مصطفى الفقي: الأهرام مدرسة خرَّجَت عظام الكتاب
الإسكندرية “المسلة السياحية” ….. قال الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن الأهرام ليست مجرد صحيفة، فهي مدرسة خرَّجَت عظام الكتاب، وشهد الدور السادس لمبناها العريق خروج إبداعات أبرز الكتاب والأدباء المصريين كتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم. جاء ذلك خلال احتفال مكتبة الإسكندرية بذكرى صدور العدد الأول من جريدة الأهرام بالإسكندرية منذ 144 عامًا.
ورحب الفقي بالقيادات الصحفية المشاركة في الاحتفالية، يتقدمهم مكرم محمد أحمد؛ رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وكرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعبد المحسن سلامة؛ رئيس مجلس إدارة الأهرام، وعلاء ثابت؛ رئيس تحرير جريدة الأهرام، إلى جانب عدد من الكتاب والمثقفين وقيادات المؤسسات الصحفية الأخرى؛ ومنهم: الروائي يوسف القعيد، والإعلامي مفيد فوزي، والكاتبة أمينة شفيق، والدكتور سليمان عبد المنعم، وصلاح منتصر، وأسامة الغزالي حرب، وغيرهم.
وأكد مدير مكتبة الإسكندرية على مكانة الأهرام الخاصة في الصحافة المصرية والعربية، وطابعها المختلف الذي أسسته مجموعة متميزة من فرسان الكلمة وأرباب القلم، فهي “ديوان الحياة المعاصرة” كما وصفها المؤرخ يونان لبيب رزق.
وأعلن الفقي أن مكتبة الإسكندرية تسلمت بالأمس كافة أوراق ووثائق الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل؛ أحد أعلام ورموز صحيفة الأهرام، لافتًا إلى أن المكتبة بصدد بدء عملية أرشفة وتصنيف الوثائق لإتاحتها للجمهور.
وأعرب عن سعادته لاحتفاء المكتبة في هذه المناسبة أيضًا بمدينة الإسكندرية التي شهدت صدور العدد الأول من الأهرام، مضيفًا: “كانت الإسكندرية عاصمة مصر الأولى في الفن والثقافة والأدب، وآن الأوان أن تسترد مكانتها وتستعيد أمجادها”.
وفي كلمته، قال مكرم محمد أحمد؛ رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن الأهرام تعد على امتداد عمرها المديد ديوان مصر المعاصرة وسجل تاريخها الأكثر صدقًا، مؤكدًا أنها صحيفة محافظة شهدت مرحلة تطور قادها محمد حسنين هيكل بعقلانية، جعل منها منبرًا لكل تيار فكري في مصر، من بينهم اليسار.
وأضاف: “جمع الدور السادس لمبنى الأهرام كوكبة من المبدعين في الرواية والقصة والمسرح، منهم الدكتور لويس عوض ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، كما شهد خروج جيل جديد من الصحفيين الشباب ومنهم إبراهيم نافع وفهمي هويدي وعبد الوهاب مطاوع وكامل البهنساوي.
وتطرق مكرم محمد أحمد إلى الأزمة الراهنة التي تمر بها الصحافة الورقية في عصر منافسة وسائل الاتصال الاجتماعي والإعلام الجديد، وأكد إلى أن الأهرام يتخطى أزماته دائمًا بقدرته على التطوير بخطوات متأنية ومدروسة، وبالعودة لأصول المهنة لتقديم صحافة أكثر عمقًا، وتمسكه الشديد بالمهنية وحرصه على تنمية مواهب وقدرات أبنائه.
من جانبه، أعرب كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، عن سعادته للاحتفاء بالأهرام ومدينة الإسكندرية ومكتبتها، معتبرهم رموزًا للثقافة المصرية، ومنابر للتسامح والحوار والوعي. وأكد أن صحيفة الأهرام هي التي أرست قواعد الصحافة في مصر والعالم العربي، وقدمت للقراء محتوىً ثريًا بقدر كبير من المهنية والحرفية التي نفتقدها في وقتنا الحالي، مشددًا على أن هذه المهنية هي مفتاح تخطي أزمة الصحافة الراهنة.
ومن جانبه، قال عبد المحسن سلامة؛ رئيس مجلس إدارة الأهرام، إن الأهرام مرت بثلاثة مراحل على مدار تاريخها، وهي: مرحلة الإصدار والتأسيس والانطلاق، ومرحلة هيكل التي شهدت تطور وتحديث هائل، ومرحلة إبراهيم نافع التي شهدت تحول الأهرام لمؤسسة صحفية اقتصادية صاحبة إصدارات كثيرة ومتنوعة.
وأكد سلامة أن الأهرام تؤسس حاليًا للمرحلة الرابعة وهي خطة “الأهرام 2025” والتي تهدف لجعل الأهرام مؤسسة إعلامية ذكية متكاملة، ومؤسسة اقتصادية ناجحة، لافتًا إلى الانتهاء من خمسة مشروعات في خطة عام 2025، وهي ثلاث كليات جديدة في جامعة الأهرام الكندية، ومشروعًا بالغردقة وآخر بالقرية الذكية.
وأكد أن المؤسسة تعد لمشروع ضخم بالتعاون مع الهيئة الوطنية للصحافة سيعزز تواجد الأهرام في الإعلام الورقي والإلكتروني، إلى جانب الراديو والتلفزيون، وسيقدم للجمهور بديلاً للإعلام البديل الذي يفتقر إلى المهنية والمصداقية.
من جانبه، أكد علاء ثابت؛ رئيس تحرير جريدة الأهرام، أن هذا التكريم للأهرام يعد الأهم لأنه يأتي من أهم المنارات الثقافية في مصر. ولفت إلى وجود تشابه كبير بين مكتبة الإسكندرية والأهرام في صمودهم أمام محاولات الهدم والتغيير، مؤكدًا أن الأهرام تمكنت من الصمود رغم كل التقلبات السياسية والصحفية التي شهدتها مصر، والتزمت الدستور الذي خطه مؤسساها القائم على منهج المهنية والموضوعية.
وأضاف: “ندرك أن دور الأهرام كان ومازال أكبر من حصره في مجرد صحيفة، فهي واحدة من أهم ركائز القوة الناعمة لمصر في المنطقة، ونعمل على أن تظل الأهرام محتكرة لمقامها الرفيع في مصر والعالم”.
يذكر أن هذا الاحتفالية بمثابة تدشين بداية الاحتفال بذكرى مرور 150 عامًا على صدور صحفية الأهرام، المؤسسة الصحفية الأعرق ليس فقط في مصر، بل وفي العالم العربي بأسره.
وقد صدرت صحيفة الأهرام للمرة الأولى في أربع صفحات، يوم السبت الموافق 5 أغسطس 1876 في مدينة الإسكندرية، على يد الأخوين اللبنانيين سليم وبشارة تقلا، وكانت في البداية صحيفة أسبوعية ثم تطورت إلى أن أصبحت واحدة من كبرى المؤسسات الصحفية.
وتبرز الاحتفالية دور مؤسسة الأهرام العريقة في إثراء الحياة الثقافية المصرية والعربية على مر العصور، إلى جانب خصوصية الإبداع الفني والأدبي لمدينة الإسكندرية وتنوعها الثقافي والفكري الذي قاد إلى نشأة الصحافة في مصر.