الأقصر "المسلة" ….. بالفيلم الفلسطيني (3000 ليلة) افتتح مساء امس السبت (مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية) في المدينة الأثرية الجنوبية التي تستعد طوال العام الجاري لدور عربي -بخلاف وجهها الفرعوني- بعد اختيارها عاصمة للثقافة العربية 2017.
وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في حفل الافتتاح إن المهرجان الذي يشارك في دورته الرابعة 50 فيلما من 30 دولة هو بداية استعداد المدينة لكي تكون "عاصمة بحق للثقافة العربية… لا نريدها أن تكون عاصمة للحضارة القديمة فقط" وإنه خلال عام أو عامين سيكتمل في المدينة بناء مجمع لدور العرض السينمائي إضافة إلى دار للأوبرا.
وأضاف أن المهرجان من الثمار الثقافية "لثورة عظيمة قام بها الشعب المصري وكان أول شعاراتها.. الحرية قبل العدالة" في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي أنهت حكم الرئيس حسني مبارك في بداية عام 2011.
وقال جمال زايدة الأمين العام لمؤسسة (نون للثقافة والفنون) وهي جمعية أهلية مصرية تنظم المهرجان سنويا إن المهرجان يهدف إلى "نقل جانب من النشاط (الفني والثقافي) من القاهرة إلى أهلنا في الصعيد.. في الأقصر ومد جسور التعاون الثقافي مع دول الاتحاد الأوروبي."
وأقيم حفل الافتتاح في قصر ثقافة الأقصر بحضور دبلوماسيين وسينمائيين أجانب وعرب ومصريين في مقدمتهم الممثلة المصرية لبنى عبد العزيز الرئيسة الشرفية للدورة الجديدة التي سيعرض لها ثلاثة من أفلامها وهي (آه من حواء) و(إضراب الشحاتين) و(عروس النيل) الذي أخرجه فطين عبد الوهاب وصور في مدينة الأقصر بحسب رويترز.
وقالت لبنى عبد العزيز في كلمة قصيرة إن "الأقصر أم مصر" ربما في إشارة إلى أن الأقصر الواقعة على بعد نحو 700 كيلومتر جنوبي القاهرة كانت عاصمة ما يسميه المؤرخون عصر الإمبراطورية (نحو 1567-1085 قبل الميلاد) وترتب على تلك المرحلة تشييد عدد كبير من مقابر الملوك والملكات إضافة إلى معابد الأقصر وهابو والكرنك ومتحفي الأقصر والتحنيط.
وكرم النمنم ومحافظ الأقصر محمد بدر كلا من المخرج الكويتي عامر الزهير والممثلة المصرية بوسي والسينما الإيطالية ممثلة في مدير المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة باولو ساباتيني حيث تحل بلاده ضيف شرف الدورة الحالية بأفلام حديثة وأخرى صامتة بعضها يرجع إلى عام 1915 إضافة إلى أفلام من كلاسيكيات السينما الإيطالية ومنها (روما مدينة مفتوحة) الذي أخرجه روبرتو روسيليني عام 1946.
ورحبت رئيسة المهرجان الناقدة المصرية ماجدة موريس بلجنة التحكيم برئاسة المصور السينمائي المصري رمسيس مرزوق وعضوية كل من المخرجة الفرنسية ساندرين راي والمنتج الجورجي نيكولوز ابراماشفيلي والمخرج الإيطالي أدريانو دي سانتيس والمملثة اللبنانية كارمن لبس والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم والموسيقي المصري راجح داود.
وفي نهاية الحفل وقبل عرض فيلم الافتتاح (3000 ليلة) صعدت مخرجته الفلسطينية مي المصري بصحبة إحدى بطلاته أناهيد فياض. وقالت المصري إن اختيار فيلمها للافتتاح "شرف وفخر كبير" وإنه مستوحى من قصص وتجارب أسيرات فلسطينيات في السجون الإسرائليلية.
وقالت إدارة المهرجان في بيان إن فيلم (3000 ليلة) يتقصى اعتقال المدرسة الفلسطينية ليال "بعد تلفيق تهمة لها ويحكم عليها بثمانية أعوام… حيث تحبس السجينات السياسيات الفلسطينيات مع مجرمات إسرائيليات ويضغط عليها مدير السجن حتى تتجسس على زميلاتها الفلسطينيات" وإنها تضع مولودها في السجن وتتصاعد الأحداث حين تقرر السجينات الفلسطينيات الإضراب احتجاجا على تدهور الأوضاع في السجن.
ويشارك فيلم الافتتاح في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ضمن 12 عملا من روسيا وفرنسا وقبرص وبولندا وجورجيا وإيطاليا وأرمينيا.
أما الأفلام العربية الخمسة في هذه المسابقة فهي (ألف خطوة في حذائي) للمغربي سعيد خلاف و(على حلة عيني) للتونسية ليلى بوزيد و(شي يوم رح فل) للبنانية ليال راجحة و(المهاجران) للسوري محمد عبد العزيز و(3000 ليلة).
ويحتفل المهرجان بذكرى المخرج المصري حلمي حليم (1916-1971) ويعرض فيلمه (مراتي مجنونة مجنونة مجنونة) و(أيامنا الحلوة) لفاتن حمامة وعمر الشريف. كما يحتفل بذكرى الممثل إلياس مؤدب (1916-1952).
والمهرجان الذي يقام برعاية وزارات الثقافة والسياحة والآثار حمل في دوراته الثلاث السابقة اسم (مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية) ولكن إدارته قررت إضافة السينما العربية بداية من دورته الرابعة التي تستمر أسبوعا.