127 مليار دولار سوق تمويل الطائرات التجارية
أشار تقرير حديث إلى أن سوق تمويل الطائرات التجارية سيصل العام الجاري إلى 127 مليار دولار، حيث سيشمل تسليم الطائرات التجارية الجديدة. وقال إن السوق يحمل الكثير من الملامح الإيجابية مع استمرار الصناعة في استكشاف المزيد من الفرص والأسواق.
وأكد تقرير «بوينغ كابيتال كوربوريشن» على استمرار النمو في هذا القطاع لمختلف الأقسام الرئيسة مع استمرار سعي شركات الطيران الى البحث عن افضل آليات التمويل، مما يعني ان سوق التمويل مستمر في النمو كما كانت حاله خلال السنوات الماضية.
واوضح التقرير ان التمويل عن طريق اسواق المال والمصارف التجارية سيمثل ثلثي سوق التمويل خلال هذا العام، بحيث تستحوذ شركات التمويل على حصة كبيرة تصل الى اكثر من 40 % من حجم تمويل الطائرات الجديدة.
واضاف التقرير ان هذا الزخم من النمو في سوق التمويل جاء مدعوماً بالتوازن بين العرض والطلب وتوقعات استمرار نمو الحركة الجوية على المدى البعيد مع نمو معدلات اشغال المقاعد في الوقت الذي تتجه فيه شركات الطيران الى تحقيق ارباح قياسية مع نهاية العام الجاري.
وقال التقرير انه وبناء على معطيات النمو للقطاع فإن الطلب السنوي على الطائرات سيزداد بنحو 35-40 % خلال السنوات العشر المقبلة. وبرغم تراجع الطلب على الشحن الجوي مع انخفاض معدلات التجارة العالمية الا ان الآفاق تبدو واعدة للقطاع في المستقبل وخاصة مع توفر خيارات الحرية السادسة للشركات التي تتيح لها التوسع والنمو في الأسواق العالمية بفضل الطائرات الحديثة الأكثر فاعلية.
واضاف ان شركات الطيران ما زالت قادرة على توفير التمويل عبر آليات جديدة مبتكرة تلائم احتياجاتها التشغيلية والمالية، مشيراً الى ان النشاط المصرفي التجاري يتوقع ان يبقى قويا خلال العام الجاري مع تراجع تاريخي في استخدام آلية ائتمان الصادرات في تمويل الطائرات الجديدة، اما بقية آليات التمويل فهي تشهد استقراراً نسبياً.
وأشار التقرير إلى انه وخلال السنوات الخمس المقبلة يتوقع ان يحافظ سوق تمويل الطيران على زخمه الكبير بفضل الطلب على الطائرات الحديثة الاكثر فاعلية وهو اتجاه كان سائداً خلال العام الماضي، واستعداد شركات التمويل للمشاركة في صفقات الشركات، حيث بلغ حجم السوق العام الماضي 122 مليار دولار ويتوقع ان يرتفع الى 127 مليار دولار في العام الجاري وصولاً الى 172 مليار دولار في العام 2020 مع قدرة شركات الطيران على توفير خيارات متنوعة للتمويل.
وخلال العام الجاري يتوقع أن تساهم أسواق المال بتوفير التمويل لنحو 38 % من الطائرات التي تسلمها بوينغ للشركات، فيما ستحتفظ المصارف التجارية بحصة جيدة من سوق التمويل تليها السيولة المباشرة من شركة الطيران ثالثا.
وتوقع التقرير توفر خيارات متنوعة ومبتكرة امام شركات الطيران لتمويل طلبياتها من الطائرات الجديدة وخاصة مع شهية المصارف للإقراض بأسعار منافسة في ظل معدلات فائدة منخفضة. كما ان دخول شركات تمويل جديدة للسوق عزز المنافسة وساهم في خفض اسعار التمويل.
وقال التقرير انه ومن بين الأدوات التي لجأت اليها شركات الطيران للتمويل آلية EETC وتعرف بـ«شهادات الضمان المعززة» وهي اليوم واحدة من اسرع واكثر آليات التمويل فاعلية بالنسبة لشركات الطيران وخاصة بالنسبة للشركات التي تتسلم طائرات تجارية كثيرة.
