دراسة اثرية .. تقنية علمية مبتكرة لترميم الفسيفساء
القاهرة "المسلة" … د. عبد الرحيم ريحان …. كشف الباحث الآثارى ربيع راضى عبد القادر مدير عام إدارة ترميم قصور ومتاحف رئاسة الجمهورية بوزارة الآثار عن تقنية علمية مبتكرة لترميم الفسيفساء فى دراسة علمية حصل بها على الماجستير من قسم الترميم بكلية الآثار جامعة القاهرة بتقدير ممتاز تحت عنوان " دراسة علمية لتقييم المواد المستخدمة كحوامل بديلة للفسيفساء من العصر اليونانى الرومانى لإختيار أنسبها للتطبيق على أحد النماذج المختارة " وقد أشرف على الرسالة أ.د/ أحـمـد سـيد أحمد شـعيــب أستـــاذ تــرميم وصيــانة الآثار ورئيس قسم ترميم الآثـار الســـابــق كلية الآثار جامعــــة القاهــــرة ونائب رئيس البعثة المصرية اليابانية للترميم وعضو المركز العالمى لترميم التراث الثقافى بجامعة كانساى باليابان 2015 ، أ.د / شحاته أحمد عبدالرحيم أستـــاذ تــرميم وصيــانة الآثار كلية الآثار جامعة الفيوم ورئيس قسم ترميم الآثـار الســـابــق بالكلية ووكيل الكلية الأسبق لشئون التعليم والطلاب.
نشأة الفسيفساء
يشير الباحث الآثارى ربيع راضى إلى أن الدراسة تتضمن دراسة مقارنة لنشأة وتطور فن الفسيفساء فى العصر اليونانى الرومانى حيث تم التطرق أولا إلى نبذة تاريخية عن العصر اليونانى الرومانى والفن الرومانى وتعريف فن الفسيفساء وتاريخ الفسيفساء منذ نشأتها حتى العصر الإسلامى وعرض نماذج لفسيفساء رومانية من داخل وخارج مصر مع دراسة الخامات المستخدمة فى فن الفسيفساء والأساليب المستخدمة فى تنفيذها.
وكذلك عوامل تلف الفسيفساء الأثرية وتشمل عوامل فيزيائية كالرطوبة والحرارة وتأثير المياه الأرضية والأملاح على تلف الفسيفساء الجدارية والأرضية وعوامل تلف كيميائية كالملوثات الجوية وعوامل التلف البيولوجية من كائنات حية دقيقة وحشرات والكوارث الطبيعية كالزلازل ثم التلف البشرى والمتمثل فى الترميم الخاطئ والتلف المتعمد وغير المتعمد من قبل الإنسان.
ترميم الفسيفساء
ويؤكد الآثارى ربيع راضى أن هناك مواثيق دولية تحدد الحالات التى تستدعى نزع الفسيفساء الأثرية والاحتياطات الواجب مراعاتها عند النزع وطريقة تخزين الفسيفساء المنزوعة وقد أوضحت الدراسة الحوامل البديلة التقليدية والحديثة المستخدمة للفسيفساء الأثرية وطرق تطبيقها والجانب التجريبى لتقييم المواد المستخدمة كحوامل بديلة عن طريق تجهيز حوامل بديلة تقليدية وحديثة وتعريضها للتقادم الصناعى ثم قياس الخواص الفيزيائية والميكانيكية لها للوصول إلى أفضل حامل بديل للفسيفساء الأثرية لتطبيقه على فسيفساء أثرية من العصر اليونانى الرومانى.
وشمل ذلك الجانب التطبيقى لأفضل حامل بديل تم التوصل إليه فى الدراسات التجريبية السابقة لتطبيقه على فسيفساء يونانية رومانية بالإسكندرية حيث تم نزع الفسيفساء من حاملها القديم وتنظيفها وتطبيق حامل فريت كرومات وهو أفضل حامل تم التوصل إليه فى الدراسات التجريبية ثم تجهيز هذه الفسيفساء الأثرية للتخزين أو العرض المتحفى.
