المسلة السياحية
المحرر الثقافى
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة سيناء أن اختيار منطقة الوادى المقدس طوى كملتقى للسلام العالمى يحمل فى طياته رسائل سلام ومحبة تنطلق من تاريخ المنطقة ودورها الحضارى كملتقى للأديان ،والثقافات ، والحضارات عبر العصور .
الأولى
ويرصد الدكتور عبد الرحيم ريحان الرسالة الأولى ومفادها أن المنطقة تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان ، حيث بنى الإمبراطور جستنيان الدير فى القرن السادس الميلادى، ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة ، وبنى المسلمون فى العصر الفاطمى جامعًا داخل الدير لتلتقى الأديان فى بوتقة واحدة.
الثانية
ويضيف بأن الرسالة الثانية تكمن فى أن هذه المنطقة هى المنطقة الوحيدة فى العالم الذى تجلى فيها سبحانه وتعالى مرتين تجلى فأنار وتجلى فهدم ، حيث تجلى فأنار عند شجرة العليقة المقدسة ذات السر الخاص فهى نوع من العليق الوحيد فى سيناء أوراقها خضراء طوال العام وليس لها ثمرة ، ويذكر الرحالة الألمانى ثيتمار الذى زار سيناء عام 1216م أن شجرة العليقة الملتهبة أخذت بعيدًا وتم تقسيمها بين المسيحيين ليحتفظوا بها كذخائر ثمينة وقد فشلت محاولات زراعتها فى أى مكان فى العالم.
الثالثة
وينوه الدكتور ريحان إلى الرسالة الثالثة حيث تجلى سبحانه وتعالى فى هذه المنطقة فدك الجبل وهى منطقة الوادى المقدس طوى الحقيقية ويوجد بها جبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر ، حيث تؤكد كل الشواهد من ارتفاع المنطقة وبرودتها وتجمع كم الجبال بها ووجود شجرة العليقة على أنها الوادى المقدس طوى، كما تضم جبل سانت كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر الذى يوثق للقديسة المصرية كاترين والعثور على رفاتها على قمة هذا الجبل .
الرابعة
ويشير الدكتور ريحان إلى الرسالة الرابعة وهى مكتبة دير سانت كاترين التى تجسد التسامح فى أبلغ صوره من وجود مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم كودكس سيناتيكوس، وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها جستنيان إلى الدير عام 560م ومخطوط الإنجيل السريانى المعروف باسم بالمبسست وهى نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال قيل هى أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية …
ومخطوط العهدة النبوية الذى يؤمّن فيه الرسول عليه الصلاة والسلام المسيحيين على أنفسهم وأموالهم ومقدساتهم، ويأمر المسلمين بحمايتهم وحماية مقدساتهم والمساهمة فى ترميمها وعدم استخدام أحجارها فى بناء المساجد أو المنازل لإعادة استخدامها فى أعمال الترميم، علاوة على منشورات وعهود الأمان من الخلفاء المسلمين فى كل العصور الإسلامية .
الخامسة
ويتابع الدكتور ريحان بان الرسالة الخامسة تجسد التسامح والتلاقى الحضارى على أرض الواقع حيث كان هناك طريقًا بريًا للحج الإسلامى عبر وسط سيناء إلى مكة المكرمة استمر حتى عام 1885م تحول بعدها إلى الطريق البحرى ، وكان هناك طريقًا للحج المسيحى عبر سيناء منذ القرن الرابع الميلادى ويأتى الحجاج من أوروبا عن طريق الإسكندرية ثم نهر النيل ومنه بريًا إلى السويس .
وفى السويس كان يركب الحاج المسلم مع الحاج المسيحى على نفس الباخرة منذ عام 1885م ليتوجها سويًا إلى ميناء الطور الإسلامى ليزورا الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية ،وقد ترك الحجاج المسيحيون نقوشهم التذكارية على جبل الناقوس بطور سيناء ،ثم يتوجه الحجاج سويًا إلى منطقة الوادى المقدس طوى عبر وادى حبران وهو الوادى الذى عبره نبى الله موسى ليتلقى ألواح الشريعة.
وفى الوادى المقدس طوى يصعد الحجاج إلى قمة جبل موسى حيث الكنيسة والجامع ويعودا إلى دير سانت كاترين ليصلى المسيحيون فى كنيسة التجلى ، والمسلمون فى الجامع الفاطمى منذ عهد الآمر بأحكام الله الفاطمى 500هـ 1106م ، وقد نقش المسلمون ذكرياتهم على محراب الجامع ، ثم يستكمل المسيحيون طريقهم للحج إلى القدس ،ويعود المسلمون إلى ميناء الطور لاستكمال طريقهم إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.