شركات التمويل
تلعب شركات التمويل دورها في قطاع الطيران إما من خلال الشراء المباشر أو التأجير التشغيلي ويتوقع أن يستمر دورها المحوري في هذا القطاع من خلال الاستمرار من خلال اسواق المال مباشرة او القروض غير المضمونة او المعاملات المالية المدعومة بالأصول، وخلال العام الماضي برز هناك اتجاه لدى هذه الشركات من خلال تأسيس مشاريع مشتركة مع المستثمرين لغايات تمويل الطائرات التجارية، وخلال العام الجاري يتوقع تراجع طفيف على عمليات هذه الشركات.
أسواق المال
خلال العام الماضي ازدهر التمويل عبر أسواق المال واستحوذ على حصة كبيرة في القطاع ويتوقع استمرار هذا الاتجاه خلال العام الجاري بنفس الزخم مع وجود آليات ومصادر جديدة للتمويل، اضافة الى زيادة دور شهادات الضمان في عمليات التمويل من خارج سوق الولايات المتحدة.
ويتوقع ايضاً استمرار شركات الطيران في استخدام اسواق المال لتمويل الطائرات الجديدة واعادة التمويل وفقاً لبنود اتفاقية كيب تاون في الوقت الذي تتوسع فيه قاعدة المستثمرين مع استمرار نمو التمويل من اسواق المال لغير شركات الطيران الاميركية.
وأشار التقرير إلى ان المصارف التجارية مستمرة في توفير حصة جيدة من التمويل للطيران رغم الضغوط التي سيشكلها الدولار في بعض الاسواق.
أما التمويل عن طريق ائتمان الصادرات فيتوقع استمراره ضمن معدلات منخفضة جدا مقارنة مع السنوات الماضية، أما المستخدمون الرئيسيون لهذه الآلية من التمويل فستكون شركات الطيران في الاسواق النامية وخاصة لتمويل الطائرات الصغيرة.
«الكونكورد» حلم الطيران الذي توقف
ما بين دخولها الخدمة عام 1967 وإحالتها إلى التقاعد بعد 27 عاماً تُعد طائرة الكونكورد الأسرع من الصوت مشروعاً خاسراً في الصناعة كلف المليارات رغم أنها كانت حلماً تحقق لكن معايير التشغيل ربما لم تخدم هذه الطائرة.
الطائرة كمشروع تم تطويرها بين دولتين وهما بريطانيا وفرنسا بتكنولوجيا ثورية في ذلك الوقت وكانت بحق ايقونة صناعة الطيران كما وصفها البعض وهي هدية الوقت القيم للمسافرين في وصف آخر لأنها ببساطة كانت الأسرع على وجه الأرض.
في صباح متأخر من 21 يناير العام 1967 كان مطارا هيثرو اللندني وشارل ديغول الفرنسي على موعد مع التاريخ استعداداً لإقلاع اول رحلة لهذه الطائرة الثورية في رحلتين الى البحرين وريودي جانيرو، وكان هناك الكثير من الأمل معلقاً على هذه الطائرة التي تعني الوقت وتمثل حقبة جديدة في صناعة الطيران المدني كيف وهي الاسرع من الصوت.
الرحلة الأولى انطلقت تجاه الغرب عبر فينيسيا الايطالية بسرعة تبلغ 0.93 ماخ على ارتفاع 25 الف قدم وكانت جبال الالب تتراءى للمسافرين من الأعلى. وعند الساعة 12:59 كان الركاب على موعد مع اعلان قبطان الطائرة مرحلة التسارع نحو تخطي سرعة الصوت.
على متن الرحلة كان هناك 100 مسافر منهم 30 دفعوا للرحلة و60 من الصحافيين ومسؤولي الطيران وكبار الشخصيات منهم اثنان من الذين اشرفوا على برنامج الكونكورد اضافة الى ستانلي الذي طور محرك اوليمبوس الذي تعمل به الطائرة. ومع تحرك الطائرة نحو وجهتها فوق شرق اوروبا واقطار الشرق الأوسط بدأت مرحلة التسارع وكانت الولايات المتحدة قد منعت الكونكورد من دخول أراضيها.
«سوق المستعمل» خيار ايه 380
عندما انطلقت ايرباص ايه 380 في الأجواء عام 2007 لتكون أكبر طائرة مسافرين في العالم كانت ومازالت تحمل ملامح تغيير صناعة الطيران رغم أجواء القلق التي تحيط بمبيعات الطائرة اليوم ومدى قدرة ايرباص على تجاوز هذا التحدي، حيث لم تتعد مبيعات الطائرة العملاقة اليوم 300 طائرة نصفها لطيران الإمارات.
