بقلم: د. رجب بن علي العويسي
مع بدء العام الدراسي والأكاديمي لطلبة التعليم، وما قد أتيح لبعضهم في الإجازة الصيفية من فرص السفر والزيارة للعديد من المرافق السياحية داخل السلطنة أو خارجها، والمشاهدات والمقارنات والأفكار التي تولدت لديهم حول مفاهيم السياحة وثقافة السائح، والطموحات والتوقعات التي صاحبتهم في هذه البيئات سواء من حيث أهمية تطويرها أو إعادة تنظيمها، وتوفير المتطلبات السياحية التي تحتاجها السياحة الوطنية من خدمات ومرافق، لزيادة فرص المرح والاستمتاع لمختلف فئات المجتمع.
وبالتالي ما يتوقع أن تتركه هذه المشاهدات من أثر في تشكيل الصورة الذهنية الإيجابية التي تخلدها في ذاكرتهم حول الانموذج السياحي الذي يحقق رؤية السلطنة نحو مستقبل السياحة، في ظل نواتج هذه المشاهدات، والتصور القادم الذي يرغب أن يراه مجتمع المتعلمين في السياحة الوطنية، سواء من حيث إدخال بعض التحسينات والتطوير على البنية الأساسية والتشريعية للسياحة، وزيادة مستوى الجاهزية والتكامل والتنسيق في الهيكلية السياحية، ورفع سقف التوقعات من خلال توفير الخدمات اللوجستية والفنية الداعمة.
وهنا يأتي دور التعليم في رصدها واستقراءها والتعامل معها بجدية واهتمام، وجعلها مائدة للنقاش والحوار، ونقلها إلى الواقع التعليمي سواء عبر تضمينها في مفردات المناهج ومفاهيم التعلم والأنشطة الطلابية، أو التفكير في سيناريوهات عمل داعمة لها كالبحوث العلمية والابتكار الطلابي وريادة الأعمال، بحيث يتاح للطالب فرص أكبر للتعبير عن مشاهداته السياحية، فيطرح الأفكار التي تتوافق مع منظومتنا السياحية الوطنية ، ويستقرئ في حواراته مع متخذي القرار توجهات السلطنة السياحية، ويساهم في توفير الضمانات الداعمة لإنجاح السياحة في واقع الممارسة المجتمعية من خلال الالتزام بقيمها ومبادئها وأخلاقياتها وتسويقها وتشجيع فرص الاستثمار السياحي.
ويبقى على التعليم أن يتبنى في طرائق التعلم واستراتيجيات التدريس وأساليب التوعية والتثقيف وبرامج التدريب والتأهيل؛ آليات أكثر ابتكارية في عرض السياسات السياحة الوطنية والمفاهيم المؤطرة لها والشراكات والتوجهات التي باتت تتبناها، بما تحمله من مؤشرات نجاح أو تعايشه من تحديات واشكاليات، فيقدم السياحة في مائدته التعليمية بطريقة أكثر إبهارا وارتباطا بفقه الأجيال وثقافتهم، تحمل معها آفاق المستقبل وطموحات الشباب واهتمامات الطفولة وتستقطب ابداعات الطلبة وابتكاراتهم وانتاجهم البحثي عبر استثمارات الشركات الطلابية وتعزيز فرص الاستدامة والنوعية في المنتج التعليمي السياحي.
نقلا عن جريدة وجهات