أهداف الدراسة
ويوضح الآثارى ربيع راضى أن الحوامل البديلة للفسيفساء لم يتم التركيز على دراستها وتقييمها علميا من قبل أوتطبيق نظريات العلاج والصيانة عليها ومن هنا كانت هذه الدراسة والتى تهدف إلى وضع الإستراتيجية العلمية لتقييم الحوامل البديلة المستخدمة فى علاج وصيانة الفسيفساء اليونانية الرومانية المنزوعة من حواملها التالفة وذلك بغرض حفظها وصيانتها وأيضا المحافظة على الفسيفساء فى مواقع الحفائر وكذلك فى المتاحف المختلفة لأطول فترة ممكنة من خلال دراسة ما بها من مظاهر تلف مختلفة وترميمها بإستخدام أفضل أساليب العلاج وكذلك دراسة الطرق العلمية المتبعة لحفظها وتخزينها بعد نزعها وتركيبها على حوامل بديلة.
نتائج الدراسة
توصلت الدراسة لأفضل حوامل بديلة للفسيفساء على مستوى العالم مما يعد التطبيق الأولى للمادة محلياً وعالمياً كحامل بديل لعلاج وصيانة الفسيفساء الأثرية وهو حامل فريت كرومات وهو الأفضل بين الحوامل الحديثة حيث سجل أفضل النتائج فى قياس جميع الخواص الفيزيائية يليه حامل الراتنجات المخلقة صناعياً والمدعمة بألياف الصوف الزجاجى ثم حامل خلايا عش النحل مما يستوجب تطبيقها على ترميم الفسيفساء داخل مصر وفى جميع أنحاء العالم.
وبهذه الدراسة سيتم الاستغناء عن حامل الجير للفسيفساء لأنه الأثقل وزنا مقارنة لباقى الحوامل بينما حامل فريت كرومات هو الأخف وزنا وكذلك حامل الجبس لأن مسامية حامل الجبس هى الأعلى بينما مسامية فريت كرومات هى الأقل كما أن حامل الجبس هو الأعلى إمتصاصاً للماء بينما فريت كرومات هو الأقل إمتصاصا للماء من التجارب المعملية حيث أن إمتصاص الماء لحامل الجبس 54% بينما إمتصاص الماء لحامل فريت كرومات.56% وهى أقل نسبة إمتصاص للماء تم تسجيلها بين الحوامل البديلة موضوع الدراسة.
وقد تم تطبيق حامل بديل من مادة فريت كرومات لعلاج قطعة فسيفساء من العصر اليونانى الرومانى بالمتحف البحرى بالإسكندرية وهو ما يعد التطبيق الأول للمادة محلياً كحامل بديل لعلاج وصيانة الفسيفساء الأثرية.
توصيات
وأعلن الباحث الآثارى ربيع راضى عن توصيات الدراسة والتى تضمنت ضرورة استخدام حامل فريت كرومات مع الكربون فيبر كحامل بديل للفسيفساء نظراً لتميزه عن الحوامل التقليدية بالعديد من الخواص والاهتمام بتسجيل وتوثيق قطع الفسيفساء الموجودة بمصر توثيقاً علمياً يليق بمكانة مصر وحضارتها وأهمية الفسيفساء بصفة خاصة كأحد الفنون العريقة وإنشاء متحف متخصص للفسيفساء بمصر لعرض القطع المتواجدة بمخازن الآثار وإنشاء إدارة متخصصة لترميم الفسيفساء تجمع المتخصصين فى ذلك المجال مما يعود بالنفع على الفسيفساء كتراث ثقافى وحضارى عريق بمصر كما أوصىت الدراسة باستخدام البولى يوريثان كطبقة توسطية مع حامل فريت كرومات وذلك بسبب خواصه الفيزيائية والميكانيكية التى تتناسب مع مادة الألفريت كرومات والكربون فيبر ووضع آلية تمكن الباحثين من القيام بإجراء الجانب التطبيقى لأبحاثهم العلمية دون عناء وضرورة عقد دورات تدريبية فى ترميم الفسيفساء الأثرية للسادة أخصائيين الترميم قبل القيام بأى أعمال ترميم للفسيفساء الأثرية.