مسقط “المسلة” ….. أكد الدكتور محمد بن ناصر بن علي الزعابي – الرئيس التنفيذي للهيئة أن ما تشهده السلطنة من إنجازات في قطاع الطيران المدني لهو محل فخر واعتزاز جعلها في مصاف التنافس العالمي على مستوى أمن وسلامة الطيران وحماية البيئة والبنى الأساسية لقطاع الطيران المدني والخدمات الجوية.
كما تؤكد هذه الإنجازات على الرؤية السامية لمستقبل هذا القطاع الحيوي الواعد، وتحقيقاً لما أولته الحكومة من تقديم الدعم اللازم لتنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع ويتجلى ذلك من خلال ما حازته السلطنة من مكانة مرموقة عالمياً وبشهادة المنظمات العالمية الرائدة في مجال الطيران المدني والملاحة والأرصاد الجوية المختلفة. وكان للتعاون الكبير بين كافة شركاء الهيئة من القطاع الحكومي والقطاع الخاص الدور البارز في تحقيق الهدف المنشود نحو الوصول إلى الريادة العالمية في صناعة الطيران المدني.
وتعد الهيئة العامة للطيران المدني من أهم الجهات الحكومية التي ساهمت و بشكل كبير في تطوير قطاع الطيران بمختلف أنشطته في المنطقة، إذ تحرص على ترجمة الأهمية التي أولتها الحكومة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في تطوير هذا القطاع وتوفير أحدث التقنية العالمية وتطوير الكوادر الوطنية، وبدورها هذا حصدت العديد من الإنجازات في قطاع الطيران المدني.
أهداف
وتسعى الهيئة لتحقيق عدة أهداف من شأنها النهوض بقطاع الطيران المدني وجميع المرافق المساندة، ومواكبة التطورات والنشاطات المحلية والإقليمية والعالمية بما يعزز تنمية الطيران المدني اقتصادياً واجتماعياً، بالإضافة إلى توطيد الصلات ومد جسور الصداقة مع كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية في مجال الطيران المدني.
وقد أشادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بدور السلطنة المتميز في التعامل مع الحالات الجوية الاستثنائية (من خلال خطاب وجهته المنظمة إلى الهيئة العامة للطيران المدني جاء ذلك عقب الدور المتميز الذي لعبته الهيئة في التعامل مع الأنواء المناخية (مكونو) التي تعرضت لها السلطنة مؤخراً.
ومن مسيرة الإنجازات الجلية لقطاع الطيران، تلك التي تُوجت مؤخراً بالافتتاح الرسمي لمطار مسقط الدولي الجديد ما حاز على إشادة سامية من جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لما يتيحه من انفتاح على العالم، حيث تم إنشاء المطار بأفضل التصاميم والتجهيزات ذات المواصفات العالمية والحديثة التي بدورها تعزز من مستوى الأمن والسلامة وحماية البيئة وبمقومات فريدة ومتنوعة تجسد الحضارة العريقة والحداثة المجيدة والطبيعة المتنوعة في آنٍ واحد، باستطاعة المسافرين ملامستها ضمن مساحة إجمالية تبلغ 580 ألف متر مربع، وبقدرة استيعابية تصل إلى 20 مليون مسافر سنويا في المرحلة الأولى ليكون هذا المطار بوابة مشرفة للعالم وانطلاقة نحو الريادة في صناعة الطيران المدني الحديث.
وحققت الهيئة نجاحاً باهراً في التمرين الإقليمي لاختبار نظام الإنذار المبكر من أمواج تسونامي في المحيط الهندي تأكيداً لاستعدادها وجاهزيتها لمواجهة خطر المد البحري وبهدف تقييم وتحسين فعالية نظام وإدارة الإنذار المبكر من مخاطر أمواج تسونامي واختبار نظم الاتصالات والإجراءات التشغيلية الموحدة وتعزيز التأهب لحالات الطوارئ، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي لدى المجتمع بمخاطر المد البحري، حيث تم إخلاء جزء من منطقة السوادي بولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، بهدف رفع مستوى الوعي بمخاطر أمواج التسونامي وتعزيز الاستعداد لهذه الظروف على مستوى المجتمع المحلي. وقد أتى ذلك ضمن مشاركة السلطنة في التمرين الإقليمي لاختبار نظام الإنذار المبكر من أمواج تسونامي في المحيط الهندي (IOWave18) الذي نظمته اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لمنظمة التربية والعلوم والثقافة اليونسكو.
