تُنفق البلاد أموالاً طائلة لجذب السياحة، والتي تشمل حملات إعلانية ذات ميزانية ضخمة، والإنفاق على المشروعات التي تعزز السفر والسياحة مثل المتاحف والإعلانات وتوفير مناطق سياحية آمنة، ويُشكل ذلك جزءًا كبيرًا من ميزانية الحكومة.
ووفقًا لمجلس السياحة والسفر العالمي، فمن المتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق الحكومي على تسويق السياحة فقط إلى 413 مليار دولار هذا العام، مما يُمثل زيادة بنسبة 10% عن الخمس سنوات الماضية، ومن المتوقع أن ترتفع تلك النسبة إلى 29% على مدى العقد المقبل.
وتنفق جزر سيشل؛ وهي عبارة عن أرخبيل شمال شرق مدغشقر أكثر من 22% من ميزانيتها – باستثناء مصروفات الرعاية الصحية والاجتماعية- على إجمالي نفقات السفر والسياحة بحسب ما ذكرته أرقام.
ووفقًا لأرقام مجلس السياحة والسفر العالمي، تنفق كل من جمهورية الدومينيكان وجامايكا جزءا ضخما من ميزانيتهما على السياحة أيضًا بواقع 22% و17% على التوالي، بينما تنفق الأردن وآيسلندا وسنغافورة أكثر من 10%.
ويعد إنفاق ملايين الدولارات على الحملات التسويقية أمرًا ضروريًا بالنسبة للدول التي تُمثل فيها عائدات السياحة جزءا كبيرا من الناتج المحلي الإجمالي، حيث حققت حملة "The Visit Denmark" لجذب السياحة إلى الدنمارك عوائد بلغت 16 دولارًا عن كل دولار تم إنفاقه، في حين حققت حملة "Tourism Ireland" إيرادات بلغت 10% على إعلانات التلفزيون والإنترنت.
وعلى الجانب الآخر، فإن الدول الصغيرة ليس لديها سوى خيارات قليلة إذا رغبت في الحفاظ على اقتصادها، فبلد مثل سيشل يحصل على 21% من الناتج الإجمالي المحلي من السياحة، بينما يأتي 14% من الناتج الإجمالي المحلي في مالطا من السياحة، وموريشيوس 11%، وبربادوس 11%، إذ تعتمد على الزوار الأجانب بشكل خاص، في حين يأتي أكثر من 10% من الناتج الإجمالي المحلي في الرأس الأخضر وكرواتيا وكمبوديا من السياحة.
ويقول مدير الأبحاث في مجلس السياحة والسفر العالمي "روشيل تيرنر"، إنه إذا لم يكن لدى الكثير من البلدان سفر وسياحة فلن يكون لديها في المقابل ناتج محلي أو اقتصاد، إذ تلعب السياحة دورًا مهمًا في العديد من الدول الجزرية في جميع أنحاء العالم.
وتستهدف العديد من الحملات الإعلانية الأثرياء من أماكن مثل الولايات المتحدة وألمانيا، إلا أن متوسط ما ينفقه الفرد الأمريكي في الخارج لا يُماثل ما ينفقه المواطنون في الدول المتقدمة الأخرى، فالأشخاص في لوكسمبورج على سبيل المثال ينفقون نحو 7000 دولار خارج البلاد، بينما ينفق سكان سنغافورة في المتوسط نحو أكثر من 4000 دولار سنويًا على السفر والسياحة، وهو أكثر بكثير من المتوسط العالمي الذي يبلغ 450 دولارًا، بينما تأتي النرويج والكويت وقطر وهونغ كونغ أيضا في المراكز الأولى في حجم إنفاق الفرد على السفر في الخارج.
وبدأت الحكومات تعاود الإنفاق على السفر والسياحة مرة أخرى منذ بدء الركود العالمي عام 2008، لكن الحكومات صارت أكثر حذرًا في أوجه إنفاق المال.
وزادت المنافسة بين الحكومات في ظل وجود العديد من وجهات السفر الساحرة مثل منتجعات البحر الكاريبي وماليزيا، لذلك تُمثل الحملات الدعائية لجذب السياحة ضرورة اقتصادية.