومن بتر الإشاعات من أول ظهورها ودحر كل ما ينم عن خزي وعار لأولئك المتربصين ، وفي المقابل تجد المواطن السعودي ينقل مناقب بلاده ومنجزات وطنه ويفخر بقادته ويتغنى بأمجاده مما فوت على أهل الفتن فرصاً كانوا يراهنون عليها فأصبح رهانهم خسران يتلاحق وشؤم يتوالى وعار لا ينتهي يكسي وجوههم .
عاشت المملكة العربية السعودية شامخة أبية وعاش قادتها بناة مجد وهداة ركب وحُماة مقدسات وفخر وطن وطلاب مكانة مستحقة وهيبة أمة…
وعاش شعب المملكة العربية السعودية حُراس فضيلة وأمان وطن وسور منعة وعنوان وحدة ولُحمة ورصيد بطولة ونموذج وعي وشوكةً في نحور أعداء الوطن .