ورغم اجواء الترحيب التي تحيط بالطائرة من المسافرين وحتى العملاء من شركات الطيران الا ان ايرباص مطالبة بالبحث عن آليات جديدة تمكنها من زيادة المبيعات حتى تضمن الشركة استمرار الطائرة.
الإعلان الأخير من شركة ايه ان ايه اليابانية بشراء 3 طائرات من هذا الطراز ربما يمثل انتصاراً صغيراً لايرباص التي لم تبع اي طائرة من ايه 380 خلال العام الماضي التي سلمت فيه 27 طائرة وما زالت تواجه مشكلة الطلب المستقبلي.
ويوضح تحليل لموقع فلايت غلوبال ان استخدام الطائرة في السوق الثانوي للطائرات المستعملة ربما يمثل حلاً لايرباص في هذا الاتجاه، ذلك ان اولى طائراتايه 380 يتوقع ان تبدأ شركات الطيران باستبدالها مع نهاية العقد الجاري. ويقول بعض الخبراء ان هذا الاتجاه يمثل ايضاً خياراً جيداً لشركات الطيران بامتلاك وتشغيل طائرة ايه 380 حتى وان كانت مستعملة.
وتمثل شركة اميديو المتخصصة في التأجير اكبر داعم لهذا التوجه فقد اعلنت قبل عامين عن شراء 20 طائرة من طراز ايه 380 وتركز الشركة جهودها لاستخدام الطائرات اعتماداً على السوق المستعمل، ذلك لأن الخطوط السنغافورية وطيران الإمارات اللتين استخدمتا ايه 380 في عامي 2008 و2009 على التوالي ستبدآن على الأرجح باستبدال هذه الطائرات خلال السنوات المقبلة.
شركات الطيران تبتكر خدمات ترفيه للمسافرين
تبحث شركات الطيران باستمرار عن الجديد في مجال ترفيه المسافرين بدءاً بالأفلام الجديدة وحتى إشراكهم في نقاشات فكرية مع المفكرين وأصحاب الرأي.
ولعل الاتجاه الأخير لإحدى شركات الطيران تمثل في هذا الأمر وهو توفير نقاشات عميقة مع كبار المفكرين لركاب شركة الطيران وتتمحور هذه النقاشات التي توفرها الناقلات على مواضيع تشمل القانون والرياضة واللغويات وحتى الفيزياء.
ومثل هذه النقاشات بدأت شركات الطيران تطرحها على الرحلات الطويلة ضمن قائمة الترفيه المقدمة للمسافرين ومنها شركات الخطوط الجوية البريطانية ودلتا اير لاينز والاسكا وكاثي باسيفيك.
وتقول هذه الشركات ان هناك نسبة من المسافرين يرغبون في تخصيص جزء من وقتهم لمثل هذا الحديث مع كبار المفكرين وهو ترفيه ربما يختلف عن النمط السائد الذي يتوفر اليوم من خلال قنوات الافلام والموسيقى والبرامج التلفزيونية وغيرها.
اما شركة جيت بلو فهي تقدم محاضرات تعليمية بالتعاون مع الموقع الالكتروني»e learning وتشتمل هذه المحاضرات على مواضيع مختلفة مثل الموسيقى وفيديوهات عن الطبخ وبعض الكتب الالكترونية بالتعاون مع دور نشر عالمية.
من جهتها توفر شركة فيرجين اميركا لمسافريها محاضرات صوتية وفيديوهات حول مواضيع تتعلق بالتاريخ والعلوم والتغذية، كما توفر برامج تدريبية حول مواضيع سياسية ومالية وغيرها.
في حين ادخلت شركة فيرجين استراليا دورات تدريبية تمتد لساعة واحدة حول فن التصوير والتخطيط المالي والتغذية والأعمال بالشراكة مع جامعة استراليا المفتوحة، وبإمكان المشاركين من المسافرين الحصول على هذه الدورات وتحتسب لهم للحصول على الشهادة العلمية.
أما الخطوط السنغافورية فهي توفر على متن رحلاتها برامج ودورات ثقافية حول عادات وتقاليد الشعوب وملخصات تغطي استراتيجيات الأعمال والتجارة. فيما تقدم شركة دلتا دروساً حول الحصول على السعادة والهدوء بالتعاون مع متخصصين في هذا المجال وهي دورات تمتد لـ 10 دقائق.
البيان