مشروع التحول الالكتروني
كما شهد العام الحالي الانتهاء من المرحلة الأولى والبدء في المرحلة الثانية لمشروع التحول الالكتروني، حيث يهدف هذا المشروع إلى تنظيم وتسهيل وتسريع الخدمات للمراجعين والعملاء مما يساهم في خلق بيئة عمل مناسبة لموظفي الهيئة. وحققت السلطنة نجاحاً باهراً في المشاركة في مختلف المحافل الدولية والإقليمية واستضافة المؤتمرات والاجتماعات المتعلقة بالطيران المدني والأرصاد الجوية والتي من شأنها تنمية وتطوير القطاع والكوادر المنتسبة له، ومن أهمها: استضافة أعمال الاجتماع الرابع لرؤساء هيئات ومدراء عموم الطيران المدني بالشرق الأوسط لتحقيق التعاون المتبادل في مجال تعزيز وتطوير الطيران المدني في الشرق الأوسط والتي تكللت باعتماد إعلان مسقط في 2017، ويذكر أن السلطنة تلقت خطاب تقدير وإشادة من منظمة الطيران المدني الدولية في إدارة خطط الطوارئ للطيران.
اجتماع
ومن جانبٍ آخر، استضافت السلطنة ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني، مؤخراً اجتماع لجنة الأعاصير المدارية لخليج البنجال وبحر العرب؛ الدورة الخامسة والأربعين للجنة المشتركة بين المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ (ESCAP) المعنية بالأعاصير المدارية في خليج البنغال وبحر العرب للمرة الثالثة خلال الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر 2018، وتهدف اللجنة إلى التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية للمخاطر الطبيعية ذات الصلة بالأعاصير المدارية وتعزيز التدابير لتحسين نظم الإنذار في دول الأعضاء التي تأثرت بها من خليج البنغال وبحر العرب على حدٍ سواء، كذلك عرض ومناقشة آخر ما توصلت إليه الدراسات والبحوث في مجال التنبؤ بالأعاصير المدارية والتخفيف والحد من آثارها الاجتماعية والاقتصادية المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، شاركت السلطنة في الدورة الثامنة والخمسين للمجلس التنفيذي وكذلك الاجتماع الرابع والعشرين للجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني، حيث ترأس سعادة الدكتور محمد بن ناصر الزعابي – الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني أعمال الاجتماع الثامن والخمسين للمجلس التنفيذي بصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للمنظمة، وبمشاركة دول الأعضاء التسع بالمجلس. ومن أبرز النتائج التي تم التوصل إليها ، فقد تم انتخاب السلطنة لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني للفترة القادمة 2018-2020، حيث حصلت السلطنة على أعلى عدد من الأصوات بالتساوي مع المملكة العربية السعودية والذي بلغ ١٨ صوتاً لكلتا الدولتين، مما يدل على أهمية ومكانة السلطنة وحسن العلاقة مع دول المنطقة، كما تمت إعادة انتخاب سعادة الدكتور-محمد بن ناصر الزعابي رئيساً للمجلس التنفيذي للهيئة العربية للطيران المدني للفترة القادمة 2018-2020 وللمرة الثانية على التوالي.
تطوير الملاحة الجوية
وتنفيذاً للخطط الاستراتيجية للهيئة في تطوير الملاحة الجوية وتحسين المجال الجوي العماني وشبكات الاتصالات المساندة والتوسع في قطاعات المجال الجوي، فقد تم تفعيل إجراءات الإقلاع والهبوط بواسطة الأقمار الاصطناعية. وتأكيدا للنهج الذي تتبعه الهيئة فيما يتعلق بالإيفاء بمتطلبات السلامة الجوية وضوابط تقديم خدمات الملاحة الجوية على مدار الساعة لا سيما في الحالات الطارئة، فقد تم تدشين مركز طوارئ الملاحة الجوية بمسقط.
كما شهد مطار صلالة افتتاح وتشغيل رادار الاقتراب للملاحة الجوية الذي يأتي ضمن مشاريع تطوير البنى الأساسية لقطاع الطيران بوجه عام وتطوير الخدمات الملاحية بوجه خاص والذي تجاوزت تكلفته خمسة ملايين ريال عماني.
إعادة هيكلة المجال الجوي العماني
بالإضافة إلى ذلك، تمت إعادة هيكلة المجال الجوي العماني وتدشين القطاع الجوي السادس وذلك لمواكبة الزيادة في حركة الطيران وليكون المجال الجوي العُماني مجالاً رحباً وآمناً ومستقطباً للرحلات الجوية العالمية بوجه عام، ويستهدف التوسع مواكبة نشاط الحركة الجوية من نمو متسارع من حيث عدد الطائرات العابرة يومياً لأجواء السلطنة والتي من المتوقع أن تصل حتى نهاية هذا العام أكثر عن 575.000 ألف طائرة وبنسبة زيادة 5٪ مقارنة بعام 2017. في حين نسبة النمو المتوقعة في حركة المسافرين لعام 2018 حوالي 10٪ مقارنة بعام 2017، والمتوقع أن يصل مجمل عدد المسافرين في نهاية عام 2018 حوالي15.5 مليون مسافر.