القاهرة “المسلة” …. افتتح امس الدكتور خالد العناني وزير الآثار، معرضا مؤقتا بالقاعة رقم 44 بالمتحف المصري بالتحرير عن حفائر البعثة الفرنسية-الإيطالية فى تبتينيس (أم البريجات) بالفيوم ، والذي تنظمة وزارة الآثار بالتعاون مع المعهد الفرنسى للآثار الشرقية وجامعة ميلانو، وذلك ضمن فاعليات العام الثقافى المصرى الفرنسى 2019.
وأوضحت الهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، أن المعرض سيستمر لمدة شهرين و يضم حوالى 200 قطعة من نتاج أعمال البعثة الفرنسية الايطالية بمنطقة ام البريجات بالفيوم، تم إكتشافها خلال ثلاثون عاماً بدءاً من عام 1988 ، و تعرض القطع صورة مفصلة للحياة في القرية منذ القرن الثالث ق.م إلى القرن التاسع الميلادي.
واضافت صباح عبدالرازق مدير المتحف المصري بالتحرير، أن من بين القطع المعروضة ثلاث نوافذ من الخشب من القرن الأول والثانى الميلادى، والتي ينفرد بها المتحف، و أدوات منزليه مصنوعة من الخشب والسلال والمعادن عثر عليها في منازل القرية، و أوانى من الفخار للطبخ، وأدوات المائدة و اواني لتخزين الطعام من العصر البطلمي والروماني والبيزنطي في الفيوم.
بالاضافة إلى عدد من المسارج، ولوحات مكرسة لبعض المعبودات مثل سوكنبتينيس وثيرموثيس، وتماثيل من التركوتا، وعدد من العملات المعدنية، والحلى التي شملت القلائد والأساور والأقراط والخواتم، والتي ترجع إلي الفترة الزمنية ما بين القرن الثالث ق.م إلى العصر البيزنطي، وأغلبها من البرونز أو من مواد أكثر تواضعاً، مثل الأصداف أو الطين: والتي تعد مؤشر واضح للظروف الاقتصادية التي مرت على الأسر التي كانت تعيش في تبتينيس.
وأشارت عبد الرازق ان المعرض يعرض أيضا مجموعة متميزه من أدوات التجميل و الزينة منها قنينات صغيرة للعطور والزيوت المعطرة، و الأمشاط الخشبية ودبابيس من الخشب والعظام والمعادن، والتي أستخدمت للتحكم فى طرق تصفيف الشعر، بالاضافة إلى الملابس والأحذية، وأدوات الموسيقى والوثائق التي من خلالها تم التأكيد على شهرة تبتينيس باعتبارها واحدة من أغنى المواقع في مصر بالبردي. فقد تم العثور علي حوالي 10000 نص تم كتابة ما يقرب من نصفها على ورق البردي باللغتين المصرية واليونانية.
ويذكر أنه تم إكتشاف قرية تبتينيس عام 1899 حيث قامت عدة بعثات علمية إنجليزية وألمانية بإجراء حفائر متتالية بالموقع وكان آخرها بعثة إيطالية إستمرت حتى عام 1936، كما تم نهبها وتدميرها من خلال الباحثون عن الآثار وحفارين السباخ.
وفى عام 1988 قررت البعثة الفرنسية-الإيطالية برئاسة البروفيسور كلاوديو جالاتزى والباحثة جيزيل حاجى-ميناجلو مواصلة الحفائر فى تبتينيس حيث تم إكتشاف أحياء جديدة ومبانى رائعة مثل : المقصورة المكرسة للمعبودة ثيرموثيس، ومخزن كبير للحبوب يعود للقرن الثانى قبل الميلاد، وحمامات عامة تعود للقرن الثالث والقرن الثانى قبل الميلاد والعديد من المبانى داخل القرية مثل المخابز, والمحلات التجارية, وورش العمل.