بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
< سوف يتم استثمار زيارة الرئيس الصيني «شي بينج» للاقصر في احتفالات ومهرجانات عام ٢٠١٦ باعتباره عام الثقافة لمصر والصين <
من المؤكد أن زيارة الرئيس الصيني شي بينج للاقصر التي تضم ثلث مخزون التراث والحضارة الانسانية في العالم وجولته في معابدها وآثارها هي بكل المقاييس حدث عظيم لصالح السياحة، انها تمثل فرصة ذهبية للمساهمة الفعالة في إنعاش السياحة الثقافية في هذه البقعة الغالية الفريدة من أرض مصر.. إنها تعد حملة ترويج قائمة بذاتها لحركة السياحة الصينية المتنامية والواعدة. هذا سوف يتحقق باعتبار ان المناطق الاثرية المصرية تعد علي قمة اهتمامات السياح الصينيين الذين مازالت أعداد توافدهم علي مصر متواضعة لا تتناسب وما يمكن ان تصل اليه من بلد يبلغ تعداد شعبه المليار و350 مليون نسمة. أقول ذلك رغم ارتفاع هذه الاعداد من 65 ألف سائح عام 2014 الي 115 ألف سائح عام 2015 بنسبة زيادة 87.5٪ . وعلي ضوء ما سوف تحدثه زيارة الرئيس الصيني من دعاية هائلة من المتوقع ارتفاع هذا العدد إلي عدة أضعاف في السنوات القادمة.
إن هذا الرقم لا يتناسب وأعداد الصينيين الذين يخرجون في رحلات خارج نطاق الدول الاسيوية المحيطة ويقدرون حاليا بما لا يقل عن ٣٠ مليون سائح. هذا الرقم يمثل حوالي ٢٧٪ فقط من الذين يخرجون للسياحة والذين يصل عددهم إلي ١٣٠ مليونا. أن مائة مليون من هذه الاعداد تتوجه الي هونج كونج وتايوان وسنغافورة وماليزيا وتايلاند والفلبين.
>>>
ويقول سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة في مصر ان تنمية السوق الصيني تدخل ضمن أوليات التنشيط السياحي الي مصر. قال ان ارتفاع عدد السياح الصينيين القادمين إلي مصر في عام 2015 يرجع للزيارة التي قام بها الرئيس السيسي للصين عام 2014 وما تبعها من زيادة حركة الرحلات الجوية المباشرة من المدن الصينية ومصر. في هذا الاطار أرجو استثمار فعاليات زيارة الرئيس الصيني للمعابد والمقابر الأثرية في الاقصر كمحور وركيزة اساسية لحملة الدعاية والتسويق المصرية في السوق الصيني. هذه الفرصة متاحة بشكل كبير طوال عام 2016 الذي اتفق علي ان يكون عام الثقافة المصرية الصينية.. ويضيف سامي محمود ان هيئة التنشيط خططت لإقامة العديد من المهرجانات والمناسبات طوال هذا العام الذي سوف يعكس متانة العلاقات بين البلدين.
>>>
وعلي ضوء الدور الايجابي الذي قامت به مصر للطيران لتفعيل حركة السياحة بين مصر والصين من المتوقع ومع زيادة حركة السفر السياحي بين الصين ومصر في الفترة القادمة أن تتم زيادة عدد الرحلات. في هذا الشأن حرص سامي محمود علي الاشادة بمبادرة مصر للطيران مضيفا إليها ما ساهمت به مبادرة تسعير رحلات للطيران العارض الرخيصة من بعض المدن الصينية ساهم أيضا في تنشيط حركة السياحة الي مصر.
من ناحية أخري فانه يمكن لوزارة السياحة والطيران ان تتوصل الي اتفاقات مع بعض شركات الطيران العربية لنقل السياح الصينيين عن طريق عواصمها. هذه الخطوط لن ترفع من تكلفة السفر لوقوع هذه العواصم علي الطريق الجوي بين مصر والصين، لا جدال انه لصالح السياحة المصرية أن يكون هناك العديد من الاسواق الواعدة التي يمكن جلب السياح منهاإلي مصر التي تعد سلعة مطلوبة .. في هذا الشأن فانه لابد من ان يكون للقطاع الخاص السياحي المصري دور فاعل في هذا التحرك