القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى ….. أكدت دراسة أثرية للدكتور حسن محمد نور عبد النور أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعــــــة سوهـــــاج أن شواهد القبور الإسلامية تعد بمثابة وثائق مادية صادقة بكل ماحوت من معلومات بخمسين لغة للأجناس التى اعتنقت الإسلام على مر عصوره التاريخية وقد سجلت معالم الدراسة فى كتاب " دراسات فى شواهد القبور الإسلامية " إصدار دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر عام 2016 وسيعرض بمعرض القاهرة الدولى للكتاب هذا الشهر.
ويعرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان لمضمون هذا الكتاب الذى يحوى قراءات ودراسة تحليلية لكتابات شواهد القبور حول العالم وقد حملت كتاباتها القصيرة معلومات متنوعة تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية ومذهبية وفنية وتشمل الشواهد أكثر من 20 طراز فضلا عن السلالات الفرعية لبعض هذه الطرز كالأشكال المستطيلة والمحرابية وأشكال الأعمدة والدعامات والمسلات والشرفات وأشكال الباروك والركوكو والمخروط والبرمق والفانوس والقارورة وشكل المصحف والقلب وشكل الشراع وصنعت شواهد القبور الإسلامية من الحجر بأنواعه ومن الرخام ومن مواد أخرى كثيرة كالخشب والخزف والآجر والمعدن.
ويضيف د. ريحان بأن الكتاب يتعرض لطرق تنفيذ كتابات شواهد القبور من الرسم بالفرشاة والحفر بالأزاميل مع ما يصاحب تلك الكتابات من زخارف هندسية ونباتية وحيوانية وأشعار ورموز وكذلك مضمون هذه الكتابات والتى تقيس قوة اللغة من ضعفها من خلال صياغات النثر والشعر وثراء الأوزان وكثرة مترادفات المرثيات النثرية أم اصطناع الألفاظ وركاكتها كما تشير لبعض مشاهير الأدباء والشعراء ممن نظموا هذه المرثيات كما تعتبر مدارس فنية لأنواع الخطوط وتتبع تطورها وأسماء بعض الخطاطين ممن وقعوا علي الشواهد وأماكن صناعتها أحيانا.
ويتابع بأن هذه الشواهد تلقى الضوء على أخبار المؤرخين المعاصرين لها ومدى صدق أخبارهم وتعارضها تارة أخرى وتوضح الأنساب وصلات الدم والروابط الأسرية فى حالة المقابر العائلية الخاصة وتضيف بعض المعلومات الإجتماعية عن حالة الوفاة أحيانا وظروفها وسن المتوفى وبعض مآثره ولم تكن شواهد القبور الإسلامية حكرا على طبقة دون أخرى أو على جنس دون آخر أو على بلد دون غيره الأمر الذى زاد كثيرا من أهميتها بما أضافت من ألقاب ووظائف وكنى وبما صرحت به من معتقدات مذهبية وطائفية ومعلومات سياسية وإقتصادية فضلا عما ورد على بعضها من حساب الجمل وفق الطريقة المشرقية أو حسب الطريقة المغربية وتأريخات بشهور عربية أو قبطية أو ميلادية وأرقام حسابية هندية أو عربية.
ويوضح أن الكتاب يرصد شواهد القبور الإسلامية من جبانات القارات الثلاث القديمة آسيا وأفريقية وأوروبا والتى تعد بالملايين وقد كتبت بأكثر من خمسين لغة لذلك تأسست منذ منتصف القرن العشرين جمعيات علمية عالمية متخصصة فقط فى دراسة شواهد القبور الإسلامية وغير الإسلامية ويشمل الكتاب شواهد قبور من الخزف من إيران الصفوية وبعضها رخامى أو حجرى من تونس الحسينية أو ليبيا العثمانية وشواهد القبور الإسلامية فى الجبانات الأوروبية فى المواقع التى وطأتها أقدام المسلمين منذ قرون قديمة وشواهد قبور من تربة البايات بتونس العاصمة وشواهد قبور عثمانية من طرابلس الغرب وشواهد قبور عثمانية بخط النستعليق من طرابلس الغرب.
