بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
شهد هذا الشهر الاحتفال بالعيد الـ ٨٧ لتأسيس مصر للطيران. هذه المناسبة تعد فرصة للحديث عن جانب من تاريخ هذا المرفق الوطني للنقل الجوي. حول هذا الشأن فإن هناك أسبابا ومبررات متعددة تدعو المواطنين المصريين الي الوقوف الي جانب هذه المؤسسة الوطنية بالدعم والمساندة.. لا أهدف من وراء ذلك للدعاية أو الدفاع.. وإنما يدفعني إلي ذلك ما يربطني بقطاع الطيران من علاقات وطيدة. هذه العلاقة تعود الي أن مسيرتي الصحفية بدأت بالعمل مندوبا للأخبار بمطار القاهرة. السنوات التي أمضيتها في القيام بهذه المهمة أتاحت لي متابعة مسيرة مصر للطيران.
بداية.. فإن مصر للطيران جديرة بأن يفخر بها كل المصريين. إنها تعد تاريخيا من أولي شركات الطيران في العالم. من ناحية أخري فإن ما يزيدها فخرا أنها وعلي مدي عقود طويلة وحتي الآن تعتمد علي التمويل الذاتي لخططها في التحديث والتطوير لأسطولها الجوي وتجهيزاتها. وفقا لما هو معلن فإنها لا تحصل علي أي مساعدة أو تمويل مالي من موازنة الدولة علي عكس الكثير من شركات الطيران الاخري.
>>>
العديد من الشخصيات العظيمة والمرموقة توالت علي قيادة مصر للطيران علي طريق النهوض والتقدم. من بين هذه الشخصيات المرحومين حسن محمود وجمال عفيفي وجمال عرفان ونبيه حشاد.. آخر عظماء هذا الجيل كان المهندس محمد فهيم ريان الذي شهدت فترة قيادته لمصر للطيران طفرة هائلة من التقدم. اعتمد فيما حققه من إنجازات في عملية التطوير والتحديث وبشكل أساسي.. علي مراعاة الجوانب الاقتصادية في اختيار طرازات الطائرات.
بعد ذلك كانت الفترة الذهبية التي قادها الفريق أحمد شفيق وزيرا للطيران المدني. ان انجازاته تُشكل علامة مضيئة في تاريخ الطيران المدني وبالتالي مصر للطيران. كان صاحب الانجاز التاريخي بانشاء مطار القاهرة الجديد وتطوير مباني تيرمنال ١ و٢. اتسمت فترة تولية المسئولية بتحقيق أعلي درجات الانضباط في مصر للطيران وكل أجهزة الطيران المدني. في هذه الفترة أُسندت مسئولية ادارة مصر للطيران للمهندس عاطف عبدالحميد الذي نجحت في عهد الشركة في الانضمام لعضوية أكبر تجمع للطيران العالمي star Allince .
>>>
توالي بعد ذلك علي منصب وزير الطيران العديد من الشخصيات كان أخرهم حاليا الفريق يونس المصري. ان أهم ما شهدته مصر للطيران في السنوات الأخيرة تولي مسئوليتها عدد من ابنائها الذين مارسوا العمل بها لسنوات طويلة ليكون آخرهم رئيسها الحالي الكابتن طيار أحمد عادل. إن ما تتميز بها هذه الفترة.. التحرك بجرأة مذهلة ونظرة ثاقبة نحو المستقبل. جسد ذلك في إنهاء التعاقد علي أكبر صفقة من أحدث الطائرات لدعم الأسطول . تشمل ٤٥ طائرة من الطائرات الحديثة.
ان طراز »دريم لاينر» أي طائرة الأحلام.. كان أبرز هذا التحديث حيث وصلت منها طائرتان ضمن ٦ طائرات من نفس الطراز سيتوالي وصولها. بهذه المناسبة فإن هذه الطائرة تمتاز بالفخامة سواء في كراسي الدرجة السياحية أو درجة رجال الأعمال التي صممت علي شكل مقصورات مستقلة. هذه الطائرة وبهذه المواصفات تحقق المزيد من الراحة والرفاهية للركاب. انها تعد نقلة حضارية في تاريخ مصر للطيران. لا يمكن عند تناول هذا التطور.. انكار جهود جميع العاملين في مصر للطيران ومساهمتهم في تحقيق نجاح هذه المنظومة.
طبعا ووفقا لما هو معلن فإنه سيتم استخدام الطائرات الجديدة المتعاقد عليها لدعم خطة التوسع في خطوط الطيران الي دول العالم خاصة الي افريقيا.. كم أرجو ان تشمل هذه الخطة تفعيلا لحلم الفريق أحمد شفيق وزير الطيران الأسبق في تحويل مطار القاهرة الي أكبر مركز لرحلات الترانزيت بين اوروبا وافريقيا والشرق الأقصي. استثمارا لموقع مصر الوسط بين هذه القارات.